مع دخول شهر مارس تحديداً الثامن منه, يكثر الحديث عن المرأة أنصاراً وخصوماً ومن مختلف النواحي إلا أن القلم يجب أن لا يجف حتى تعود المرأة إلى طبيعتها وإلى وظيفتها في الحياة وحتى تعرف المجتمعات وضعها السليم.
ومن الملاحظ خلال هذا الشهر نشاط الجمعيات النسائية المناضلة باسم المساواة بين الرجل والمرأة, ومن المتعين على اخيار الأمة أن يربطوا الحديث عن حقوق المرأة وواجباتها بالنصوص الشرعية المقدسة إضافة إلى مقاصد الشريعة وكلياتها: فهي الأساس الذي يبنى عليه شأن المسلم رجلاً كان أم امرأة وإن توافقت المواثيق والعهود الدولية مع هذه النصوص والمقاصد وتلك الحقوق والواجبات فذاك شرف لواضعيها.
وتقبل على أنها تابعة لأمر الله منقادة له، وإذا عارضتها فعرض الحائط أولى بها فنحن قوم لا نعطي الدنيئة في ديننا.
وربط شؤون المسلمة وقضاياها بنصوص دينها أمر تقتضيه العبودية لله رب العالمين حتى لا تكون نساء المجتمع المسلم كحال بعض النساء الكافرات صواحب الشوارع يستسلمنّ لكل معرض، يخللنّ من الرجال ما شئنّ ساقطات, ذاهبات للحياء أمهات لقطاء مفصولات عن أولادهن منهكات بالجري وراء العمل، تعيسات شقيات وحتى لا نسمع في مجتمعات المسلمين عن "الأمهات العزبات"(وبنات الهوى ) ويليها من تسميات تقشعر لها أبدان ذوي المروءة والشهامة.
يقول محمد رشيد رضا (وإن الإصلاح الإسلامي المحمدي يقضي بأن يكون لكل امرأة كافل شرعي يكفيها كل ما يهمها لتكون بنتاً مكرمة، فزوجاً صالحة، فأماً مربية، فجدة معظمة، ومن حرمت الزوجية أو الأمومة، لم تحرم الكفالة والكرمة(.
جاء في الاسلام لتكون مدونة حقوق للمرأة هذا الدين الذي حمل رسالته نبي الرحمة محمد عليه الصلاة والسلام والذي كانت من بين أخر وصاياه في خطبة عرفة (خطبة الوداع ) فقال صلى الله عليه وسلم (استوصوا بالنساء خيراً فإنهن عوان عندكم ) وهو نفسه الحبيب الذي وصف قلوب النساء بالقوارير وأوصى بالرفق بها .(
وأخيراً على المسلم العاقل الناصح لنفسها أن يحذر من التأثر بدعاوى المستغربين وشبهات المرجفين, وأن يسأل ربه الثبات للشباب والشابات على دينه حتى يلقاه غير مبدلاً ولا مغيراً. .
محمد العياشي
متضامنون مع النصف الآخَر 1418