;
ألطاف الأهدل
ألطاف الأهدل

إعاقة عاطفية!! 2346

2011-10-27 04:31:22


الإعاقة ليست حصراً على أعضاء الجسد الخارجية كأن يعاني أحد ما من إعاقة بصرية أو سمعية أو إعاقة حركية قد تقيد أطراف الجسد، إنما قد تكون إعاقة البعض إعاقة عاطفية أو روحية حين يعجز القلب عن تلقي إشارات عاطفية لذيذة قد تجعل حياته أكثر دفئاً.
البعض يتعمد أن يصنع حوله هالة مغناطيسية جذابة، سواء كانت ترتدي حلة ثقافية أو اجتماعية أو حتى سياسية ناطقة بالغواية والثراء العاطفي، وهؤلاء يستطيعون الوصول إلى قلوب الناس وفق كاريزما معينة، توافق مناطق الخواء لدى الآخرين، بينما يبقى آخرون عاطلون حسياً ومعنوياً عن احتواء جملة التجاذب اللغوي والجسدي مع سواهم من الناس.
وجدت أناساً كثيرين يشكون أعراض هذا النوع من الإعاقة وللأسف هم لا يدركون أنهم مرضى، أو ليس مرضاً أن تفقد كل من حولك؟، الحياة بحاجة إلى دراسة جدوى، فأما أن تشتريها أو تشتريك، ومع هذا لا يستطيع أحدنا أن يضع الحياة في جيبه أو أن يبقى حبيساً في أمنية الوصول إلى نفسه أو مجتمعه.
ولهذا ورد في الأثر أن خير الأمور أوسطها، ولقد جربت هذه القاعدة في كثير من أمور حياتي ووجدتها صائبة جداً.
ولهذا لا ينبغي أن يندفع الإنسان أمام الآخرين في التعبير عن كل ما يدور في نفسه، لأن ذلك يثير حوله التساؤلات ويضعه في خانة اختبار دائم من قبل الأقران، وبالمقابل تكثر الشبهات حول من يتعمدون الصمت المطبق ويحذرون من التفاعل مع الناس حتى لو كان هذا التفاعل سطحياً في معناه وكميته، كأن يتبادل مع الآخرين تهاني العيد مثلاً أو يجيب دعوتهم إلى طاولة شاي من باب التعارف على أقل تقدير، بين تساؤلات تضع الإنسان موضع اختبار دائم وشبهات تنأى به عن مواطن الثقة وتهيئه لحمل أثقل أنواع الأمراض النفسية كالانطواء والكبت والعزلة، يبقى الإنسان متأرجحاً ولا يمكن أن يشعر بالاستقرار النفسي ولهذا أسلفت بالقول إن خير الأمور الوسط.
علاقات متوازنة بين الأخذ والعطاء، الرفض والقبول، العزلة والاندماج... ذوبان بين مزيجين: مزيج النفس وما تحب وتقبل وترتض ومزيج الوسط الاجتماعي الذي يحمل كل تناقضات الدنيا في مساحة إنسانية واحدة، مزيج متوسط بين الحمضية والقلوية، المر والحلو، الجاف والطري، الحاد والمرن.. وهذا لأن الإنسان لا يستطيع أن يعيش داخل أسوار نفسه وإذا حدث ذلك كان هذا الإنسان مصاباً بإعاقة عاطفية أو فكرية، لأنه لم يستطع الانسجام مع محيطه البشري، ولأنه أيضاً لم يستطع أن يجذب إليه هذا المحيط.
بعض التجارب مع مشاعر الآخرين قد تساعدنا كثيراً في كسر جدار العزلة أو الرهاب الاجتماعي، كأن تفرح وتشارك جيرانك في أفراحهم وتحزن وتأسى لأحزانهم، ثم تدعوهم ليشاركوك أفراحك وأحزانك، وبعدها سيحدث ما يسمى بالذكاء العاطفي الذي عن طريقه تستطيع أن تجذب الآخرين وتنسجم معهم انسجاماً كاملاً.
هذا الذكاء يشبه الحب، تظهر أعراضه دون أن تستطيع تحديد وقت الإصابة به، بل ربما كان الحب وسيلة من وسائل الذكاء العاطفي، سواء كان الحب بينك وبين الله أو بينك وبين الناس، ولعل حب الله تعالى هو الأساس في صنع هالة الحب أو الانسجام والجاذبية في الأرض.
الإعاقة العاطفية لها أسبابها وأعراضها ودواؤها مثلها تماماً مثل الإعاقة الجسدية، لكن الفرق بينهما يكمن في أن الأولى غير واضحة ولا تشوه معالم الجسد، بينما الثانية واضحة، لأنها غيرت ملامح الجسد وبين هذه وتلك تكون الإرادة والحب والمحيط المتفهم والأقران الجيدون، أسباباً قوية للشفاء أو على الأقل الحياة بأمل.

الأكثر قراءة

الرأي الرياضي

كتابات

كلمة رئيس التحرير

صحف غربية

المحرر السياسي

سيف محمد الحاضري

2024-10-14 03:09:27

القضاء المسيس ..

وكيل آدم على ذريته

أحلام القبيلي

2016-04-07 13:44:31

باعوك يا وطني

أحلام القبيلي

2016-03-28 12:40:39

والأصدقاء رزق

الاإصدارات المطبوعة

print-img print-img
print-img print-img
حوارات

dailog-img
رئيس الأركان : الجيش الوطني والمقاومة ورجال القبائل جاهزون لحسم المعركة عسكرياً وتحقيق النصر

أكد الفريق ركن صغير حمود بن عزيز رئيس هيئة الأركان ، قائد العمليات المشتركة، أن الجيش الوطني والمقاومة ورجال القبائل جاهزون لحسم المعركة عسكرياً وتحقيق النصر، مبيناً أن تشكيل مجلس القيادة الرئاسي الجديد يمثل تحولاً عملياً وخطوة متقدمة في طريق إنهاء الصراع وإيقاف الحرب واستعادة الدولة مشاهدة المزيد