سيدي الرئيس..
دعني أخذ من وقتك القليل القليل , راجية أن تصلك كلماتي وتقرأها بتمعن وان يجعل الله تعالى لها القبول ، فقد أصغى عمر بن الخطاب رضوان الله عليه لكلام امرأة وقال" اخطأ عمر وأصابت امرأة" وسجلها التاريخ
للخليفة الراشد وكانت إحدى مناقبه وخصائصه، فهل ممكن تسمعني؟!
أول ما أود قوله إنني وكثير من أبناء الشعب نكن لك كل الاحترام، رغم ما نقاسيه من آلام الفقر والجهل والمرض، نكن لك كل الود، رغم ما نعانيه من تدهور في شتى مناحي الحياة إلا أننا نلتمس لك العذر , لصعوبة حكم هذا
الوطن, ونقدر جهودك ، ولا يعني اعترافنا بصعوبة الحكم هنا أننا نخلي ذمتك مما يحدث أو نبرئ ساحتك مما حل ويحل بنا , فمن المفترض ألا تستلم وان تبذل جهداً اكبر.
سيدي الرئيس ..
أننا نريد لك الخير , كما نريده لأنفسنا , نحن لا نسعى ولا نطمح لتغيير النظام كأشخاص , نحن نحلم بتغيير سياسة النظام وقوانين النظام ,وإقصاء الفاسدين , وتحقيق أهداف الثورتين، فإذا تحقق ذلك على يدك فقد
تحقق ما نصبوا إليه ولا نريد بدلاً عنك.
سيدي الرئيس ..
نصيحتي إليك كوالد تتلخص في عدة نقاط :
اولها:
احذر بطانة السوء , احذر المطبلين والمزمرين والمصفقين , فإنهم لا يفعلون ذلك لك وحدك ولكنهم يفعلونه لكل من يعتلي كرسي الحكم وإذا رحلت سيسارعون إلى تغيير الاسم فقط من خطبهم وقصائدهم وأناشيدهم
احذرهم فقد قال الله تعالى "يا أيها الذين امنوا لا تتخذوا بطانة من دونكم لا يألونكم خبالا ودّوا ما عنتم"
احذرهم واستمع للشعب واقرأ ما يكتب في الصحف الحزبية وشاهد قنوات المعارضة, اقرأ عن المظالم والشكاوي التي لا يوصلونها إليك وشاهد ما يحدث من فساد لا تراه عينيك، احذرهم فهم أول من سيتخلى عنك.
وثانيها:
كلمة قلتها لك قبل ما يقارب العشر سنوات وهاهم يطالبونك بها الآن , وحبذا لو استمعت إليها قلتها في صحيفة الناس مخاطبة إياك " ليتك لم تكن رئيساً للمؤتمر" ولا رئيساً أو حتى عضواً في أي حزب آخر
ليس انتقاصاً من قدر المؤتمر ولكن لأن الحزبية تحتم عليك العمل بواجباتها من التحيز والتعصب والعمل من اجل الحزب الذي تنتمي إليه وقلت في ذلك المقال:
وكم يحز في نفوسنا ويقطع أكبادنا أن نرى منك عملاً تظهر فيه آثار حزبيتك في موقف تمثل فيه اليمن بكل فئاته وتتحدث باسمه كما حدث و رأينا على شاشة التلفزيون في مقابلة أجرتها معك إحدى القنوات وشعار المؤتمر يقبع على
سطح مكتبك وكان الأجدر والأحرى أن يوضع بدلاً عنه شعار اليمن مراعاة لشعور فئات الشعب المختلفة، وها أنا أكررها الآن " ليتك لم تكن رئيساً للمؤتمر".
ثالثها:
لا تلتفت إلى كلام المثبطين , وأصحاب لهجة التشفي والاستهزاء والمعايرة, وكما قلتها كلمة رائعة" ليش نقمر" فعلاً، لماذا نكابر ، فالاعتراف بالذنب فضيلة , والرجوع عن الباطل بطوله ، وعندما قرأت في شريط
قناة فضائية ان هناك تسريبات صحفية عن عزمك إقالة أقاربك من قيادة الجيش والأمن قلت في نفسي: نعم القرار البطولي هو إن صح , وانك إذا حققت مطالب الشعب لن تحتاج لرجال الأمن ولا للجيش وستكون كما قيل
للخليفة عمر رضي الله تعالى عنه" عدلت فأمنت فنمت".
رابعها:
ضع الرجل المناسب في المكان المناسب , وتلمس حاجات شعبك بنفسك ولا تدعهم يوصلون إليك ما يشاؤون فأنت أمام الله تعالى وأمام الشعب المسئول الأول ولتقم دعائم الديمقراطية كما وضعت أساسها , ولتعمل على
تداول السلطة تداولاً سلمياً ودعنا نرى ما الذي يمكنهم أن يقدموه, فإن كان خيراً فلا اشك انك تتمنى الخير للبلاد على يدك أو على يد غيرك وان لم يقدموا شيئا سنغيرهم حتماً.
سيدي الرئيس..
هذا ما أردت أن أقوله لكم , وأنا أدعو من الله أن يوفقكم إلى ما فيه خير البلاد والعباد وأذكرك أن تخلص عملك لله وان تراقب الله، فإذا فعلت هذا فلن يضيرك أن يتنكر الناس لك " وكما يقول المثل اليمني " الذي ما يعمل
شر ما يلقى شر"، مهما ظاهرت عليه المعارضة أو تخلت عنه أمريكا.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
ابنتك /
أحلام القبيلي
alkabily@hotmail.com
أحلام القبيلي
سيدي الرئيس .. ممكن تسمعني 3681