;
ألطاف الأهدل
ألطاف الأهدل

لماذا فشل تطبيق مبدأ الديمقراطية في البلدان العربية؟! 2867

2011-09-12 03:27:07


على أقل تقدير اعتباري يتم التعامل مع هذه المجتمعات داخلياً من قبل أنظمتها الحاكمة على أنها مجتمعات خاضعة بالفطرة، قانعة بالبديهة، راضية عن أسلوب معيشتها بشكل تلقائي، مجتمعات غير قابلة للتطور، يمكن للتطور أن تحكم بالقوة أو الوهم على حدٍ سواء.
مجتمعات حيوانية يمكن أن تقاد في شكل لقطعان جائعة تنسى إنسانيتها بمجرد أن تشبع ذلك البعد الذي يسد الرمق فقط دون أن يملأ الجوف أو يفي بالحاجة.
الأسباب تبدو غامضة في ظل سياسات العمالة والتطبيع وتقديم المصالح الشخصية والعائلية، خاصة في وجود القبيلة كراع رسمي لأنشطة الأنظمة الحاكمة، مع توظيف أقطابها الفاعلة في ثغرات الأنظمة ومؤسساتها العسكرية والدبلوماسية في الدول لفرض نوع من السيطرة الكاملة على نظام الحكم وعرقلة سبيل التمرد كخيار وحيد أمام الشعوب التي جربت الحوار كورقة أخيره للحصول على حقوقها وحرياتها المصادرة.
 ما حدث في بلادنا العربية يشبه تماماً ما يفعله بعض الجهلة حين يقومون بشراء شهادات جامعية لأبنائهم وهم لم يحصلوا بعد على شهادة الإعدادية العامة! وبجرعة ديمقراطية وحزبية كبيرة فقدت المجتمعات العربية توازنها وارتدت ثوباً أكبر من مقاسها بكثير وهاهي اليوم تتعثر بأطرافه وتقع على وجهها بعد أن خاضت تجربة استعراض فاشلة، لم يصفق لها العالم إلا بأهداب شامته!.
 فشلت تجربة الديمقراطية في بلادنا العربية لأننا مجتمعات مسلمة لنا دستور قرآني رباني واضح لا يصلح إلا لنا ولا نصلح إلا له، كتالوج سماوي يعرض واقعنا المعاصر وماضينا التاريخي العريق في سياق حقيقي منظم ونبيل، فلماذا نبحث عن دستور آخر ولدينا دستورنا؟!، لماذا نتمرد على هذا النظام الديمقراطي الإلهي الراقي والماركة السماوية العُليا ونبحث عن أنظمة بشرية متهاوية، لا تستطيع أن تحكم مساحة أطماعها ولا تقدر أن تتحجم رغباتها المسعورة في السيطرة والاستيلاء على حقوق الشعوب، في الإسلام كتشريع إنساني دستوري شوروي.. ديمقراطية من نوع آخر تتيح لك حرية التأمل والإبداع وتمنحك فرصة لقول الحقيقة على منبر الصدق وتتيح لك أيضاً حق الاندماج في مجتمعك ومجتمعات الآخرين بفارق الإيمان وأكرميه التقوى.
 وفي هذا الدين أيضاً كتشريع مستقل لا يعرف الحزبية ولا يشجع على التحزب فيه مخرج من كل أزمات الانشقاق والتكتل المشروع وغير المشروع الذي يحدث في أوطاننا اليوم إذ لا يعرف هذا الدين إلا حزبين اثنين حزب الله ((إلا أن حزب الله هم المفلحون)) وحزب الشيطان ((إلا أن حزب الشيطان هم الخاسرون)) [سورة المجادلة: 19 ـ 22 ].
اليوم تعرض شاشات البلدان العربية الحلقة الأخيرة من المسلسل المدبلج والمقزز جداً "الديمقراطية الكاذبة" التي أثبتت أن البطولة المطلقة في الأجزاء القادمة للمسلسل أصبحت من حق الشعوب وأن الأنظمة السياسية تلعب دور الكومبارس تقف خلف الكواليس، المنصة اليوم أصبحت من حق الشعب كله الشعب، لكن الشعب الذي يعلم تماماً ماذا يريد ويؤمن بالتغيير كأداة للوصول إلى الأفضل وليس كسلاح يقاتل به من أجل أن يصل إلى منصب معين، متجاهلاً أرواحاً باتت في عالم المجهول...
إن تجاهل حق الشعب في الحصول على كرامته يقود إلى انهيار الأنظمة قبل أن يكتمل نصاب أحلامها! هذا الظلم للشعوب هو من أفشل هذا النظام وجعله غير صالح للتطبيق على شعوب تعرف تماماً معنى العدل وتتعلق جداً بمعانيه.
 

الأكثر قراءة

الرأي الرياضي

كتابات

كلمة رئيس التحرير

صحف غربية

المحرر السياسي

سيف محمد الحاضري

2024-10-14 03:09:27

القضاء المسيس ..

وكيل آدم على ذريته

أحلام القبيلي

2016-04-07 13:44:31

باعوك يا وطني

أحلام القبيلي

2016-03-28 12:40:39

والأصدقاء رزق

الاإصدارات المطبوعة

print-img print-img
print-img print-img
حوارات

dailog-img
رئيس الأركان : الجيش الوطني والمقاومة ورجال القبائل جاهزون لحسم المعركة عسكرياً وتحقيق النصر

أكد الفريق ركن صغير حمود بن عزيز رئيس هيئة الأركان ، قائد العمليات المشتركة، أن الجيش الوطني والمقاومة ورجال القبائل جاهزون لحسم المعركة عسكرياً وتحقيق النصر، مبيناً أن تشكيل مجلس القيادة الرئاسي الجديد يمثل تحولاً عملياً وخطوة متقدمة في طريق إنهاء الصراع وإيقاف الحرب واستعادة الدولة مشاهدة المزيد