حين تظل رحمات السماء من شباك القدر لا بد أن نقف من محراب أرواحنا طويلاً لأن لله نفحات لا تنكر خلال العام مرتين اثنتين بل هي كالأيام تركض إلى مصيره المعلوم دون عوده. في طيات الايام القادمة ساعات جليلة ودقائق عظيمة ولحظات باهظة الثمن فليحرص الجميع على الاعتراف من نهر تلك الرحمات إلى قراقه وليعرض الجميع حاجته إلى ملك الملوك في وطن آمن وعرض مستور وزرق وفير وعفو وعافية وحسن مصير.
هذه الايام تأتي مرة واحدة كجرعة قوية من دواء ناجع وأنا على يقين نه إذا وقف الجميع وقفة صدق مع الله في آن يسلم البلاد والعباد ويرحم ضعف الناس وحاجتهم إليه مع الأخذ بأسباب السلم والصدق في النية فإن حال اليمن لن يكون كما يترقب المترقبون أو كما يحلله المحللون لأن للسماء تصاريف أخرى وأقدر تختلف عن ما يراه أو يخافه الشر، رمضان يقترب بصفاء أيامه وعذوبة ليالية فهل سنعيش رمضان حذرين خائفين، كما عشنا أشهراً مضت تعدى فيها البعض على قدسية المساجد وداس فيها البعض على حرمة الأشهر الحرم ونسي أو تناسى البعض فيها أمانة المسؤولية وحق الرعية فبطش وقتل وأخاف وأرهب من أجل لا شيء يذر ولا شيء يدوم ولا شيء يستحق.
ها هو رمضان يطل عبر نوافذ الأيام ليمنح الإنسان فرصة التسامي والعلو من مصاف البشرية إلى مصاف التباهي الملائكي فهل ستجعلونه يمضي دون أن تطعم أرواحكم من فيض بركاته المنحدرة من سفوح الغفران إلى أفنية الرضون؟! هل سيرحل كما رحلت مبادؤنا وقناعاتنا وشعورتنا بالإنتماء على حين غفلة من الوقت ونحن نركض أمام المصالح وخلفها، نحيطها بأمانينا ونتغشاها برغبة الوصول الدنئ القذر، هل ستتساقط فرص التوبة على أرض الحرمان من العفو كما تساقطعت اشلاء الناس في ثورة طالت حتى ظنناها قدراً محتماً العفو كما تساقطت اشلاء الناس في ثور طالت حتى ظنناها قدراً محتماً واستفحلت إعراضها حتى اعتقدناها مرضاً مستشرياً وظهرت عيوب الناس فيها حتى ما عدنا نفهم عدونا من صديقنا؟! ليقف الجميع وقفة عزاء ويلة نعزي فيها أنفسنا على موت العقلانية والحكمة واندثار رأفة القلوب ولين الأفئدة ولو أننا أصحاب إيمان وحكمة لكن يبدو نحو جزار شريرة! الأرض والعرض فهما الوطن والسلاح هو الإنسان والذخيرة هي العقل أما بارود الطرقات ورصاص الشرقات فليس من الدين والخلق والحكمة في شيء.
ثورتنا تحولت من سلمية بلهاء إلى كلمية جارحة واليوم أصبحت تشرع للموت والقتل والتدمير وكيل التهم من كلا الفريقين فمن يملك السلاح يستطيع الكلام ومن لا يملكه يلتزم الصمت بل قد يموت ظلماً وعدواناً، لقد تجاهلت جميع الأطراف حرمة إزهاق النفس المؤمنة وتجار وبوامع معطيات سياسية كاذبة ظناً منهم أن هذا كفيلٌ بعدل كفتي الميزان وكأنهم لم يقؤوا قول رب الأرباب: "من أجل ذلك كتبنا على بني إسرائيل أنه من قتل نفساً بغير نفس أو فسادٍ في الأرض فكأنما قتل الناس جميعاً ومن أحياها فكأنما أحيا الناس جميعاً" صدق الله العظيم.
أيها العقلاء من العلماء والمشائخ والأعيان والساسة وأصحاب القرار لماذا تلتزمون سنة الصمت حين يكون الكلام فرضاً وأحياءً! وإلى متى تسمحون للسياسة أن تشتري منكم كل شيء؟! وهل أصبح الحق مسيساً يخطام وراعياً خلف نظام؟!!.
ألطاف الأهدل
من أجل ذلك ... .. 2216