;
ألطاف الأهدل
ألطاف الأهدل

يقولون: أنثى.. أقول: نعم! 2314

2012-05-26 03:15:36


نعم، أقول نعم، وماذا في أني أنثى تنظم صفوف الكلام جيوشاً وتعلن الحرب على فلول الجهل التي أحاطت خاصرة المجتمع حتى أصابتها بالعُقم!.. نعم أنثى أشقّ جحافل النائمين عن حقي بمشرط الصمت في حين تعزف أصابعي لحن الخلود على هياكلهم المترعة بالخمول.. ماذا في كونَّي أنثى؟! أليست الأرض أنثى والشمس أنثى والسماء والأشجار والنجوم إناثاً؟! ماذا في كونيَّ أنثى؟! أليست الكلمات والمفردات والأفكار وبنات العقل إناثاً؟!.. نعم أنثى وتفخر بي حواسي أنني أنثى، أهز مهد أطفالي بأوصال قلبي ويداي مقبوضتان إلى صدري، كأني ملكت الدنيا حين أتوسد الطمأنينة كل ليلةٍ، لأنه ليس لي شاربان فأظلم وأبطش وأقتل وأخدش حياء النساء الذاهبات والآيبات وأنا أتمدد على رصيف البطالة بمنتهى الفجور! أصمتُ بإبتهالٍ في محراب النجوى حمداً لله أنني لا أمشط شوارع المدينة متأبطاً أفكارا ًساذجة، ترتفع أثواب الحياء عن ساقاي وتتدلى لساني باللعاب كلما لمحت أنثى حتى لو كانت دبابة أو بندقية أو رصاصة!!.
نعم أنثى تذوب حشاشةُ جوفي إذا أنّ مظلوم أو استفاق من قمقم الموت ظالم، أنثى لا ترى عينانَّي إلاّ الطريق، لا تسمع أدناي إلاّ ترانيم الأمومة من أفواه أولادي الأربعة، لا أطعم إلاّ ما صنعت يداي ولا آكل إلاّ ما جاء من عرق الجبين، لا أمدُّ كفايَّ إلى غير قبلتي ولا أرفعهما إلى غير خالقي، فمما أخاف؟! مِمَا أخاف؟! من حبل مشنقةٍ لا يستحقهُ إلا من باع الوطن! من رصاصاتٍ طائشةٍ تردي الأبرياء قتلى ليظلوّا في ذمة قاتل يتجرع الموت كل ليلة من عيون العتمة.. أين يذهب الظالمون من الواحد القهّار؟ّ.. نعم أُنثى، نحتُ بمخالب الصبر حروفي حتى صارت مفرداتي أحفورة ترقصُ مع ذرات الريح وتسكن أكواخ السحاب وتتدلى من شرفات المُزن ثم تهطل على قلوب العطشى لتثمر الحب والأمل والتفاؤل والحنين.. نعم أنثى اعتليتُ عرش النساء حين كفكفتُ أدمعي ومنحت حنجرتي إجازة وضعٍ طارئةٍ وامتنعتُ عن التلويح بضعفي أمام سطوة المخلوقات الغريبة ذات الحوافر الداكنة، أولئك البلهى من سُلالة مُسيلمة الذين يدّعون النبوة ويمقتون أن في الحياة أنثى تلفظ أنفاسها الأخيرة داخل تابوت الوصاية، يريدون أنثى تجرُّ محراث الفحولة على كتفيها وتعيشُ خابزة لأقراص الفطير ذات الأطراف المتفحمة! نعم أنثى أجوب فضاء خيالاتي لأطعم الجائعين من هؤلاء شهد الروح المعتق في قنينة حبر وسنة قلم.. أنثى ولا أخجلُ أنني أنثى أعيشُ في وطن النساء الذي حكمتهُ بلقيسُ وأروى وستحكمه النساء طويلاً بعد أن تضع حرب الشوارب أوزارها النتنة.. نعم أنثى، لم أخترع البارود ولم أكن لينينية أو ماركسية أو هتلرية، لم أدُس بقدمي على بشرٍ ولم أرتدِ بزّة خضراء تحمل شارات الشرف على الكتفين وهي خاليةُ من معاني الشرف!.. أنثى لم أبحث عن حصانةٍ ولم أخف أن أمشي على ساقاي في زحمة الباحثين عن لقمة الخبز، لأنني لم ألوث يداي بدماء الأبرياء كما فعل الذكور!.

الأكثر قراءة

الرأي الرياضي

كتابات

كلمة رئيس التحرير

صحف غربية

المحرر السياسي

سيف محمد الحاضري

2024-10-14 03:09:27

القضاء المسيس ..

وكيل آدم على ذريته

أحلام القبيلي

2016-04-07 13:44:31

باعوك يا وطني

أحلام القبيلي

2016-03-28 12:40:39

والأصدقاء رزق

الاإصدارات المطبوعة

print-img print-img
print-img print-img
حوارات

dailog-img
رئيس الأركان : الجيش الوطني والمقاومة ورجال القبائل جاهزون لحسم المعركة عسكرياً وتحقيق النصر

أكد الفريق ركن صغير حمود بن عزيز رئيس هيئة الأركان ، قائد العمليات المشتركة، أن الجيش الوطني والمقاومة ورجال القبائل جاهزون لحسم المعركة عسكرياً وتحقيق النصر، مبيناً أن تشكيل مجلس القيادة الرئاسي الجديد يمثل تحولاً عملياً وخطوة متقدمة في طريق إنهاء الصراع وإيقاف الحرب واستعادة الدولة مشاهدة المزيد