لازلنا يا رب نشهد انتقال الرعيل الأول إلى جوارك، الواحد تلو الآخر. ومع أن هذا نعمة منك وفضل، حيث إنهم يلقون الأحبة، محمداٌ وصحبه، ولكننا كنا نحب أن يشهدوا حصاد سنابل الخير الذي زرعوا وناضلوا من أجله، وينعموا بثمار الغراس الطيب الذي جاهدوا من أجله، ومع ذلك فلا نقول إلا إن الخير فيما اخترته سبحانك، ولا حول ولا قوة إلا بالله. لا زلنا يارب نسير في درب صعب، مغطى بالأشواك، يحيط به الخونة والروافض والظالمون، ومع ذلك فإننا نجد ونجتهد بإذنك يا رب لتمهيد الطريق، غير مبالين بالدماء التي تسيل من أيدينا نتيجة قلع الأشواك، وكذلك فإننا نقف بقوة في وجه الخونة والحوثيين وفي وجه الظالمين لإزاحة ظلمهم، وإنهاض الأمة وإسعادها، دون أن نخشى بطش العملاء والظالمين ولا أذاهم ولا حتى الاستشهاد في ميادين البطولة..
إننا يا رب كشموع التي تحترق لنضيء الظلام بنور الإسلام، ولنعم أجر العالمين.. لازلنا يا رب نرى الأحبة ينتقلون إلى الرفيق الأعلى دون أن نتمكن من وداعهم الوداع الأخير، فقد استشهد البطل حميد القشيبي عن عمر 74 قضاها في ميادين الشرف والبطولة، ولم تضعف له عزيمة، أو تلن له قناة، أو تفتر له همة، رغم الإعاقة والمحن التي ابتلي بها.. لقد كان طوداً شامخا، وقافا عند الحق، لا يخشى في الله لومة لائم، ولا نزكي على الله أحداً، فإنا لله وإنا إليه راجعون.
وفي الختام فإنك أمرتنا يا رب بالدعاء ووعدتنا بالإجابة، أنت سبحانك لا تخلف الميعاد، فاللهم لا تشمت بنا الأعداء، ولا تمكنهم من أن يسخروا منا قائلين: إن حماة الجمهورية ودعاة الخلافة يعملون عملاً لا طائل من ورائه، فقد طال عليهم العمر وجمهوريتهم لم تستقر وخلافتهم لم تقم بعد!، اللهم فاجعل لنا نصرك العظيم، وافتح علينا الفتح المبين, فنصدع بتحكيم شرع الله وإقامة دولة القانون في وجه الظالمين والخونة والعملاء ونحن نحمل اللواء بيد والراية باليد الأخرى، ونصرخ في وجوههم مرددين: قل موتوا بغيظكم، فإن تكونوا سخرتم منا دون وجه حق، فإننا نسخر منكم بحق، وأنتم في الأذلين، اللهم يا رب آمين..
رحم الله شهيدنا شهيد الوطن والواجب والعزة والكرامة، العميد حميد القشيبي، وحشره الله سبحانه مع النبيين والصدّيقين والشهداء والصالحين، وحسن أولئك رفيقاً.. وإنا على فراقك يا حميد لمحزونون..
محمد العياشي
القشيبي...! 1517