كثيراً ما يقع البعض ضحية لأولئك الأشخاص الذي سخروا حياتهم للشر قولاً وفعلاً، فهم يطيقونه وينظرون لأهدافه، فتبقى جعابهم خاوية ويبقى من يصدّقهم علامة تعجب بلهاء بين قوسين من الدهشة والغباء والغموض.. في الحقيقة هناك من يحترف الكذب والتزييف ويتفنن في رسم المشاهد التمثيلية لدعم افتراءاته وخزعبلاته اللاإنسانية التي تنطلي على ضعفاء النفوس ومن يستفيد من بقاء المجتمع في هامش الجهل والتخلف.
وفي مجتمعات لازالت تعيش في ظل أنظمة متماهية مع ذاتها تظهر طفرات نوعية من ثقافات سطحية، هشة، ملونة، تبقى قشوراً في ذاكرة المجتمع، ثم تتساقط تباعاً إلى أن تنتهي، إلا إذا وجدت من يدعم بقاءها كمصاص دماء يهدد حياة البشر حتى يمنعهم من اللحاق بركب المجتمعات الراقية والمتحضرة والتي تؤمن بالعمل والعقيدة كمبادئ أساسية لبناء مجتمعات ناجحة.
والمؤسف أن نعطي لتلك الطفرات الملوثة مسميات جديدة تتصادم تماماً مع عقيدة المجتمع، كتلك التسمية الدنيئة التي وضعها أصحاب الاختصاص الدنيء في جملة "العاب الخفة" التي تعرض السحر بشكله الجديد على هيئة حلوى أجنبية لذيذة ذات صيت ذائع، حلوى محشوة بالسُم لكنها مغطاة بالشكولاته ومغشاة بغطاء شفاف من الفخامة الكاذبة.
السحر والشعوذة، بل والتفنن في أمور الشعوذة حتى على المستوى السياسي في شكل تحليلات وتنبؤات ودراسات مبنية على باطل، تهدف لخلخلة ثقة الناس بالقائد أو الحاكم أو المسؤول حتى تعم الفوضى وتتحقق الأهداف التي يرسمها سوانا وتنفيذها نحن كقطعان الماشية دون عناءٍ يًذكر، هذا السحر السياسي أو الإيديولوجي الذي يركز على العبث بقناعات الناس هو من يصنع تلك الاختناقات الاجتماعية التي تصل حد الانفجار، لأنها حصلت على فترة تسويق لا بأس بها من كل أولئك المستفيدين من وجودها بالقوة، كل ذلك أدى إلى تعميق بعض القناعات لدى الناس حتى أصبحوا يعتنقون بعض ذلك الزخم الهادر من ثقافات التسليح والكراهية والعنف وتلغيم الوعي الشعبي بما يضرة بفكرة المواطنة والسلام الاجتماعي.
السحر السياسي نوع لا يُستهان به من أنواع السحر الذي يسعى أصحابه إلى خلق بقعة ضيقة أو واسعة النطاق على بساطنا الجغرافي الاجتماعي بشروط خفية لا يعلمها إلا الله.
إن نزع فتيل القنبلة الاجتماعية في أي مجتمع منوط بفكرة برّاقة تصنعها أيدٍ ماهرة وتروج لها عقول أكثر مهارة وتساهم في تأصيلها أقلام تنظر لاستمرارها وسطوعها عن طريقة عرض مُجزية لا تكلف الكثير بقدر ما تساهم في تحصيل طاقات الشعوب الإيجابية السلبية ووضعها في ميزان الرصد السياسي الذي يبقى في خانة الصفر دائماً بالنسبة للتقييم الإنساني.
وإلى هذا تبقى قبعة الساحر السياسي بيتاً للديناصورات والأفاعي بدلاً من الأرانب والحمائم الوديعة التي لا يستوعبها هذا المجال البشع!.
ألطاف الأهدل
قُّبعة الساحر السياسي!! 2021