;
ألطاف الأهدل
ألطاف الأهدل

إذا عفت الأرض لن تعفو السماء! 2007

2012-01-14 16:29:16


من المؤلم جداً أن يسمع أولياء الدم والمقهورون والمغلوبون على أمرهم عن قانون العفو الذي سعى الرئيس السابق للوطن بالحصول عليه على خلفية مريرة من الانتهاكات الإنسانية والمراوغة الزمانية والمكانية التي لم تكن جديدة على شعب يفهم تماماً عقلية حاكمه، والآن وبعد أن أصبح الاعتراف بالقانون وشيكاً على الأقل داخلياً، ما موقف الحقوقيين وأصحاب الشعارات القانونية البراقة وكل من يؤمن بالعدالة القضائية؟! وإلى جانب هؤلاء أين سيذهب أصحاب نظرية الثأر العرقي الذي أمتد لأجيال طويلة حتى أصبح صفة وراثية محمولة على "DNA" الإنسان اليمني!..
 والسؤال: هل سيكون قانون العفو عادلاً إذا كان هنالك قرائن تجزم بتوريط السادة أصحاب القرار بوقوع الجريمة؟!
وكيف لجريمة ظاهرة بهذا الوضوح أن تحصل على هذا الحجم من التستر والتغطية المعلنة؟! وفي ذات الوقت نعتبر خروج الناس للمطالبة بحقوقهم خرقاً لغطاء التهدئة المعلن من قبل أصحاب القرار! لكن إذا دققنا التأمل أكثر نجد أن هذا التنازل الكبير الذي قدمه الشعب لهذا الحاكم له ثماره التي ستعود على الوطن بالخير بإذن الله، لكن في حالة واحدة: إذا اكتفى الحاكم صاحب قرار العفو بالتوقف والبحث عن جولة سياسية جديدة تمنحه أكبر قدر من الحرية، لأن استمرار هذا التلاعب حتى اقتراب موعد الاقتراع الرئاسي سيؤدي إلى تحطيم صمام المبادرة المشروطة بتنفيذ بنودها كاملة على كافة أطراف الصراع السياسي، وإذاً سيبقى الرجل كهل اليمن المدلل بعد أن حصل على فرص كثيرة للتبرير وأخرى أكثر للحفاظ على مستوى علاقاته الدولية والإقليمية قريبة من الوفاق وإن لم تكن كذلك حتى وقتٍ قريب، والقضية بمجملها لازالت أمام محاكم الدنيا التي يمكن أن تغفل وتتغاضى أو حتى تتقاضى مالاً لثمن الحصانة أو العفو عمن لا يستحق، لكن الأمر ليس كذلك أمام محكمة السماء التي تعلم أدلة الباطن قبل أدلة الظاهر والأمر لله من قبل ومن بعد..
 إنه زمن التناقضات الإنسانية التي ترفع الهمل وتضع أصحاب الفضل في كفة الوضاعة، إنما هي زفرات تلفظها الدنيا في حالة من سكون القدر، لكن يبقى الأمل قوياً في الوصول إلى مرسى الوطن، فكل هذه الزوابع والتنازلات والحقوق الضائعة والضغط على الأنفس والاجتهادات في تصويب المواقف وشراء النفيس ببيع الرخيص، كل هذا يحدث لأجل الخروج بالوطن من دائرة الاقتتال والعنف والتخريب إلى دائرة الأمن والسلام دون المساس بالسيادة الفعلية لشعبه والثراء الأيديولوجي لمعتقداته والتميز الثقافي لموروثه الاجتماعي الذي لا يقبل الظلم ولا يحتمل الضغينة، فنحن من الشعوب المسالمة التي ترفض تركيبتها الأخلاقية العبث بالمعتقدات والتشريعات الثابتة مهما كان الثمن.
ولهذا قد يُجار القاتل إن استجار بنخوة أصحاب الحق وأهل الدم، لكنُه عند رب السماء قاتل لا تجره إلا رحمة الله التي وسعت كل شيء، لهذا نقول احتسبوا أجركم عند الوهاب يا من فقدتم عزيزاً حال بينكم وبين رؤيته الموت وتذكروا أن للموت أسباباً ولعل مشيئة الله أرادت أن تكون هذه الثورة سبباً لاستشهاد أولئك الناس، لكن لنسأل الله لهم الرحمة، فوالله لم يكونوا ليعيشوا أكثر حتى لو قامت مائة ثورة، آجالهم وفيت تمامها يوم رحلوا، فلله الأمر من قبل ومن بعد وهو أحكم الحاكمين..

الأكثر قراءة

الرأي الرياضي

كتابات

كلمة رئيس التحرير

صحف غربية

المحرر السياسي

سيف محمد الحاضري

2024-10-14 03:09:27

القضاء المسيس ..

وكيل آدم على ذريته

أحلام القبيلي

2016-04-07 13:44:31

باعوك يا وطني

أحلام القبيلي

2016-03-28 12:40:39

والأصدقاء رزق

الاإصدارات المطبوعة

print-img print-img
print-img print-img
حوارات

dailog-img
رئيس الأركان : الجيش الوطني والمقاومة ورجال القبائل جاهزون لحسم المعركة عسكرياً وتحقيق النصر

أكد الفريق ركن صغير حمود بن عزيز رئيس هيئة الأركان ، قائد العمليات المشتركة، أن الجيش الوطني والمقاومة ورجال القبائل جاهزون لحسم المعركة عسكرياً وتحقيق النصر، مبيناً أن تشكيل مجلس القيادة الرئاسي الجديد يمثل تحولاً عملياً وخطوة متقدمة في طريق إنهاء الصراع وإيقاف الحرب واستعادة الدولة مشاهدة المزيد