;
د. محمد عبدالله الحاوري
د. محمد عبدالله الحاوري

اليمن الجديد يمن كل اليمنيين 1809

2013-10-21 21:27:39


تسير بلادنا نحو بناء اليمن الجديد الذي أنتجته ثورة الشباب الشعبية السلمية، ولكنها تواجه مقاومة من بقايا الفساد، مقاومة تسعى جاهدة وبكل قوة لتحطيم بنيان اليمن الجديد، اليمن الذي ضحى لأجله الشهداء بدمائهم الزكية، اليمن الجديد الذي انتظرته جماهير الشعب اليمني طويلا، وقدمت لأجله التضحيات الكبيرة.
إن اليمن في ظل عهدها الجديد يمن يحاور بعضه بعضا، في إعلاء لقيمة العقل، وتمجيد لقيم السلام، وإرساء لمبادئ الشراكة المجتمعية، يمن يحاور بعضها بعضا ويستمع بعضه لبعض بدل الرأي الفرد والزعيم الأوحد، حوار يقوم على حب الوطن، الوطن الذي ينعم الجميع بما فيها من خيرات وهبها الله لشعبنا العظيم، فالموقع الاستراتيجي وتنوع المناخ والثروة السكانية الشابة كلها مقومات لبناء يمن جديد نتحاور للمستقبل الذي ينشده كل اليمنيين، حب الوطن يعني أن نقدم المصلحة الوطنية الكبيرة على المصالح الضيقة، لأن المصلحة الوطنية ستعود بالنفع على الجميع إن شاء الله.
إنه حوار الحكماء أو هكذا يجب أن يكون لأنه يستند إلى الإيمان والحكمة التي تميز بها اليمنيون، الإيمان بالله الذي يجعل الجميع يراقبون الله في أعمالهم فهو الشهيد على كل أحد والرقيب على كل أحد والوكيل على كل أحد، وشعبنا قد عقد آمالا عراضا على الحوار ومن في الحوار والله حسيب عليهم جميعا، والحكمة تعني فعل الصواب الموافق للشرع المحقق للمصلحة الحقيقية المفضي إلى الاستقرار والسلام الاجتماعي ومحاربة الفساد، وتعني الحكمة أيضا تظافر الجهود لتحقيق الخير لكل أفراد المجتمع وفي ضوء ذلك يكون التنازل لأجل الوطن مكسبا للجميع في نهاية المطاف، فالحكمة تنظر العواقب، فالجميع على سفينة واحدة وسلامة السفينة يعود بالخير على الجميع.
وهو حوار جاد لذلك يحاول النظام السابق وأدواته في شمال الوطن أو جنوب الوطن أن يعرقلوا مسيرته وينغصوا على الناس فرحتهم، لأنهم وجدوا لتنغيص أفراح اليمنيين، هذا الحوار الكبير الذي ناقش هموم الوطن بكل شفافية وإيجابية، هو حوار يمن الثورة لا حوار زمن العائلة، لذلك وضع الناس آمالهم فيه، وانتظاراتهم منه انتظارات كبيرة، فهو حوار جامع لكل الأطياف ولجميع المكونات، هذه اللوحة الوطنية الكبرى لوحة الحوار هي لوحة من إنتاج يمن الثورة الشبابية الشعبية السلمية؛ التي أعادت للحوار قيمته وللعقل دوره في إنتاج الرؤى وتمحيصها واستخلاص الأنفع لليمن، برغم محاولات كثيرة يتبعها النظام السابق لتتويه الحوار عن مساره، أو الانحراف به عن هدفه المرسوم.
إن اليمن في عهدها الجديد عهد الثورة الشبابية السلمية الشعبية يمن يتقبل التعايش بين مكونات الشعب اليمني العظيم، بعد أن كان اليمن يعيش أقسى عهود الإقصاء على مستوى مدرس المدرسة، ذلك الإقصاء الذي وصل حد قوله: يرحلوا هم, فجاءت الثورة الشبابية الشعبية السلمية بعهد جديد المعادلة الوحيدة فيه اليمن لكل اليمنيين، لقد جمعت الثورة ما تفرق شمله أو ما تم تفريقه تحت شعار فرق تسد، فوحدت الثورة ما تشتت حوله الرؤى، فاجتمع الناس حول هدف واحد هو بناء اليمن الجديد، ولأجل ذلك تم ترسخ أعمدة البناء فجعلت وحدة الهدف العمود الأول كان الحوار والعمود الثاني كان القبول بالآخر والتعايش بين مكونات المجتمع المسلم الذي يفخر بشهادة النبي صلى الله عليه وآله وسلم لليمنيين بالإيمان والحكمة والفقه.
إن هذا التقبل وعدم الإقصاء ظهر جليا في عقلية الشباب فثورتهم احتضنت جميع المكونات، لم تكن منغلقة ولا مغلقة بل فتحت الأبواب على الجميع، واشتركت فيها كل الأحزاب والمنظمات والقبائل وجميع مكونات اليمن وكل فئاته، وعندما جاءت المبادرة الخليجية قبلت اليمن في عهدها الجديد بمشاركة وتوافق على الحكم ولكن النصف المعطل لحكومة الوفاق يشترك في السلطة ويقوم بدور المعارضة، في مقاومة للتغيير بصورة مكشوفة.
هذه المقاومة تأخذ صورا عديدة فبعضها يظهر في تجميل الماضي الذي هو المسؤول الأول عن الوضع الذي تعيشه بلادنا اليوم، وكأن الكهرباء لم تنطفئ يوما في عهد النظام السابق، وكأن محطة الكهرباء وأبراجها لم تتدمر إلا في عهد الرئيس هادي، وكأن النفط لم تحدث فيه أي أزمة في عهد النظام السابق وما جاءت أزمة النفط إلا في عهد الرئيس الجديد عهد التغيير، برغم أن الأزمات كانت وما زالت من انتاج مخلفات النظام السابق، ولكنهم يستغلون طيبة شعبنا وكرمه الذي قدم الشهداء ثم قبل أن يمنح القاتل حصانة لأجل سلامة اليمن.
 فتجري اليوم المقارنة بين ما كنا عليه وما أصبحنا فيه مركزة على الجانب السلبي فقط الذي هو امتداد لظلمات تلك السنين العجاف، تلك السنين التي تحولت فيها اليمن إلى صورة سلبية مدانة إما بأنها مأوى للإرهاب الخبيث، أو يتم تسويقها بصورة المتسول الذي لا يمتلك غير مد يده لغيره، لقد سلبت أركان النظام السابق الفرحة من الشعب، فنهبت المال العام، وسرقت خزينة الدولة، فمن جاؤوا بعد الرئيس الشهيد إبراهيم الحمدي والدولار بأربعة ريال أوصلوا البلد إلى الحضيض فتجاوز الدولار مائتين ريالا، وهذه المصاعب الاقتصادية التي تعيشها بلادنا هي نتاج لمنهجية النظام السابق في تجويع الشعب، طمعا لتطبيق المثل القائل: جوع كلبك يتبعك.
فجاءت الثورة الشبابية الشعبية السلمية فأظهرت معدن الشعب اليمني المتحضر ومدنية هذا الشعب الذي علم الناس الحضارة، إن الجوانب السلبية التي تمر بها بلادنا اليوم ليست وليد حكومة الوفاق ولكنها نتاج تراكمي لسياسات فاشلة، ولانتهاكات كبيرة للمبادئ والقيم التي أوصلت اليمن إلى أقصى درجات التخلف، فأنت تخاف على حذائك فتصلي وهو بين يديك، في لصوصية لا تحترم المسجد ولا تراعي حرمة صلاة، وتبلغ خستها أن تمد يدها لسرقة حذاء، وانهارت منظومة القيم وعشعشت الرشوة في أروقة المؤسسات الحكومة رشوة امتلأت بها ممرات العمل حيث ذهبت، إلى تدمير لكل مصالح الشعب اليمني.
إن الثورة الشبابية جاءت لترد الحقوق إلى أصحابها، وقامت بإنشاء هيئات خاصة بذلك، وتتابع إنجازاتها بصورة مستمرة، ولا تستطيع الدولة أن تقدم كل هذه الحقوق دفعة واحدة، وهي تسعى جاهدة لمعالجة الأوضاع، ولكن تواجه مقاومة شرسة من الفاسدين والمفسدين والمثل يقول: مخرب غلب ألف عمار، فكيف إذا تكاثر المخربون، يقطعون الطرقات ويدمرون الأبراج ويفتعلون الأزمات، ليعرقلوا إيصال الحقوق إلى أهلها، فالدولة تحتاج مالا، وتفجير أنابيب النفط على سبيل المثال يسبب خسارات باهظة على خزينة الدولة، والدولة في مرحلة انتقالية وتحتاج مساعدة كل وطني غيور في بناء اليمن ولكي تصل الحقول إلى أهلها.

الأكثر قراءة

الرأي الرياضي

كتابات

كلمة رئيس التحرير

صحف غربية

المحرر السياسي

وكيل آدم على ذريته

أحلام القبيلي

2016-04-07 13:44:31

باعوك يا وطني

أحلام القبيلي

2016-03-28 12:40:39

والأصدقاء رزق

الاإصدارات المطبوعة

print-img print-img
print-img print-img
حوارات

dailog-img
رئيس الأركان : الجيش الوطني والمقاومة ورجال القبائل جاهزون لحسم المعركة عسكرياً وتحقيق النصر

أكد الفريق ركن صغير حمود بن عزيز رئيس هيئة الأركان ، قائد العمليات المشتركة، أن الجيش الوطني والمقاومة ورجال القبائل جاهزون لحسم المعركة عسكرياً وتحقيق النصر، مبيناً أن تشكيل مجلس القيادة الرئاسي الجديد يمثل تحولاً عملياً وخطوة متقدمة في طريق إنهاء الصراع وإيقاف الحرب واستعادة الدولة مشاهدة المزيد