لا شك أننا نستطيع أن نعرف هوية أي شخص من خلال ملابسه, ونعرف بعض أفكاره وبعض ما يؤمن به رجلاً كان أو امرأة فاللباس يمثل هوية الشخص ولذلك حدد له الشرع ضوابط، فنهى الرجال والنساء عن لبس ما اشتهر أنه لباس الكفار أو ثوب الشهرة ولأن اللباس يؤثر في النفس البشرية والسلوك الإنساني سلباً وإيجاباً حرم الله تعالى أن تلبس المرأة لباس الرجال وأن يلبس الرجال لباس النساء، كما نهى الرجال عن لبس الحرير لما فيه من النعومة وهي غير مطلوبة في الرجال وأمر المُحرم في الحج والعمرة بلباس ثياب الإحرام حتى يشعر المرء بفقره لله تعالى ونحن نجعل لكل وقت لباساً ونقول هذه البدلة الرسمية وهذا فستان سهرة وتلك بدلة رياضية وهذه ملابس الصباح وتلك للعمل وأخرى للمناسبات، فالمرأة مثلاً إذا لبست فستان سهرة تجدها تلقائياً تتحرك ببطء شديد وتجلس بهدوء وتراعي البرستيج وكذلك الرجل إذا لبس البدلة الرسمية تجده أكثر رزانة وكذلك لكبار السن ملابس، كما أن للشباب ملابس وكما قال الذئب البشري في حواري معه عندما سألته هل تستطيع التمييز بين الفتاة المحترمة وغير المحترمة والفريسة السهلة والممتنعة والعصية" التمييز سهل" والجواب يبان من عنوانه"، فكلما زاد تبرج الفتاة كلبسها برقع طيحني وعباية الحقني لغرفة النوم والبوالط المخصرة التي تظهر مفاتن المرأة وتقاسيم جسمها كلما سهل اصطيادها " لأن المال السايب يعلم السرقة" واللي تمشي مع الموضة تمشي مع كل شيء وذلك مصداق قوله تعالى " ذلك أدنى أن يعرفن فلا يؤذين" فاللباس يفرض عليك سلوكاً معيناً أو يساعدك على ذلك السلوك, كما يحدد لباسك نوع تعامل الناس معك.
يا ستار استرنا:
وقد أمر الله تعالى النساء بالستر والاستتار عن الرجال إلا لضرورة والضرورة تقدر بقدرها وفرض عليها الحجاب مكرمة لها لا إهانة فيه ولا انتقاص، فكلما عز الشيء احتجب وجعل حجابها حجاباً للفتن , فالرجل مفطور على حب النساء والمرأة مفطورة على حب الرجال قال تعالى " زين للناس حب الشهوات من النساء" وبحجابها تمنع الفتنة وتساعد الرجل على غض بصره وحفظ فرجه وتحفظ نفسها من أعين الطامعين وقد يقول أحمق: ولماذا لم يؤمر الرجل بالحجاب؟.. والجواب:
أولاً: أن الله تعالى هو العليم الحكيم " وهو لا يسأل عما يفعل وهم يسألون".
ثانياً: أن الحجاب للرجل يتنافى مع وظيفته الإنسانية وطبيعة عمله.
ثالثاً: أن الرجل كائن بصري تؤثر فيه النظرة.
رابعاً: أن الله تعالى قد أمره بغض البصر.
حجاب أم فتنة؟:
وقد جعل الشرع للحجاب شروطاً ولكن ما نراه اليوم هو الفتنة بعينها, فليس فيما تلبسه الفتيات ما يستر , ولا ينطبق على حجابهن أي شرط من شروط الحجاب الإسلامي وتعالوا نقارن بين مواصفات الحجاب الإسلامي وشروطه وبين حجاب المرأة المسلمة في يومنا هذا:
1- أن يغطى جميع بدن المرأة.
2- أن لا يكون زينة في نفسه.
3- أن يكون صفيقاً لا يشف.
4- أن يكون فضفاضاً غير ضيق فيصف شيئاً من جسم المرأة.
5- أن لا يكون مبخراً مطيباً.
6- أن لا يشبه لباس الرجل.
7- أن لا يشبه لباس الكافرات.
8- أن لا يكون لباس شهرة.
إن ما نراه اليوم من عبايات يصممها إبليس وتلبسها نساء المسلمين دون خوف أو حياء ينافي كل هذه الشروط، بل وتعداها فلم نعد نفرق بين ثوب المرأة وعبايتها، بل إن البعض يعتنين بالعبايات أكثر مما تلبسه تحت العبايات واسأل نفسي: إذا رأيت هذا الصنف "لمن كل هذي القناديل"؟، أقصد لمن كل هذه الزركشة والكشكشة؟ لمن كل هذا التجمل في الشارع؟, وعبايات يخجل الإنسان من ذكر اسمها فضلاً عن ارتدائها حتى الجلباب الذي كانت تتميز بلبسه كل امرأة ملتزمة تعرض لعوامل التعرية، فتقلص ثم جعلوا له فتحات ونقشات وقطعوا رأسه والبراقع مصيبة ثانية, براقع مزركشة ومطرزة وتظهر نصف الوجه وأول مرة أسمع أن هناك برقعاً اسمه طيحني وعيون مكحلة, ورموش ممسكرة "وتجعل العجوز الفانية، غيدا غانية".
أين الغيرة يا رجال:
يملأن الأسواق والشوارع والأزقة ليل نهار، متبرجات متعطرات متغنجات دون حسيب أو رقيب، يفتن هذا ويسلبن لب ذاك، وتمازح هذا وتحاور ذاك، وأقول في نفسي أين الرجال أين الغيرة؟.
والأعجب والأنكى أن ترى متبرجة في حجابها تتأبط ذراع محرمها أو تمشي إلى جواره وشنباته يوقف عليها الصقر ونافخ صدره وعارض عضلاته ويتركها تفاصل وتراجع البائع وهو ينتظرها خارج المعرض حتى تكمل مهمتها.. "والله خوش رجال".
لحظة من فضلك:
قال صلى الله عليه وسلم "ثلاثة قد حرم الله عليهم الجنة, منهم الديوث الذي يُقر في أهله الخبث".
أحلام القبيلي
لباسك عنوانك 2745