في زحمة الأحداث السياسية السابقة والحالية.. من الصعب أن تستقر في مخيلة المواطن اليمني فكرة واضحة عن طبيعة الوضع القائم أو المستقبلي إثر انضمام موجات شاذة من مسارها في طبيعة الحوار الشعبي الموجه على أساس ثوري وموجات أخرى حكومية لا تكاد تنطلق حتى تتوقف بين من يؤيدها ومن يعارضها من جيلين نظاميين متفاعلين بصمت على منبر الحكومة لكنهما ليس كذلك خلف كواليسها.
المرجفون والمتآمرون وكل من يستفيد من حالة الفوضى المطروحة بسخاء على ساحة الوطن اليوم هم من حاك خطط الأمس وألبسها ثوب الغموض وزج بها في ملفات الحوار قسراً، حين كان أطراف الحوار مشغولين له جداً بانتقاء ألفاظ التلاسن السياسي المقيت الذي أنسى البعض مسؤوليته تجاه الوطن وأبقى آخرين في صفوف دفاع أمامية لكنها هشة لا تكاد تحمي نفسها من خطر الانشطار الذاتي الذي أصبح سمة شائعة على خط التغيير العربي على مختلف أنواع التركيبات الاجتماعية في كل وطنٍ يئن من سطوة الحكم واستحالة الاحتكام، "واحدة بواحدة والبادي أظلم هي قاعدة التحكيم النهاية التي يعلن بعدها عن الفائز الخاسر!! لا شيء يسطع بوضوح حين تكون الآفة هي الحكم وضحاياها محكومين بقوة السلاح أياً كان نوع هذا السلاح، دبابة أو قطران! لاشيء يتسع لجملة البحث عن هوية حين يكون السجن هو الوطن والسجان هو الذات والمنبر مقصلة وصرخة البوح مشنقة.. وعلى رأى من غني، "إللي شبكنا يخلّصنا" والآن، هاهي الحياة تدب في شرايين الوطن، لكنها لا تصل لديها هوية المجموع، فلسفة الكل، لأنها تعثرت بفوضى الانقسام التي جعلت بعضنا يعيش منفرداً عن قضية الوطن، بعيداً عن فكرة الوحدة الثورية، وعلى كل سيستمر ذلك الدفق الجريء الصامت حتى لو أصاب بعض أجراء الوطن "ضمور" شعبي لأن الفكرة أكبر بكثير من مساحة الوعي المفقود لدى شريحة الباحثين منأى خارج الحدود!.
يوماً ما ستصبح الحصانة تهمة، وسيكون من حق من فقد الحق أن يستحق! يوماً ما ستتضح الرؤية ويبدو واقعاً هنا الخيال الذي نراه فقط داخل عقولنا وستعود الحرية عادة نمارس طقوسها كمعتقد وليس كمفردةٍ وليدة، هناك فقط اتجاه واحد لنصل، طريق واحد لنتمكن، سبيل واحد لنحقق إنسانيتنا، هناك فقط آلة واحدة، لا تقتل، لا تطحن، لا تسحق، وهناك فقط رغبة واحدة ومشتركة للخروج من بيت العنكبوت السياسي،... فقط هي الوطنية ولكم أن تقرأوا قاموس الواقع لتعرفوا معناها ثم تطبقونه بأنفسكم دون وجود ملاحظات!.
ألطاف الأهدل
إللي شبكنا يخلّصنا 1894