تصور لنا بعض الأفلام والمسلسلات العربية وكذلك الروايات قصصاً بنهايات سعيدة ينتصر فيها المظلوم وينال فيها (الظالم) عقابه، لكن هل بالفعل ينطبق ذلك على الواقع؟؟ بتنا نرى على مستوى المسؤولين أن النزيه منهم يعاني ويصدم بواقع تدخل فيه المحسوبيات والمغريات لمال سائب يعلم حتى الجاهل السرقة، إن قاوم اغراءت الشياطين الكبرى على اقتنائه لم يسلم من شياطين البشر التي (تأزّه أزّاً).
وبعد كل هذه السلسلة من المقاومة وحفظ المال العام من الهدر العبثي في الجيوب الخاصة يزيحه عن الكرسي رجل بقلب أسد استطاع أن يصل لهذا الكرسي بالتزلف والنفاق وأحياناً المكيدة!! وحدهم الطيبون النزيهون لحومهم مستباحة وطرية، كثير من الموظفين يسكت على ما يراه ويشهده من ظلم وسرقة خوفاً كما يقولون على رزقه، لأنه يعتقد أن لقمة عيشه مصدرها مسئوله في العمل.
ونلاحظ كثيراً من الموظفين للأسف يشتكون من وظائفهم ومن الظلم الذي يقع عليهم ويصبون جام غضبهم على رؤسائهم في العمل ، ويتهمونهم بالظلم والتقصير والمحاباة والمجاملة ، وهذا بحد ذاته قد يكون حكماً جائراً وغير منطقي، وقد يكون مثل هؤلاء الموظفين هم الذين يكونون مقصرين ومهملين في الأصل ، ولا يقومون بواجباتهم على الوجه المطلوب ، ويدعون الكمال وهم بعيدون عنه ، وأتوقع أن العلاج والحل هو أن يقوم الموظف بمراجعة نفسه أولاً, وهل هو على الطريق الصحيح .
فالمضحك والمبكي في الأمر أن أكثر مقولة يرددها صغار الموظفين (للظالم نهاية)!! أي نهاية ترتقبها أنت وغيرك وأنت تتمنى ولا تفعل ؟؟ ترتقب نهاية هذا الظالم بإزاحة أو مرض بينما يصيبك أنت الضغط والسكر وأنت تتفرج على كرشه الذي ينمو!!.
فتحت هيئة مكافحة الفساد وغيرها المجال أمام الجميع للتظلم والتبليغ، لكن تبقى عقدة الأرنب مسيطرة على الجميع، يفرح الكثير كلما غادر مسؤول ما كرسيّه وسلطته وللأسف على الأغلب يأتي الجديد أسوأ من القديم، لم يع بعد أكثر الموظفين أن العلة ليست في المسؤولين، بل في جهلهم وصمتهم هم، ليس الظلم أن تمد يد المسؤول على المال العام فقط، بل في اضطهاده أيضاً للموظفين ومنعهم حقوقهم وسوء إدارته للعمل..
متى يعلم أكثر الموظفين أن حقوقهم خطوط حمراء حتى في أكثر الأنظمة استبداداً؟؟ متى يعون أنهم لا يأخذون أموالهم من جيوب هؤلاء المسؤولين ؟؟. متى سيدركون أن الحقوق تنتزع ولا توهب ؟.
رائد محمد سيف
الحقوق تنتزع ولا توهب!! 2665