;
ألطاف الأهدل
ألطاف الأهدل

خواطر...... . 2129

2011-03-21 00:06:27


من المؤسف أن يفسر الآخرون رهافة حسك بسهولة الانقياد، وصمتك على الإسائة عجزاً عن الرد، وقوتك في تحمل ا لألم ضعفاً واستكانة، وصبرك على بعد أهدافك توانياً ورضى بالواقع، ومن المؤسف أيضاً أن يفسر الأقربون براءة أقوالك وأفعالك بالابتذال وعفوياً رغماً عن الجميع لأنك لا يمكن أن تكون إلا أنت.. هكذا خلقت وجبلت وستبقى كما خلقت دائماً، قد ندفع أحياناً في إظهار نقاط ضعفنا والتعبير عن مشاعرنا، فنجد أنفسنا في مأزقٍ كبير لا نستطيع أن نعود بعده إلى الخلف ولا يمكن أن نتقدم بعده إلى الأمام وكل ما يلزمنا عند ذلك بعض الذكاء لإقناع الطرف الآخر بصدق مواقفنا وإقناع أنفسنا بضرورة البقاء في حالة قناعة واقعية لبعض الوقت.
وبعدها سنجد أنما كان يُرى مستحيلاً أصبح ممكناً وما اعتقدناه صعب الحدوث ها هو يحدث بالفعل أمام أعيننا وعلى مقربة شديدة من مناطق الخوف فينا والتي كنا نرهب أن نجعلها مجرد فكرة.
 الإنسان ليس منظومة أجهزة معقدة فحسب وإنما هو شبكة مشاعر مترامية الأطراف، والخلل فيها قد يعطل منظومة الجسد كاملة، ألم تسمعوا قبل اليوم باللذين يموتون قهراً وعشقاً وخوفاً إنها مشاعر يمكن أن تحيي الإنسان ويمكن أن تميته، مثلها مثل أي مرض.. لكن حتى بعض الأمراض يمكن أن يعيش صديقاً للإنسان غير أن المشاعر السالبة لا يمكن أن تكون صديقة أبداً إن لها عقلاً باطناً تتقاطر إليه من جميع مراكزها ثم تتقوقع وتنطوي وتتشرنق حتى نظن إثماً أننا قد نسيناها غير أننا إذا سمعنا أو رأينا وتنشقنا رائحة ذكراها قامت لتنشر أجنحتها كفراشات وليدة لكن بلون الليل والخوف والألم.
 أتساءل دائماً لماذا لا يشفق هؤلاء البشر على بعضهم البعض؟! لماذا يجرحون باسم الحب والأخوة والأبوة والصداقة؟! لماذا لا يختصرون على أنفسهم وعلينا تلك العذابات الساحقة؟! ما الجدوى من أن تريق دماء مشاعرك أرضاً في مجتمع لا يعترف إلا بالنعاج قرابيناً لمناسباته المثلجة، أما أنت فمناسباتك الدافئة تبقى حبيسة قلبك، تطهوها أسفاً على نار غربتك ثم تلقها الأيام كحساءٍ لذيذ فيما تموت أنت جائعاًَ كل ليلة.
كلما كنت محترفاً للكذب، كلما كنت أنا أكثر صدقاً مع نفسي ومعك، وكلما دعت الحاجة إلى تصويرك كرجل لا يحترم مشاعره، أجد نفسي لقطة الصدق الوحيدة فيك؟.. قل لي إلى أين تهرب من قلبك وأنت تسكنه؟! وكم ستبقى فارّاً من هذا الحب وهو محكمتك؟! وهل تظن أنك حين تصبح خلف القضبان ستنسى أنني سجنك؟! أرجوك تفضل بقراءة النص الأخير من مسرحية اليأس، هذه فقد مللت البقاء وحيدة على جوار مقاعد خالية!.
ها قد رحل الشتاء بصقيعه ومدفأته وسباته وزهرة الياسمين تلك التي رسمتها عيناي على حائط مبكاك الطويل.. هل تصدق لو قلت لك إن قلباً لم يشهد صقيعاً كالذي يحياه اليوم حين أشعلت بين يديك قصائدي وأبيت إلا أن أجعلك ساديتي وفناري ومئذنتي.. لكنك بقيت كما أنت رجل الثلج وخيال المآتي والصنم الذي لم تسجد له جوارحي.. آه ما عاد يجدي أن تحيطني بذراعيك فقد تجمدت ذاكرتي ولم أعد أعرفك!.
كلما أعلنت الحرب على مشاعري وجهزت كنانة أحرفي وصوبت سهم الصمت نحو أحاسيسي تفاجئني بالاستسلام فلا القى بداً من التحالف معك، لكني لا ألبث أن اكتشف خيانتك.. فماذا أعاقب نفسي وبماذا أعاقبك؟!.. هل الفّ حول عنقك ظفائري لتموت شنقاً؟! أم أطلق على مساحة قلبك رصاصات عتابي لتسقط أسفاً؟!، أم أعدّ على ساعدي مقصلة تترنح حولها آهاتك؟!.

الأكثر قراءة

الرأي الرياضي

كتابات

كلمة رئيس التحرير

صحف غربية

المحرر السياسي

سيف محمد الحاضري

2024-10-14 03:09:27

القضاء المسيس ..

وكيل آدم على ذريته

أحلام القبيلي

2016-04-07 13:44:31

باعوك يا وطني

أحلام القبيلي

2016-03-28 12:40:39

والأصدقاء رزق

الاإصدارات المطبوعة

print-img print-img
print-img print-img
حوارات

dailog-img
رئيس الأركان : الجيش الوطني والمقاومة ورجال القبائل جاهزون لحسم المعركة عسكرياً وتحقيق النصر

أكد الفريق ركن صغير حمود بن عزيز رئيس هيئة الأركان ، قائد العمليات المشتركة، أن الجيش الوطني والمقاومة ورجال القبائل جاهزون لحسم المعركة عسكرياً وتحقيق النصر، مبيناً أن تشكيل مجلس القيادة الرئاسي الجديد يمثل تحولاً عملياً وخطوة متقدمة في طريق إنهاء الصراع وإيقاف الحرب واستعادة الدولة مشاهدة المزيد