من البديهي القول أن اليمن تعيش حالة من الغليان غير مسبوقة، فما حدث للمتظاهرين والمعتصمين في ساحة التغيير من هجوم وتسبب بقتلى وجرحى يعد مؤشرا خطيرا على أن السلطة نفذ صبرها وضاق صدرها بمتظاهرين سلميين تعهد الرئيس سابقا بحمايتهم.
اليوم المطلوب من كل العقلاء التدخل، وإنقاذ الوضع ووضع حدا لهذه الهجمة الغير مسبوقة من أجهزة السلطة على المتظاهرين، وإقناع الرئيس بإتخاذ موقف شجاع بالتنحي، وتسليم السلطة لمجموعة من العقلاء والحكماء، مما يجنب البلاد الفوضى، فاليمن أكبر من أي شخص.
يا عقلاء اليمن، هذا وقتكم وهذه ساعتكم، فأبذلوا كل ما في وسعكم لإنقاذ البلاد وإقناع الرئيس أن تخليه عن السلطة ليس إهانة له، وإنما هو موقف مشرف وشجاع ولأجل مصلحة البلد الذي يمر بمنعطف خطير وسط مخاوف متزايدة من الانزلاق إلى العنف والاحتراب وتكرار السيناريو الليبي.
إن هؤلاء المتظاهرين والمعتصمين هم شباب أبرياء كل همهم أن يخرج اليمن من عنق الزجاجة، وأن يجدوا أمامهم المستقبل المشرق والتنمية الحقيقية والعدالة والمواطنة المتساوية، وأن يسافر اليمني في كل بلاد العالم، وهو يفخر بانتمائه لهذا الوطن، هم شباب أبرياء بعيدون كل البعد عن أي أجندة خارجية وحقن دمائهم واجب الساعة، وأنا في هذا المقام أحيي جهود الشيخ الزنداني الذي أكد على حرمة الاعتداء عليهم، وشدد على حرمة دمائهم، وكذلك دماء منسوبو القوات المسلحة والأمن، فمطلوب من كل العلماء موقف مماثل ومطلوب من كل العقلاء التحرك لإنقاذ الوطن واتخاذ موقف يعيد العقل للسلطة التي تبدو مرتبكة ومتخبطة بصورة مخيفة.
أكتب هذا على عجل لأؤكد على ضرورة تداعي العقلاء أو من تبقى منهم لإقناع السلطة بأن لا تلجئ لتلك الأساليب التي تعجل بنهاية مؤسفة لهذا النظام، ولكن بثمن غال من دماء أبنائنا الأبرياء.
إن اللجوء للبلطجية هو إفلاس واضح، ونتمنى على الاخ الرئيس أن يتخذ موقفا شجاعا، ويسلم السلطة لمجموعة من الحكماء والعقلاء بدلا من هذا العناد الذي سيفضي لنهاية مجهولة إنها أمنية يا ليت تتحقق قبل فوات الأوان.
نقلاً عن "السبيل" الأردنية
محمد مصطفى العمراني
أين أنتم يا عقلاء اليمن؟!! 2854