;
ألطاف الأهدل
ألطاف الأهدل

شظايا ثورة 2052

2011-03-28 06:26:23


كأي انفجار في هذه الحياة سواءً كان انفجاراً مادياً أو معنوياً لا بد أن تكون هناك خسائر وضحايا وشظايا قاتلة، اليوم نعيش أحداث ثورة شعبية لا يمكن تجاهلها أبداً وفي نفس الوقت لا يمكن التفاعل معها في ظل معطيات سياسية واجتماعية وقبلية معينة، أضف إلى ذلك مستجدات وأطماع داخلية وخارجية مهدفة لا تقل خطورتها عن خطورة امتداد التصنيف السياسي لهذه الثورة أو تلك المعطيات الأخرى التي تميز تركيبة اجتماعية متفردة في اليمن، هذا الانفجار الذي أسقط ضحايا واحتل مساحة كبيرة من الاهتمام الدولي والمحلي يجب أن يحتوى بآلية سياسية ذكية قادرة على التمييز بين من يصرخ طلباً للغوث ومن يستخدم الصراخ لتضليل الرأي العام عن أهدافه الحقيرة التي تطمح لتدمير الوطن.
 نحن في معترك ثوري اجتماعي معقد جداً يستخدم كدليل مصور لإقناع العالم بعمق الهوة الحاصلة بين نظام ديمقراطي مكفول دستورياً ومنظمة أعراف قبيلة سائدة لها بريقها الخاص وإمكانياتها الجبارة، وفي اعتقادي الشخصي يجب جدولة هذه الثورة وإدراجها تدريجياً ضمن منعطفات إستراتيجية قوية جداً هي التي شكلت معالم الصورة الحضارية لليمن الأرض واليمن الإنسان.
ولا يستطيع أحد أن يطعن في شرعية الثورات الناتجة عن اختلال الأنظمة وتحديداً تلك الأنظمة التي نشأت على أساس قوي من الحرية الشعبية وأمام إرادة أقوى من التواجد القبلي، اليوم أصبحت الديمقراطية تحمل أكثر من معنى ولها أكثر من صفة وترتدي أكثر من حلة وهي صديقة قوية نظرياً للمفردات اللغوية الموضوعية بين أقواس سياسية محددة، لكنها شعبياً فاشلة في إعطاء المعنى الحقيقي لها، بل إنها أصبحت تخضع لتعديلات محلية خاصة تجعلها قابلة للقص واللصق والحياكة والتطريز أيضاً!..
 لقد أصبحت الديمقراطية زياً رسمياً للأنظمة الحاكمة على مختلف تراكيبها وانتماءاتها وبمعنى أوضح لم تعد الديمقراطية هي الثوب الذي يواري سوأة الشعوب العربية، فأين هو الخلل؟! وهل كانت الأنظمة الملكية ذات نشأة جينية بشرية متأصلة إلى الحد الذي يجعلها تظهر كطفرات استثنائية لدى أقطاب الانتماء السياسي أو الذين تبنتهم السياسية ليكونوا الورثة غير الشرعيين لجذورها الاستبدادية؟! أم أن حالة الصمت التي غمرت وطمرت أجيالاً من الشعوب العربية هي التي خلقت أنظمة سياسية تراكمية كحقب تاريخ الأرض التي بدأت براكيناً وانتهت برمادٍ يغمر القارات؟!.
 أين هو الخلل تحديداً؟! في الأنظمة أم الشعوب؟! أم أن هذه المشاهد التراجيدية هي سيناريوهات مطبوعة سلفاً لتكون بداية لاستعمار جديد له أسبابه وأهدافه وما هؤلاء أو أولئك إلا أدوات ضرورية لإكمال النص المسرحي على خشبة عربية عريضة، الظالم فيها والمظلوم ضحايا لمشاهد ساخنة، والجمهور الذي سئم ملئ الفراغ بالكلمات المناسبة أصبح قادراً على إعادة صياغة المسرحية وفق ما يراه الشعب أو بُلغة سينمائية وضيعة "الشعب عايز كدا..!) على غرار "المخرج عايز كدا..)؟!.
 من الصعب جداً تحديد معالم الصورة الديمقراطية للشعوب العربية لأنها أصبحت مشوهة تماماً بعد أن طالتها نيران الثورات الشعبية.

الأكثر قراءة

الرأي الرياضي

كتابات

كلمة رئيس التحرير

صحف غربية

المحرر السياسي

سيف محمد الحاضري

2024-10-14 03:09:27

القضاء المسيس ..

وكيل آدم على ذريته

أحلام القبيلي

2016-04-07 13:44:31

باعوك يا وطني

أحلام القبيلي

2016-03-28 12:40:39

والأصدقاء رزق

الاإصدارات المطبوعة

print-img print-img
print-img print-img
حوارات

dailog-img
رئيس الأركان : الجيش الوطني والمقاومة ورجال القبائل جاهزون لحسم المعركة عسكرياً وتحقيق النصر

أكد الفريق ركن صغير حمود بن عزيز رئيس هيئة الأركان ، قائد العمليات المشتركة، أن الجيش الوطني والمقاومة ورجال القبائل جاهزون لحسم المعركة عسكرياً وتحقيق النصر، مبيناً أن تشكيل مجلس القيادة الرئاسي الجديد يمثل تحولاً عملياً وخطوة متقدمة في طريق إنهاء الصراع وإيقاف الحرب واستعادة الدولة مشاهدة المزيد