ما من أداة مثل الإصرار والعزيمة تنجح في إيصال المرء إلى منصة النجاح والتفوق والتميز والإبداع.. أتحدث اليوم عن رغبة في إحلال الأمن والطمأنينة على ربوع الوطن، هذا لن يتأتى بنظام أمني، عسكري، داخلي قوي وفاعل فقط، بل إن الأمر يتوقف على إحساسنا بقيمة الأمن وسعينا الدؤوب لإرساء قواعده بين ظهرانينا بناءً على أساس قوي من المسؤولية الفردية وعمل منظم من ناحية أخرى جماعية تعكس الاستفادة التي حصلنا عليها من درس مضى كتب بالدم وسطر بالنار ولم تكن نقاط حروفه إلا من الرصاص الذي يمزق شرايين الجسد ويقطع أوصاله ويشوه معالمه..
نحن بإصرارنا وعزيمتنا وحبنا لوطننا نستطيع أن نحقق معادلة الأمن والاستقرار داخل الوطن بأن ينهي كل منا نفسه عن المنكر والباطل ويأمرها بالإحسان للآخرين والعدل بينهم.. لو أن كل إنسان يمني يرفض حمل السلاح دون حاجةٍ إليه ما وصل حالنا إلى مستوى التعبئة المدنية الذي وصلنا إليه اليوم، ومع هذا فالفرصة لا زالت سانحة وقطار الوطنية لم يفت بعد وبإمكاننا أن نستلهم فرصة أخرى أكبر وأعظم من صميم أعماقنا وعميق مشاعرنا حتى نثبت للعالم الداخلي والخارجي أننا نستطيع أن نحمي وطننا من شرور أنفسنا قبل حتى أن نحميها من شرور الآخرين.
نعم الدولة مسؤولة عن تلك القواعد والقوانين الصارمة التي تحفظ الحق المدني كأفضل ما يمكن، لكن بدون وجود تربة خصبة من الوعي الاجتماعي لا يمكن تطبيق القوانين بسهولة، ولهذا حين وجدت من بعض الشباب وعقال الحارات في تعز رغبة حقيقية وصادقة ومنظمة في محاربة حمل السلاح داخل الحارات شعرت أننا يمكن أن نحقق المعادلة ونكسب الرهان ولهذا قلت (حنجيبك يعني حنجيبك)! وبقوة العقل ووضوح الحجة وبلاغة المنطق سنحصل على الأمن الذي افتقدناه قبل فترة وجيزة، لكننا عدنا وحصلنا عليه بفضل من الله قبل كل شيء وبإيجاد نفس القاسم المشترك، العقل وحب الوطن تحقيق الأمن المدني يتوقف عليه تحقيقاً للأمن المعيشي، الغذائي، العلمي، الطبي، والديني أيضاً، وحين قال الله تعالى: "ولنبلونكم بشيء من الخوف والجوع ونقصٍ من الأموال والأنفس والثمرات وبشر الصابرين" صدق الله العظيم، حين قال الله ذلك وضع قاعدة هامة مفادها أن الأصل في الأمن وليس في الرعب والخوف، الأصل في الطمأنينة والهدوء وليس في الفوضى والإرهاب، الأصل في مدنية راقية وليس في قانون يحمي الأقوياء ضد الضعفاء، الأصل في عدالة اجتماعية وليس في قضاء يدعي الاستقلال وهو غارق في الاستعمار اللاأخلاقي!.
الخوف بلاء وابتلاء هكذا أسماه الله في كتابه الكريم.. وإذاً ففي ظل الأمن والطمأنينة والحوار وبرمجة القوانين وفق الاحتياج المجتمعي ينشأ الاستقرار وتقوم المدنية وتنهض العدالة الاجتماعية وتحقق المفاضلة الخالية من الأرقام والرموز الحسابية، شعب راقٍ + نظام عادل = أمن وأمان واستقرار..
ألطاف الأهدل
حنجيبك يعني حنجيبك! 2328