بعد أن بدأت الحياة تسير في عروق الحالمة وبعد أن تنفس الناس هنا هواء قرارات سياسية صائبة كان أهمها تعيين ابن السعيد محافظاً للمحافظة وبعد أن بدأت قوات الأمن بالانتشار المكثف لتحقيق الطمأنينة الغائبة من صدر المحافظة منذ عام أو يزيد، بعد كل ذلك بدأ الخوف يسيطر على شريحة كبيرة من الناس بعد الأحداث الأخيرة التي شهدها السجن المركزي والتي أدت إلى هروب عدد من السجناء الذين لازالوا أحراراً حتى اللحظة وهم لا شك محكومون بالموت ومتهمون بالقتل والفساد في الأرض، وبعد إغلاق منافذ شارع جمال من جديد من قبل أفراد الجيش الذين لم يتم تسليم رواتبهم منذ عام وبعد أخبار متناثرة هنا وهناك عن مقتل أشخاص جنوب المحافظة وشرقها لأسباب مجهولة وعلى أيد مجهولين أيضاً.
بعد كل ذلك أصبح من الضروري أن نربط بين حادثة السجن والفوضى التي عمت بعدها وهي ملحوظة يتساءل حول صحتها عدد كبير من الناس، حيث بدأ الانفلات الأمني يعود من زوايا مختلفة إثر فوضى السجن التي ربما كان لها أهداف بعيدة المدى لا يدركها إلا أصحاب الرؤى السياسية المدروسة والهادفة.
والمرحلة السياسية التي يعيشها الوطن لا تحتمل المزيد من العبث بالممتلكات الشعبية (فكرياً واقتصادياً) ولهذا من حق المواطن أن يعرف ما الذي يحدث تحديداً خلف كواليس تلك الأحداث ومن هم المدبرون لحدوثها وما الغاية من كل ما يفعلون؟! فإلى الآن والرؤية غير واضحة بالنسبة لأحداث سياسية جسيمة مر بها الوطن ولا ندري من فعلها ولماذا! إلا إذا كان من الخطورة على بنية المجتمع اليمني أن تذكر تفاصيلها، فمن الجيد أن تبقى للتاريخ وهو من سيفتح كتاب الأحدث في وقته المناسب! لا نريد أن نكون سبباً ولو بمقدار ذرة – في تأجيج نار الفتنة والاقتتال ولكننا نجزم أن الضرب بيدٍ من حديد على يد كل مفسدٍ في الأرض هو الحل لما يحدث اليوم حتى لا تنجس (تنفجر) عيون الفتنة في كل مكان ويصبح لهذا الإفساد منابع لا تنضب بلغة النصح أو الدعوة أو الحوار أو التهادن.
الفساد هو الفساد لكن ليس من الصعب اجتثاث جذوره وردم منابعه وإحراق محاويه الهشة وذلك كله بقوة القانون التي يجب أن تحكم قبضتها وتصيب أهدافها ببراعة.
الناس، كل الناس معلقون في ذمة قانون يحميهم ويحفظ حقوقهم ويرعى مصالحهم ولا خير في قانون ينتقي الحقوق ويُعلى كفة الواجبات على كفة الاستحقاق الإنساني، قانون يحمل هامشاً عريضاً وحاشية طويلة ويعجز عن تنظيم بنود، كما يجب، بما يعيد الاعتبار للناس الذين لا يجدون من يحميهم ولا تسمح لهم ضمائرهم باستخدام القوة لاسترجاع ما ضاع من الحقوق وتبرير ما تلاشى من الواجبات!
لا نريد أن تبقى تعز أم الشقاء والشقاوة والتعب وهي أم الجمال والثقافة والأدب..
ألطاف الأهدل
لماذا عاد الحزن إليكِ تعز؟! 1953