;
ألطاف الأهدل
ألطاف الأهدل

حين تكون رئيسة التحرير امرأة! 2351

2011-02-14 03:02:42


بالرغم من أن الأمر يتطلب لياقة بدنية عالية أو إجادة لفنون القتال والفروسية أو قدرة كبيرة على التحليل لما رواء الخبر والانصهار في حركات رجولية مصطنعة مثل التدخين أو برم الشارب باستمرار لشجن بطارية الذكورة

بأيونات القبول والتقبل بالرغم من أن كل ذلك غير مطلوب لتصبح المرأة رئيسة تحرير إلا أنني أستغرب جداً عزوف أو عزل الكثير من النساء عن ممارسة هذه الوظيفة الجميلة التي أتمنى شخصياً أن أمارسها لأستطيع اكتشاف

قدرات الآخرين من المبدعين والمبدعات وإعطاءهم ما يستحقون من الاهتمام والتشجيع.. وليس من الضروري عندها أن أهتم بطلاء أظافري بلون جذاب أو أبقى في السوق لساعات طويلة وأنا أبحث عن حذاء أنيق يناسب

خطوتي الرقيقة!.. المهم عندها أن تكون ـ فتاة الغلاف مريضة من مرضى السرطان قاومت المرض وتجاوبت مع إرشادات الأهل وتجاوزت محنة الإصابة بسلام.
 نعم قد استقبل الكثير من الإعلانات على مكتبي لكن لن تدخل الإعلانات حيز اهتمامي، إلا حين أشعر أن في الأمر ما يستحق النشر ولن أتمادى في عرض مسلسل الفقر لاستثارة الرأي العام داخلياً وخارجياً بل سأكتفي بنشر

قصص نجاح ودعت الفقر بالعمل والاجتهاد والمثابرة، وحين أفكر أن أتحدث عن الجمال فلن أصف مكعبات الثلج كحمام بارد لشد النهدين ولن أتحدث عن قناع الفراولة وأنا أعلم أن نصف الشعب لا يعلم معناها ولا يدري أنها

فاكهة لذيذة شكلاً ومعنى بل سأمزح جمال الروح والطبيعة معاً لأحصل بيدي هاتين على وجه جميل وقوام مكتنز بعيداً عن التشبه بأعواد الخشب الصينية لأني أعلم أن غالبية ا لرجال الشباب منهم والكهول والمعمرون لا يفضلونها

بساقين نحيلتين كدمية مصنوعة من أعواد الكبريت!.
 أما مائدتي اليمنية فلن اجعلها خالية من عصائر مثيرة وحلويات ذائبة خجلاً وأصناف طعام محسبوة بالجرام الواحد حتى لا ترمى بقايا الطعام في مقبرة الكروش الضخمة لبعض الأزواج والزوجات، سأستعين بالحكمة وأزخرف

مطبوعتي بتراث العقول وثقافة الكفر وسأختار ضيوفي بعناية شديدة جداً لأني قد لا استضيف فناناً كبيراً يردد الكلمات كالببغاء دون أن يستشعرها بينما يمكن أن استضيف طالباً أو طالبة ثانوية يكتبان الشعر وينذوقانه ويعلمان تماماً

متى يغوصان في بحره ومتى يجدفان بعيداً نحو الشاطئ.
قد أتحدث عن إنجاز فني أو ثقافي قام به طالب أو طالبة ابتدائية واترك الدوران حول انجازات مهدفة لا تخدم أبناء الوطن ولاتقدم لهم فرصة الخروج من قالب التبعية ولا تستخدم طاقتهم الخلاقة في العمل بل إنها قد توظف أهدافها

لاستدراجهم إلى قاع الجهل والتخلف من جديد، وليس شرطاً أن تنتهي مطبوعتي بقراءة سافرة لأبراج الحظ تلك التي علمت النساء خاصة أن يكذبن على أنفسهن ويصدقن تلك ا لأحاسيس النائمة على فراش الغيب، كما أنني لن

أسمح باستخدام العبارات المثيرة للكتاب والكاتبات وعرضها في "مانشيت" عريض يسيل لعاب الكلاب البشرية الذي يجب أن نطهر قلوبنا سبع مرات بالصفح والغفران فقط حين تصافح أعيننا بصمات أعينهم!!.
لن أتعامل مع اسم الكاتبة الملتزمة كاسم محجوب وقلم ملثم وأحاول إظهار الكاتبة المحجبة كصورة ملفته للاهتمام أو التبرير بل يجب أن تحصل صاحبة الفكر الأنيق والكلمة المؤثرة على حقها الكامل في الظهور وبالمقابل الساحة

خالية لمن تريد استعراض قدرات الكتابة الخلاقة.
سأتعامل مع الرجل على أرض مطبوعتي كركن حصين وزاوية آمنة ولن أتدخل في عدد أكواب الشاي والقهوة الداخلة إلى مكتبه، لكني سآمره بالخروج إلى الشارع إذا أحب أن يشعل الدخينه بين أصبعيه كإعلان عن ولادة فكرة

جديدة!.
هل يجب أن أشكو الصلع والعصبية وحدة المزاج وحمرة العينين حتى أكون رئيسة تحرير؟!.. وهل من الضروري أن يكون لدي سكرتير طويل ونحيل ونظارته متدلية على أنفه ويشكو نوبات زكام جادة حتى أعطى فرصة

الخروج من أعمدة الصحف المتسلخة وأبدأ التحرير لحياتي بدون رئيس تحرير يصفع وجه مقالاتي بجملة "غير صالح للنشر"، بعد أن قرأ المقال مقلوباً!!.
أم أنني يجب أن أجعل الزاوية منفرجة جداً وأبدو بشعر ذي لون جذاب وبنطال من الجينز المرقع وحقيبة ضخمة تفصل بين عنقي وخاصرتي بحزام عريض حتى يتسنى لي الهروب عند بدء التظاهرة على شوارع خالية من

البشر!!.
متى ستحصل المرأة على حقها في رئاسة تحرير مطبوعة؟! وكيف نجرؤ على التحدث عن وصول المرأة إلى مقاعد البرلمان في قصة التمكين السياسي قبل النوم ونحن ما زلنا نشكو نظرة عنصرية ضد المرأة لدرجة أنها

تحصل على إنتاج فكر في مجلة أو صحيفة يمثل النصف مما يحصل عليه كاتب معين في نفس المجلة والصحيفة وبنفس أهمية الموضوع.. وجمال اللغة ورونقها فهل يحصل الذكر على حظ الأنثيين حتى في أعمدة

الصحافة؟!!

الأكثر قراءة

الرأي الرياضي

كتابات

كلمة رئيس التحرير

صحف غربية

المحرر السياسي

سيف محمد الحاضري

2024-10-14 03:09:27

القضاء المسيس ..

وكيل آدم على ذريته

أحلام القبيلي

2016-04-07 13:44:31

باعوك يا وطني

أحلام القبيلي

2016-03-28 12:40:39

والأصدقاء رزق

الاإصدارات المطبوعة

print-img print-img
print-img print-img
حوارات

dailog-img
رئيس الأركان : الجيش الوطني والمقاومة ورجال القبائل جاهزون لحسم المعركة عسكرياً وتحقيق النصر

أكد الفريق ركن صغير حمود بن عزيز رئيس هيئة الأركان ، قائد العمليات المشتركة، أن الجيش الوطني والمقاومة ورجال القبائل جاهزون لحسم المعركة عسكرياً وتحقيق النصر، مبيناً أن تشكيل مجلس القيادة الرئاسي الجديد يمثل تحولاً عملياً وخطوة متقدمة في طريق إنهاء الصراع وإيقاف الحرب واستعادة الدولة مشاهدة المزيد