;
ألطاف الأهدل
ألطاف الأهدل

لا يوجد في اليمن فئة صامتة 1951

2011-12-18 04:24:47


كثر الحديث مؤخراً عن الفئة الصامتة التي يتوقع منها أن تثقل كفتي الصراع السياسي في حال تحررها من سطوة الوهم الكاذب وكسرها لقيود الواقع المثقل بالتكهنات ووجهات النظر المتباينة.
والحقيقة التي لا يدركها الجميع أو يغفل عن إدراكها الجميع أنه لا توجد فئة صامتة في اليمن، فمن هم المتهمون بالصمت؟! من هم المتهمون باللامبالاة؟! هل هم تلك الطبقة الكادحة التي تعمل ليل نهار من أجل تحقيق كفافها المعيشي؟! هل هم موظفو الدولة الذين جاهدوا أنفسهم والأحداث من حولهم لتقديم خدماتهم لكل أفراد الشعب دون تفريق بين مؤيد ومعارض؟! هل هم النساء والأطفال الذين جابوا شوارع اليمن وحصلوا على نصيبهم الوافي من نيران الموت أو الإصابة؟! هل هم المهمشون الذين اكتفوا بإزالة أكوام القمامة داخل المدن دون الإدلاء بشهادة المواطنة التي تمنحهم صلاحية الانتماء لهذا أو ذاك؟!.
من الذي صمت خلال عشرة أشهر ماضية؟! لم يصمت أحد.. نعم، الجميع فقد الكثير، لا أحد يكسب في حرب رأسمالها الوطن.
أصحاب القبور فقط هم الذين صمتوا خلال الأشهر الماضية، كلنا كسر قيد الصمت، كلنا صرخ بملء فيّه، لكن بطريقة أو بأخرى.
النساء اللاتي التزمن بالبقاء في بيوتهن لم يصمتن بين يدي الجليل ليل نهار وهناك فرق بين أن يقف الإنسان أمام منبر الدنيا ومحراب الآخـرة.. 
الأطفال الذين حرموا الذهاب إلى المدارس والحدائق أو حتى محلات السوبر ماركت الراقية لشراء الحلوى والآيسكريم، لم يسلموا من تجرع كأس الخوف والرعب كل مساء حتى أصبحنا بحاجة فعلية إلى طبيب نفسي يجب أن توفره الدولة الجديدة في كل مدرسة.. أطفال وهذا حق يجب أن لا يحرموا منه أبداً.
الرجال الذين لم يسيروا في مظاهرات ألفية أو مليونية كانوا أيضاً على الأرصفة يشتمون رائحة الحرية والتغيير بأطراف أنوفهم، جميعنا هتف من أراد النظام أو لم يرد، جمعينا دفع من ماله أو ولده أو عشيرته أو حتى فكره الذي يوجه الناس صوب صراط السلام والحرية البيضاء وسلمية المواقف والنوايا.
في اليمن لم يصمت أحد، ولم يكن من بيننا من يستطيع أن يصمت بعد أن اتضحت رؤى السياسة واكتشفنا أن ظاهر الأمر ليس كباطنه وباطنه ليس كظاهره، لم يكن من بيننا من يستحق أن يُتهم بالخيانة والازدواجية أو يهدد بالجحيم قبل أن يقف بين يدي الحكيم الكريم.
نعم، عانى الجميع من نار الفرقة الحزبية والنزاع السياسي، لكن الجميع أيضاً لم يفقدوا اللُحمة "بضم اللام الثانية" التي ميزت مجتمعنا، مصداقاً لقوله – صلى الله عليه وسلم – " ألين قلوباً وأرق أفئدة".

الأكثر قراءة

الرأي الرياضي

كتابات

كلمة رئيس التحرير

صحف غربية

المحرر السياسي

سيف محمد الحاضري

2024-10-14 03:09:27

القضاء المسيس ..

وكيل آدم على ذريته

أحلام القبيلي

2016-04-07 13:44:31

باعوك يا وطني

أحلام القبيلي

2016-03-28 12:40:39

والأصدقاء رزق

الاإصدارات المطبوعة

print-img print-img
print-img print-img
حوارات

dailog-img
رئيس الأركان : الجيش الوطني والمقاومة ورجال القبائل جاهزون لحسم المعركة عسكرياً وتحقيق النصر

أكد الفريق ركن صغير حمود بن عزيز رئيس هيئة الأركان ، قائد العمليات المشتركة، أن الجيش الوطني والمقاومة ورجال القبائل جاهزون لحسم المعركة عسكرياً وتحقيق النصر، مبيناً أن تشكيل مجلس القيادة الرئاسي الجديد يمثل تحولاً عملياً وخطوة متقدمة في طريق إنهاء الصراع وإيقاف الحرب واستعادة الدولة مشاهدة المزيد