تشهد الساحة الوطنية مؤخراً سلسلة اختناقات متفاوتة المستوى ما بين أعمال تخريبية مجهولة الهوية وأخرى معبرة عن احتجاجاتها بطرق سلمية.. أعمال تخريبية مجهولة الهوية وأخرى معبرة عن اتجاجاتها بطرق سلمية، لكنها قابلة للتحول إلى نقاط ساخنة جداً خاصة ما يتعلق منها بالاستحقاق المادي سواءً كان للعسكريين أو المدنيين من الموظفين المستجدين الذين يخشون العودة إلى نقطة الصفر بعد تأخر تثبيت درجاتهم الوظيفية عبر أرقام وظيفية تضمن حصولهم على استحقاقاتهم المادية بريدياً بدلاً عن تلك اللجان المتخمة بالتمصلح والغموض معاً، وعلى المستوى السياسي لا يوجد هناك أي تلميحات أو وجهات نظر أو معطيات واضحة لما يحدث خاصة في العاصمة صنعاء التي يبد والوضع فيها عبثياً ومحقوناً بالطائفية ومنطوياً على ردود أفعال عشوائية تفتقد للتنظيم والمسؤولية الإنسانية بالرغم من وقوف جميع أطيافنا الحزبية والدينية والاجتماعية تحت مظلمة الحوار وعلى مستوى عالمي رفيع ينبغي أن تكون له ركائز بروتوكولية محلياً حتى لا ينفرط عقد التفاوض وتصل المشاورات إلى الفراغ الذي نخشى الوصول إليه بالرغم من وجود لُحمة وطنية لا تقبل الانقسام مطلقاً إلا أن تلك التطورات المخيفة التي تتحرك بسرعة مجنونة نحو المجهول تثير مخاوف العامة والخاصة وربما دفعت أصحاب التكهنات السياسية إلى أوضع فرضيات كبيرة لا تتسع لها رقعة الرأي العام التي ينبغي أ ن تكون أكثر توسطاً واعتدالاً من أي رقعة أخرى على مساحة الوطن كونها المستقبل الرئيسي لمنظومة القرارات الوطنية وينبغي أن تتسم ردود أفعالها بالعقلانية وسعة الأفق والقدرة على غربلة الوارد وانتقاء الصادر من قراراتها الناطقة باسم المجموع، إن ما يحدث على أرض الوطن اليوم وقبل الوصول إلى إتمام المرحلة الأنتقالية من عمر الثورة الوليدة يمنع القدرة على استشفاف يمن الغد وربما أدى إلى وأد الحوار في مراحله الأولية قبل الوصول إلى تشكيل ائتلاف وطني متكامل قادر على إدارة مرحلة دقيقة من مراحل التاريخ الديموقراطي لليمن بما تحمله من متغيرات جذرية على مستوى النظام الحاكم والوصول إلى إيجاد مخرج حي وسلس في قضايا الجنوب التي استهلكت أغلبية المقاعد حول مائدة الحوار دون أن تصل إلى تحديد رؤية واضحة تساعد على التفاف الجميع حول قرار وطني موحد، وفي الحقيقة نحن نفتقد لاستراتيجية التخاطب باسم المصلحة العليا ونقف تقريباً على صعيد بيروقراطي واحد يمنع الوصول إلى أهداف واقعية ملموسة مدنياً هذه الإزدواجية المكيفة لصالح الحزب أو القبيلة أو التنظيم أو أي جهة تنظيمية أخرى تؤدي في كل الأحوال إلى تجميد أي أنطلاقة حرة تغذيها إرادة وطنية جماعية غير مجدولة بمسالخ شخصية أو مبرمجة وفق رؤى مستقبلية عمياء تفشل في وضع يدها على الخطأ وتتردد في فرض سياسية التصويب المباشر.. عبثية وحسن إنساني غائب وتشويش منقطع النظير.. هذا هو حال ساحات الوطن اليوم وبلا أي رتوش أو تحسينات تحول دون رؤية الحقيقة كما هي..
ألطاف الأهدل
واقعنا السياسي.. الرؤية غير واضحة 1938