وأتخيل تلك البزة المميزة لرجل القبيلة والتي يجب أن تبقى أطرافه السفلية عارية وشارباه معطوفان إلى الأعلى والشال المعتق مسدولاً حول رقبته أو ملفوفاً حول عنقه في سحنة رئيس عصابة مثلاً! كنت أتخيل سلاحُه الذي لا يفارق كتفه وخاصرته التي تئن من ثقل الذخيرة عليها وفهمه الذي لا يتعدى حدود أنفه!... كنت أتخيل الكثير عن رجل القبيلة الذي لم أره بهذا الوعي والإدراك والرقي الوطني إلا بعد أن فتحت الثورة أبوابها وأصبحت نوافذها تستوعب نسائم الإخفاق والنجاح في لحظة واحدة!.. اليوم عرفت رجل القبيلة الشهم والمحنك والذي يحمل هم الوطن في قلبه وعلى كتفيه وبين يديه في أكثر من شخصية وطنية بارزة افتدت الوطن بأثمن ما تملك وأنفس ما تكسب حتى تصل السفينة إلى الشاطئ وها هو الوقت يقترب لترسو تلك السفينة بمن فيها على شاطئ الأمان بفضل من الله كبير ومن منهُ عظيم وبوقفة رجولة حقيقية نعتز بها مِن من يسميهم العامة "رجال الله" وأسميهم أنا رجال المرحلة، ولعلي لم أخطئ عندما قلت قبل الساعة وفي أكثر من مكان أن الوطن اليوم ليس بحاجة لمبادرات أو معونات بقدر ما هو بحاجة ماسة وقصوى لوقفة شهامة تثبت للجميع أن زمن الفساد والمصالح والبيع والشراء يجب أن ينتهي، وإذا أردنا فعلاً بناء يمن جديد فيجب أن نبني الإنسان اليمني الحديث قبل أن نفكر في بناء ما أفسدته آلة الحرب في عاصفة الأحداث الدامية التي سارت صوب الهاوية بكل قوة، لكنها اصطدمت بعقلية قبيلة فذة كانت النخوة فيها هي الذخيرة والحكمة هي السلاح والتعقل هو المحك الذي يقف عنده الجميع دون استثناء.
كنت أشعر بالخوف من هذه الكلمة وأرى أن رجل القبيلة إنساناً يستعبد المرأة ويذلها ويستخدمها كأداة أو وسيلة بشكل غير إنساني، لكن الحقيقة لم تكن كذلك والبركة في أيامٍ خلت أرتني صورة الرجل القبيلي مصحوبة بالصوت وأنهُ قالب إنسان متميز حريص وغيور وشهم وهو على الرصيف لا يشبه نفسه أمام كيان امرأة تسمع وتطيع رغبة في رضاه وليس رغبة عنه، لأنها تعلم لون المشاعر التي يحمله قبله مهما كان ظاهره خشناً ومترفاً بالقسوة!.
شكراً لتلك القبيلة التي أنجبت رجالاً صدقوا ما عاهدوا الله عليه، وشكراً للثورة أو الأزمة أو الحدث الذي أرانا الرجال رجالاً والنساء نساءً!.
ألطاف الأهدل
كنت أكره كلمة قبيلي! 2020