على طريقة "أنا أستحق مدينة نظيفة" الحملة الرائعة التي دعمتها.. أيضاً ـ جهة خارجية وقام بها شباب مسؤولون من المهمشين الذين هم مؤمنون بقضية الوطن ويستطيعون بناء الجدار العازل بين الذات الواحدة وذات الجماعة الأبقى والأنقى والأنصع، على طريقة هذه الحملة التي استهدفت أكوام المختفات الناضجة "المحروقة" أو الأقل نضجاً.. قررت أن أكتب عن استحقاق الجميع لحكومة نظيفة خالية من بكتيريا الفساد وميكروبات الظلم والمحسوبية وأكل أموال الناس وحقوقهم بالباطل، فالجميع يستحق أن يحصل على حق العيش بسلام وفرصة العمل بنجاح دون قيود أو شروط تفرضها على الضعفاء أطماع الأقوياء، الكل يستحق أن ينعم بوطن آمن خالٍ من فلسفة الإقطاع والتمكين الفردي والمركزية القبلية وفيروسات السياسة الآثمة، الجميع يستحق أن يشعر ببعض الكرامة في وطن يسحق مشاعر الإنسانية تحت دولاب الأنا الحاكمة! نحن نستحق حكومة راقية تعي حدود مسؤولياتها وتقدر قيمة مخرجاتها الإدارية وتحاول التوفيق بين احتياجاتها الوظيفية والتشغيلية ومردودها الاقتصادي، الجميع يستحق أن يجد لغة الإنصاف هي اللغة الرسمية التي يتحدث بها القضاء، القضاء الذي فقد مصداقيته أمام الناس حين ماطل وظلم وأرخى حبال المحاباة بينهُ وبين عتاولة البشر، كلنا يستحق حكومة المرحلة التي تجب ما قبلها من الحكومات، فتسير على طريق غير الذي سارت عليه أخوانها وتنتهج نهجاً غير الذي فشلت في إنجاحه سابقاتها، تقرب من أُبعد قسراً وتُبعد من أقترب غدراً وتزن من كان بين هذا وذاك من ضحايا الإبعاد والمنهجية بميزان الوطنية والوطنية فقط!.
نعم نستحق حكومة تساوي بين أفراد الشعب في الحقوق والواجبات، لأننا شعب صبر كثيراً وتحمل ما لا يستطيع تحمله شعب آخر ويكفي أننا شعب كأفقر شعب ولدينا من الموارد ما يجعلنا أغنى من سوانا بكثير، يكفي أننا نرى من يلتهم ثرواتنا بكلتا يديه بينما نعود كل مساءٍ إلى أطفالنا بيدين خاويتين إلا من بصمة التعب والعناء، يكفي أننا نسمع عن رؤوس أموال تغادر الوطن وأخرى تسكنه بلا جنسية أو تصريح بقاء وكأن اليمن أصبحت ترانزيت غسيل أموال العالم ليس إلا!.
نريد حكومة نظيفة في ذمتها وظاهرة في نواياها ومخلصة في أدائها.
من حقنا أن ندرك حقيقة ما يجري خلف أستار هذه الحكومة الجديدة التي ترعرعت في ظل العاصفة ونشأت في أحضان الزوبعة السياسية الملونة التي جمعت ألوان الطيف الديمقراطي والعرقي والمذهبي في بلَّورة سحرية واحدة!.
نحن نستحق حكومة فريدة لوطن متفرد، حكومة جديدة لبلد متجدد، حكومة شفافة لشعب كل بيوته من زجاج!.