;
ألطاف الأهدل
ألطاف الأهدل

نعم كُلنا جرحى! 2225

2011-12-14 05:16:18


كُلنا جرحى الانفجار السياسي في اليمن، لكن عزاؤنا هو البقاء في ساحات الحرية والتغيير، فهو الجدير بمداواة جراح الروح من الخوف والقلق على مصير هذه الأمة ومن الثقة التي اهتزت أركانها وتداعت جداراتها حتى قبرت في غمرة إنهيارها ومضات الأمل في نفوسنا..
 الموفودون السياسيون وأصحاب المبادرات اللفظية لن يقدموا الكثير لليمن بقدر ما سنقدم نحن، لكن فقط لو أننا أحببنا هذا الوطن وكرهنا البحث عن منابر البطولة الوهمية التي قد تُعلي البعض، لكنها تسقط الكثيرين من الأبرياء في منتصف المسافة بين المناداة بالحرية والشعور بها، لقد أصبحنا نعيش في زاوية ضيقة من بيتنا اليمني الكبير، متجاهلين أطرافه المترامية، لأننا نبحث في تفاصيل بعضنا عن عقبات ومنعطفات وملفات إدانة تذبحنا من خلاف على غير قبلة وإلى غير هدف!.. الكل يتربص بالآخر ويتحسس زلاته ولا يتوقف عن بث مساوئه ونشر جوانب النقص فيه وكأن الأيام لن تجمع بين هذا وذاك من جديد، نستغرب حالات الاستنفار التي تصيب الجميع فجأة والتي تغمض فيها أعين هؤلاء وأولئك عن وهج الحقيقة ويبهت بين أيديهم بريقه وتتلاشى معالمها وهم يبحثون عن وجهها الآخر وسرها الخفي ومادتها الهلامية التي يمكن أن تدخل عبر الشقوق دون أن تبقى أثراً!.. أصبح الوضع فقير المعاني الإنسانية ومفاهيم الوطنية وأسس الحكمة والتعقل، كلنا أصبح يهيم عبر صحراء هذا الواقع الخالي من ماء التحاور وكلأ التفاهم والإنسجام، فهل سيجدي إذاً بعد كل هذا أفواج المبعوثين من هنا وهناك؟! هل يستطيع أن يحك جلد المرء مثل ظفره؟! لقد أصبح من العار أن نتحدث عن سلام الشجعان بعد أن أعلنّا حرب الخذلان، الفرق كبير جداً بين من يبني وطناً ومن يرسمهُ على ورق وما دام الأمر كذلك لن نعدم من يتطفل علينا بمعوله أو ممحاته ليهدم ويمحو الأثر.
ها قد أصبح الأمر لا يعدو عن كونه رقعة شطرنج لا ملك عليها ولا وزير!.. كيف تحولت الأرضية السياسية الصلبة في اليمن إلى أرض بركانية رخوة بهذا الشكل المطلق في جميع جوانبه وعلى كافة أصعدته؟ لا شك أن تسفيه المقاصد وتهميش الغايات وتنكيس سمو المفردات الخارقة والداعية لحقن الدماء وحبس رغبة التدمير لدى البعض، لا شك أن كل كذلك أضعف البنية الأساسية لإمكانية التوصل لحلول سريعة تحد من تفاقم المشكلة وتساعد على إزالة آثارها الغائرة من نفوس البشر وعلى أرض الوطن.
ولقد بات من الواضح للعيان تلك الأوراق الملطخة بالعناد والمكابرة والبخل السياسي وحب الانقياد للذات وتغليب مساحة الأنا في كل مرة يصل بها مبعوث أممي أو سفير سلام خليجي إلى اليمن، لم نعد صغاراً لنكتفي "بجالعة" الجُرع التي تتوالى علينا تباعاً كلما صرخنا من الجوع أو شكونا الألم، لم نعد ذلك القطيع المتسربل بالذل والخضوع الذي يمشي الهوينا أمام راع يسير بلا قدمين ولا يدين ولا رأس ولا حتى إرادة! مللنا الموت بعد أن مللنا الحياة وها نحن نعيش بينهما على كف الحُرية الحمراء التي لم يدع لنا هؤلاء أو أولئك فرصة تبييضها وإثبات نقائها من الشوائب!.
نحن اليوم طوفان يجرف في طريقة كل شيء سواءً كان أنظمة أو أقليات منزلقة تحت قالب الحكم أ شرذمة متكونة بفعل الرطوبة والصدأ السياسي، كل شيء قابل للزوال في طريق هذا الطوفان الذي لم يحركه إلا الظلم والجوع فإذا به لا يحصل إلا عليها! لو شبع الناس ما ثاروا ولا بحثوا عن عروش زائلة، الشعوب لا تبحث أبداً عن لعنة الحكم، هي تبحث عن تعويذة الأمن والاستقرار الذي حُرمت منها بالأمس في أنظمة مخبوءة تحت طاولة القبيلة أو ا لعمالة أو الديمقراطية المزدوجة أو التجريد العرقي، وها هي تحرم منه اليوم لنفس الأسباب لكن بطريقة مفضوحة ونتنة ومتوحشة، لعن الله السياسة كم هي رخيصة ومفلسة وبليدة وفاجرة..
قرأت جملة في كتاب قبل عشرين عاماً من اليوم تقول:
"لكي تكون سياسياً يجب أن تكون عاهراً"!.
لم أكن أفهمها أبداً في ذلك الوقت، لكنني اليوم أعلن أنني فهمتها وأنني آسفة جداً، لأنها تحمل هذا المعنى!.

الأكثر قراءة

الرأي الرياضي

كتابات

كلمة رئيس التحرير

صحف غربية

المحرر السياسي

سيف محمد الحاضري

2024-10-14 03:09:27

القضاء المسيس ..

وكيل آدم على ذريته

أحلام القبيلي

2016-04-07 13:44:31

باعوك يا وطني

أحلام القبيلي

2016-03-28 12:40:39

والأصدقاء رزق

الاإصدارات المطبوعة

print-img print-img
print-img print-img
حوارات

dailog-img
رئيس الأركان : الجيش الوطني والمقاومة ورجال القبائل جاهزون لحسم المعركة عسكرياً وتحقيق النصر

أكد الفريق ركن صغير حمود بن عزيز رئيس هيئة الأركان ، قائد العمليات المشتركة، أن الجيش الوطني والمقاومة ورجال القبائل جاهزون لحسم المعركة عسكرياً وتحقيق النصر، مبيناً أن تشكيل مجلس القيادة الرئاسي الجديد يمثل تحولاً عملياً وخطوة متقدمة في طريق إنهاء الصراع وإيقاف الحرب واستعادة الدولة مشاهدة المزيد