;
ألطاف الأهدل
ألطاف الأهدل

لكل وطن فرعونه 2191

2011-10-20 05:25:10


كعادة الأحداث في اليمن، تتكرر مكرهه وتتردد رغماً عنها وتحلل وفق وجهات نظر مختلفة لها جذورها وأبعادها السياسية المتخلفة عن سياق الحقيقة والرامية إلى تعميق قوة المصلحة التي تعتبر شعاراً رسيماً وقانوناً ناطقاً ساري المفعول حتى إشعار متخلف آخر!.
فلا نكاد نطمئن لقرار أو مبادرة ولائحة في ظل هذه الأزمة إلا ويصدر قانون آخر معاكس تماماً لما كان يأمل الناس وتتمني الغالبية التي ملت الصمت بعد أن ملت الكلام، اليوم يتراءى في الأفق شبح الحرب ويظهر جلياً تنصل أصحاب القرار عن اتخاذ قراراتهم وعجز الحاشية عن استيعاب درس النهوض الذي تأخر بعد سقوط مدوٍ عن عرش الديمقراطية، اليوم أثبتت الوساطات وعقدة استعراض القدرات عن فشلها في احتواء أزمة الوطن العظمى التي أزالت الأقنعة وفضحت العورات وأظهرت المساوئ المحجوبة خلف المنصات والحقائب والرتب وكل ما يلزم البعض ليصبح سياسياً كاذباً بألف وجه مادامت مصلحته بعيدة عن طائلة البحث والتفتيش والتقصي ومادامت حصانته ثابتة في جدول الهروب المنظم الذي يبدأ حين تنتهي أدوار الدمى العابثة على مسح الأرجوزات الورقية التي تدخل التاريخ رغماً عنه ورغبةً منها، ما أبشع عبثية السياسية التي ظهرت بوضوح في السقوط والتنحي والهرب والإصرار على استمرار العبث في مواقف الحكام الذين شاءت لهم الأقدار أن يكونوا عبرةً لسواهم كما كان فرعون عبرةً لأمه بأكملها، ويبدو بعد كل ما حدث في ربيع العرب الساخن أن لكل وطن فرعونه الخاص به والذي يشبه تماماً تضاريسه الوعرة وأسلوب حياته القاسي وبيئته الجغرافية المتقلبة وهذا ما لمسناه في الخطاب الأخير للوالد الرئيس الذي كنا نتوقع أن يكون خطاباً تاريخياً مميزاً قادراً على إخراج اليمن بجدارة ورشاقة بالغة من هذا المأزق كما تعودنا في كثير من أوراق الماضي الأكثر رشاقة بالرغم من أنه كان ماضياً كامل الدسم!.
أنا واحدة ممن صدمني واقع الحال في وطني وكرهت أن أتحدث وأخوض مع من تحدثوا وخاضوا بإرادتهم أو رغماً عنهم خوفاً من الانزلاق في هاوية الجدال التي أتحاشاها بكل ما أوتيت من قوة وأيضاً خوفاً من فتنة لا يعلم حدودها إلا خالق الناس أجمعين، لكنني اليوم بت واثقة من أن الحل لم يعد في يد الحكومة ولا في يد النظام ولا في يد المبادرات الراجفة التي نخاف من أن تكون اليمن باب جهنم عليهم وعلى شعوبهم الغارقة في النزف والرفاهية وأن كان في مجتمعاتهم من يئن من لظى الفقر ونار الحاجة إلا أن فقر اليمن وحاجتها للإغاثة الإلهية أقوى وأكبر، اليوم أصبحت أؤمن أن الحل في يد الشعب فهو قادر تماماً على إصلاح ذات بينه وبين مسار الأحداث عن طريق الوعي والتعقل وإمداد هذا الجيل بفلسفة سياسية جديدة قوامها حرية الفكر والروح والتنزة عن مصالح مؤقتة ومناصب ركيكة وقوى تخور كلما مر عليها الزمن بعكس قوة العقيدة والشجاعة في طرح المبادئ والقيم التي نحتاج إليه أكثر من سواها خلال الفترة القادمة كونها فترة صراع وجودي وأخلاقي وديني وليست فقط فترة صراع سياسي، اليوم اتضحت بجلاء خامة السياسية، تلك الخامة الرديئة التي دفعت بمن يؤمن بها كسلعة مستهلكة إلى تخزينها وعرضها وتداولها بسرية تامة وكأنها مادة مخدرة قابلة للإدمان، تباً لها يوم كانت وإلى متى ستكون حين قتلت وشردت وأبادت وأورثتنا العار الآدمي حتى ونحن موتى داخل قبورنا.. تباً لها يوم سقتنا مبادئها وغرست فينا أهدافها حتى ما عدنا نرى الحق حقاً ولا الباطل باطلاً.
ربما استطاعت الثورات أن تقوم ببساطة لكنها لن تستطيع أن تنتهي بالبساطة ذاتها.

الأكثر قراءة

الرأي الرياضي

كتابات

كلمة رئيس التحرير

صحف غربية

المحرر السياسي

سيف محمد الحاضري

2024-10-14 03:09:27

القضاء المسيس ..

وكيل آدم على ذريته

أحلام القبيلي

2016-04-07 13:44:31

باعوك يا وطني

أحلام القبيلي

2016-03-28 12:40:39

والأصدقاء رزق

الاإصدارات المطبوعة

print-img print-img
print-img print-img
حوارات

dailog-img
رئيس الأركان : الجيش الوطني والمقاومة ورجال القبائل جاهزون لحسم المعركة عسكرياً وتحقيق النصر

أكد الفريق ركن صغير حمود بن عزيز رئيس هيئة الأركان ، قائد العمليات المشتركة، أن الجيش الوطني والمقاومة ورجال القبائل جاهزون لحسم المعركة عسكرياً وتحقيق النصر، مبيناً أن تشكيل مجلس القيادة الرئاسي الجديد يمثل تحولاً عملياً وخطوة متقدمة في طريق إنهاء الصراع وإيقاف الحرب واستعادة الدولة مشاهدة المزيد