طلاق رفيع المستوى:
الطلاق حل سماوي جعله الله نهاية لحياة لم يكتب لها النجاح, لأي سبب كان، ولكن الناس جعلوا منه شبحاً, ومعصية, واعتبروه نهاية الحياة، وهو أمر أحله الله تعالى وسمى به سورة كاملة في القران، ولكم أن تتخيلوا لو أن الشرع حرم الطلاق مهما كانت الأسباب، أكيد ستكون النتائج كارثية, "لكن الله فرع من عنده بالطلاق" فالحمد لله..
وقد يطلق الإنسان شريكة حياته لأسباب خارجة عن إرادته, فيطلقها وكأن كلمة "طالق" طلقة نارية تخترق أحشائه، فترديه صريعاً، وللطلاق أخلاق يجهلها الكثير ممن يعتبرونه بداية معركة يستخدمون فيها كل الأسلحة اللاأخلاقية، وقد قال تعالى موصياً عباده "ولا تنسوا الفضل بينكم"، وعندما اختلف رجل كريم مع امرأته سأله الناس ما سبب الخلاف بينكم؟
قال: وهل يتكلم العاقل عن أهله؟!
وعندما طلقها سألوه ما سبب طلاقك لها؟!
قال: وهل يتحدث المسلم عن نساء المسلمين؟!
الله ما أجملها من أخلاق نفتقدها اليوم..
ليس حباً::
مشكلتنا أننا لا نعرف معنى الحب الحقيقي ويعتقد الكثير أن سهر الليالي وخفقان القلب والشوق والحنين وتمني الوصال والقرب حباً وما ذاك بحب إنما هي رغبات وشهوات، فالحب الحقيقي هو البذل هو العطاء والإيثار، هو الوفاء والإخلاص والتضحية، هو الصبر والحلم يقول أبو العتاهية:
إن أخاك الصدق من كان معك
ومن يضر نفسه لينفعك
ومن إذا ما ريب دهر صدعك
شتت شمل نفسه ليجمعك
وما أجمل هذه الكلمات التي لا أعرف قائلها: "إن الشق وسط حبة القمح يرمز إلى أن النصف لك والنصف الآخر لمن تحب".
تعددت الأسباب والموت واحد:
وفي بلدنا الحبيب يظل شبح الموت يطارد المواطن البسيط منذ الأيام الأولى في حياته، فإن سلم من الكزاز مات بالتسمم الغذائي إثر تناوله لبضاعة مهربة فاسدة أو مكشوفة، وإذا سلم من هذا وذاك مات مقتولاً بعيار ناري في أحد الأعراس أو أيام الانتخابات، وإذا نجا من ذلك كله مات معلولاً في أحد المستشفيات، وإذا لم يمت بعد هذا كله أصابته سكتة قلبية من ظلم وجور القضاة، أو بسبب السموم التي ترش بها أعواد القات، وإذا مد الله في عمره وعاش انتحر.
دعاء اليوم:
اللهم خذ بنواصينا إليك أخذ الكرام عليك
أحلام القبيلي
خواطر صائم "2" 2426