عندما رأى أل سعود جماعة الإخوان المسلمين من قوة التأثير مع كمال القيادة والإرشاد وما فيهم من عزيمة واستقامة وفداء ومن قوة ومنعة وما في هذه الحركة من عواطف السلم والصلاح والتداعي إلى نبذ الأحقاد فيما بينهما ومع غيرهم كما كانوا يعرفون آل سعود عن جماعة الإخوان المسلمين منذُ نشأتها بحبها للخير ودعوتهم للعودة إلى الإسلام من جديد بل كانوا جبناً إلى جنب لتوحيد العالم الإسلامي ومن هذه الخطوات:
1/تأسيس الندوة العالمية للشباب الإسلامي .
2/تأسيس رابطة العالم الإسلامي .
3/تأسيس البنك الإسلامي للتنمية.
4/إنشاء منظمة المؤتمر العالم الإسلامي, وكانت نظرتهم موحدة تجاه كل القضايا لاسيما فلسطين وإصلاح النظام التعليمي في المملكة العربية، وعندما تغيرت الأيام واشتريت الذمم وأمرت النفس بسوء وخالف ما هو معهود ومحمود عن تغير الملك عبد الله من جماعة الإخوان المسلمين الذي عكس موقف المرحومين الملك عبد العزيز وكذلك الشهيد فيصل (رحمهم اله جميعاً) فعندما ارضخوا لليهود والنصارى قلباً وقالباً وباعوا الإسلام بسلطة، فشعر الملك عبد الله بتفاقم الخطر الذي كان يهدد كيانهم فصاروا يبحثون عن أنجح الوسائل لدفع الخطر، الذي هو دعوة الإسلام "ههههه" وهذه الخطوة أخطرها منذ تاريخ المملكة، وهذا الاجتماع المعروف بساسة العيال وتدارسوا خطة حاسمه تكفل القضاء سريعاً على هذه الحركة وتقطع تيار نورها عن الوجود نهائياً.
وكانت الوجوه البارزة في هذا الاجتماع عيال ا/السعود ب/ نهيان ج/ خليفة . ولما جاؤوا إلى ديوان الملكي على حسب الميعاد اعترضهم إبليس في هيئة شيخ جليل من أهل نجد وطرح رأيه الخبيث.
وبداء النقاش في الإجماع على قرار غاشم على كل رجل رباني على كل رجل حمل هم الدعوة (جماعة إرهابيه) السؤال هل هذا الأمر يليق بمكانة المملكة العربية؟ وبهذا التحول المفاجئ لموقف المملكة العربية من الإخوان المسلمين.
وهذا ليس بغريب عن الماكرين فلما رأى المشركون أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم قد تجهزوا وخرجوا وحملوا وساقوا الذراري والأطفال والأموال إلى الأوس والخزرج وقعت فيهم ضجة أثارت القلاقل و الأحزان وأخذ القلق يساورهم بشكل لم يسبق له مثيل، فقد تجسد أمامهم الخطر الحقيقي العظيم الذي يهدد كيانهم الوثني و الاقتصادي فقد كانوا يعلمون ما في شخصية محمد صلى الله عليه وسلم من غايه قوة التأثير، كما كانوا يعرفون ما للمدينة من الموقع الاستراتيجي بالنسبة إلى المحجة التجارية التي تمر بساحل البحر الأحمر من اليمن إلى الشام ومعلوم أن مدار هذه التجارة كان على استقرار الأمن في تلك الطريق.
فلا يخف ما كان لقريش من الخطر في تمركز الدعوة الإسلامية في يثرب ومجابهة أهلها ضدهم, وعندما شعر المشركون بتفاقم الخطر اتخذوا هذه الوسيلة يوم الخميس 26 من شهر صفر سنة 24من النبوة الموافق 12من شهر سبتمبر سنة 622مـ عقد برلمان مكة (دار الندوة ) أخطر اجتماع له في تاريخه وتوافد إلى هذا الاجتماع جميع نواب القبائل القرشية ليتدارسوا خطة حاسمه تكفل القضاء سريعاً على حامل الدعوة الإسلامية وكانت الوجوه البارزة في هذ الاجتماع الخطير من نواب قريش :
1/ أبو جهل .
2/ جبير مطعم 3/ شيبه وعتبه 4/ النضر بن الحارث 5/ جبير بن مطعم 6/ نبيه 7/ أميه بن خلف
ولما جاؤوا إلى دار الندوة حسب الميعاد اعترضهم إبليس في هيئة شيخ جليل عليه بتله وقف على الباب فقالوا من الشيخ ؟ قال : شيخ من أهل نجد - لم يقل من اليمن أو من الشام أو من مصر وإنما قال من نجد سمع بالذي استعدتم له، فحضر معكم ليسمع ما تقولون وعسى أن لا يعدمكم منه رأياً ونصحاً قالوا : أجل فادخل فدخل معهم ..
وبعد تكامل الاجتماع بداء عرض الاقتراحات والحلول ودار النقاش طويلاً .
قال أبو الأسود نخرجه من بين أظهرنا وننفيه من بلادنا ولا نبالي أين يذهب، ولا حيث وقع فقد أمرنا والفتنا كما كانت. قال الشيخ النجدي : لا والله ما هذ لكم برأي ألم تروا حسن حديثه وحلاة منطقه وغلبته على قلوب الرجال بما يأتي به ؟ والله لو فعلتم ذلك ما أمنتم أن يحل على حي من العرب ثم يسير بهم إليكم بعد أن يتبعوه حتى يطاكم بهم في بلادكم، ثم يفعل بكم ما أراد ويروا فيه رأيا غير هذا . قال البختري : أحبسوه في الحديد واغلقوا عليه باباً حتى يصيبه ما أصاب من قبله من الشعراء زهيرا والنابغة.
قال الشيخ النجدي لا والله ما هذا لكم برأي وبعد أن رفض البرلمان هذين الاقتراحين قدم إليه اقتراح إثم وافق عليه جميع أعضائه وتقدم به كبير مجرمي مكة أبو جهل بن هشام قال أبو جهل : ( والله إن لي فيه رأياً ما أراكم وقعتم عليه بعد قالوا : وما هو يا أبا الحكم ؟ قال أرى أن نأخذ من كل قبيلة فتى شاباً جلداً نسيباً وسيطاً فتياً، ثم نعطي كل فتى منهم سيفاً صارماً ثم يعمدوا إليه، فيضربوه بها ضربة رجل واحد فيقتلوه فتستريح منه، فإنهم إذا فعلوا ذلك تفرق دمه في القبائل جميعاً، فلم يقدر بنو عبد مناف على حرب قومهم جميعاً، فرضوا منا بالعقل فعقلناه لهم .
قال الشيخ النجدي: القول ما قال الرجل ووافق برلمان مكة على هذا الاقتراح الآثم بالإجماع، ورجع النواب إلى بيوتهم وقد صمموا على تنفيذ هذا القرار فوراً.
ولما تم اتخاذ القرار الغاشم بقتل النبي نزل إليه جبريل بوحي ربه تبارك وتعالى فأخبره بمؤامرة قريش وأن الله قد أذن له في الخروج، وأخبر النبي أبى بكر بما نزل اليه جبريل فقال أبى بكر الصحبة بأبي أنت يا رسول الله قال الرسول الله ( نعم )
لتطويق منزل الرسول وكانوا على وثيقة ويقين من نجاح هذه المؤامرة الدنيئة، وقد كان ميعاد تنفيذ تلك المؤامرة بعد منتصف الليل .
فباتوا متيقظين ينتظرون ساعة الصفر ولكن الله غالب على أمره بيده ملكوت السماوات والأرض يفعل ما يشاء وهو يجير ولا يجار عليه فقد فعل ما خاطب به الرسول فيما بعد (( وإذ يمكر بك الذين كفروا ليثبتوك أو يقتلوك أو يخرجوك ويمكرون ويمكر الله والله خير الماكرين)) الأنفال. ووقعت غاية استعداد قريش لتنفيذ خطهم ففشلت فشلاً فاحشاً.
محمد العياشي
ويمكرون ويمكر الله والله خير الماكرين 1491