;
ألطاف الأهدل
ألطاف الأهدل

تخلصوا من الآثار اللاإرادية 1941

2012-01-17 16:30:39


بعد أن ينتشر فيروس ما، يصبح من الضروري الخضوع لجرعات طويلة من العلاج حتى يتم التأكد من سلامة المصابين بالمرض والتخلص من آثاره داخل الجسم وخارجه نهائياً.
ومهما كانت جرعات الدواء طويلة ومملة ومذاقه مراً ولاذعاً، إلا أنه يصبح ضرورة ملحة، لا يمكن تجاهلها، وبالرغم من أن أي فيروس أو مرض لابد أن يترك بصمته الدائمة على خلايا الجسد، إلا أن تلك البصمة يجب أن تبقى حتى تكون حجر المقاومة لعودة المرض من جديد، خاصة عندما يكون المرض خبيثاً واستئصاله صعباً.
مرض الديمقراطية الذي أصاب أوطاننا العربية ترك أثره على شعوبها التي تحاول اليوم أن تتجرع الدواء الثوري كحل نهائي للإصابة بهذا المرض ومهما كلف الأمر، فالدواء الثوري أصبح ضرورة قوية ومؤثرة ويؤتي نتائجه التي ستكون حجر أساس الثورة فيما بعد لتشهد على مرور الثورة من هنا أمام قافلة التاريخ.
اليوم نرسم معالم وطن جديد، لكنه يعاني من بقاء أركانه تحت سيطرة الجهل والتخلف، نحن نعاني باستمرار من رجعية الفهم، لأننا شعب يتسم بالبذخ العاطفي، لأننا نتأثر بسرعة ونعطي ردود أفعالنا بشكل أسرع ولسنا على ثقة من أن ردود الأفعال تلك تسير في طريقها الصحيح نحو بلوغ أهدافها أم لا.
والمهم في الأمر أننا لا نترك لأنفسنا فرصة استدراك الحدث وتحليله ومن ثم توجيه رغبتنا في المشاركة الفاعلة فيه، العشوائية المفتعلة جعلت شوارعنا أشبه بسلة مهملات تماماً، كما سمحنا قبل اليوم لعقولنا أن تصبح كذلك، وهذا ليس هو الأثر الجيد الذي يجب أن تتركه الثورة حتى لا تكون متهمة أمام ضعاف النفوس بأنها ثورة تخريب لم تتعدى السطح الفعلي للبني التحتية!.
اليوم نحن بحاجة إلى إزالة آثار فيروس الديمقراطية.. نعم، لكن أيضاً نحن بحاجة ماسة إلى تصحيح آثار الثورة التي حدثت رغماً عنا.
الذين رحلوا على نعش الثورة لن يعودوا أبداً ولهذا يجب أن نطهر قلوبنا من رغبة الانتقام لهم، لأن المنتقم هو الله والقاتل مقتول ولو بعد حين وبذات السلاح الذي قتل به الأبرياء، لا بل إنه سيعيش ذليلاً خائفاً طريداً قبل أن تقتص منه إرادة السماء وهذا أثر من آثار الثورة ستخلده ذاكرة الشعب، لكن يجب على كل من مات له حبيب أن يعلم بعدالة السماء التي لا حدود لها.
شوارعنا المكتظة بالنفايات أثر لا إرادي من آثار الثورة ويجب علينا أن نشمر عن سواعدنا لتنظيفها وتعقيمها من أمراض فتاكة أخطر مما نعتقد.
نفسياتنا التي أصبحت متعبة وغير قادرة على استيعاب الفرح وهضم إنزيم السعادة والشعور بجمال الحياة.. أرواحناً لازالت معلقة بتلابيب الأمل وأحلامنا خرجت عن نطاق السيطرة وتوقفت فينا نوازع اليأس والإحباط، غير أننا لازلنا نقف على حافة القرار المنتظر.
نحن نختبر قدراتنا اليوم في معمل الحرية والتغيير ونتحدث نيابة عن جيل كبر بين أيدينا فجأة وهو يسأل: ما معنى ثورة؟! لماذا قُتل أبي؟! لماذا ماتت أمي؟!.. جيل رأى بأم عينيه صراع الأبطال مع أرباب المنح وأصحاب المقامات وذوي الهيئات المزيفة، جيل سيتذكر ساحات الوطن التي لم يضمخ جبينها اليأس ولم تعرف الكلل وهي تذوق طعم الجوع والبرد والمرض والخوف ولا تلقي بيديها خاويتين أمام عرش البطولة، لأنها أقسمت أن لا تعود إلى الوراء أبداً.. ولهذا يجب أن نحمي هذا الجيل، لأنه واحد من أهم منجزات الثورة، جيل يؤمن بقدرة الفرد ويمجد عقلية الإنسان الحُر.

الأكثر قراءة

الرأي الرياضي

كتابات

كلمة رئيس التحرير

صحف غربية

المحرر السياسي

سيف محمد الحاضري

2024-10-14 03:09:27

القضاء المسيس ..

وكيل آدم على ذريته

أحلام القبيلي

2016-04-07 13:44:31

باعوك يا وطني

أحلام القبيلي

2016-03-28 12:40:39

والأصدقاء رزق

الاإصدارات المطبوعة

print-img print-img
print-img print-img
حوارات

dailog-img
رئيس الأركان : الجيش الوطني والمقاومة ورجال القبائل جاهزون لحسم المعركة عسكرياً وتحقيق النصر

أكد الفريق ركن صغير حمود بن عزيز رئيس هيئة الأركان ، قائد العمليات المشتركة، أن الجيش الوطني والمقاومة ورجال القبائل جاهزون لحسم المعركة عسكرياً وتحقيق النصر، مبيناً أن تشكيل مجلس القيادة الرئاسي الجديد يمثل تحولاً عملياً وخطوة متقدمة في طريق إنهاء الصراع وإيقاف الحرب واستعادة الدولة مشاهدة المزيد