أخيراً قررت المملكة العربية السعودية إثارة قضية التدخل الإيراني السيئ في تأجيج الحرب الدائرة في اليمن والذي بات يلحق الضرر بالسعودية نفسها، جراء اعتداءات المليشيا المدعومة من إيران وبالأسلحة الإيرانية.
فقد وجه المندوب الدائم للمملكة العربية السعودية السفير عبد الله المعلمي رسالة إلى مجلس الأمن يخطره بالتجاوزات الإيرانية لقرارته فيما يخص اليمن، وباستمرار أدوات إيران الميلشياوية في انتهاك وعرقلة عملية الانتقال السياسي السلمي في اليمن.
إيران تنتهك القرار رقم 2216، وتعتقد أن جزء من التفويض الممنوح لها من الغرب في أداء دور في منطقتنا يبرر لها هذا التدخل السيئ في شؤون سوريا واليمن، وتعظيم مأساة هذين الشعبين، عبر استمرارها في أداء مهمة القاتل المنفلت والمحصن من المساءلة.
لم تكتف إيران بدعمها الخطط العسكرية للنظام الغاشم في سوريا التي أدت إلى تشريد الملايين وقتل مئات الآلاف وتدمير المدن السورية، فهي تريد أن تقوم بالدور نفسه في اليمن، وهدفها إفشال تدخل التحالف العربي الذي يسعى أصلاً إلى إفشال الإنقلاب وإعادة هذا البلد إلى مسار التسوية السياسية.
تستمر إيران في تهريب الأسلحة إلى اليمن، وهناك قرائن عديدة تثبت أن جزء من هذه الأسلحة دخل إلى البلاد حديثاً بما يخالف قرارات مجلس الأمن الدولي بشأن اليمن.
خيار إيران هو دعم هذه العصابة التي استولت على صنعاء، واستثمار التواطؤ الذي حصل مع هذه الجريمة وخصوصاً من الغرب، إلى حد أنها تبجحت بالفعل بأن عاصمة عربية رابعة قد سقط بالفعل في براثن النفوذ الإيراني.
إيران الموتورة لا يهمها أمن واستقرار المنطقة ولا يهمها الملايين الذين يقتلون ويشردون، فهم مجرد حشود “ناصبية”، هكذا بكل بساطة.
ولما لا فإيران تنطلق في سلوكياتها المدمرة هذه من دوافع طائفية بحتة حتى وهي تحاول أن تحقق أهدافاً ذات طبيعة جيوسياسية توسعية.
المحرك الطائفي الإيراني يستمد طاقته من الأحقاد الهائلة التي تراكمت في وعي ووجدان الأجيال المتلاحقة، ممن توافدوا على الحسينيات ومجالس العزاء التي تستدعي أحداثاً وقعت قبل 1400 عام وكأنها وقعت للتو واللحظة، فتكون النتيجة هذا التحريض على الغالبية العظمى من المسلمين وتنصيبهم أعداء يتعين النيل منهم وهزيمتهم.
لكن الذي لا شك فيه أن إيران تلقت هزيمة حقيقية في اليمن، وتكاد تهزم أيضاً في سوريا، لأن قضيتي هذين الشعبين عادلتان. فالسوريون واليمنيون يقاتلون من أجل العيش المشترك ومن أجل المواطنة المتساوية، ومن أجل إنهاء الهيمنة الطائفية، ورغم غالبيتهم فإن هدفهم هو تأسيس دولة مدنية بتعددية سياسية تستوعب الجميع وتحترم حق الجميع في الحياة.
إيران لا تريد أن تعترف بأن نموذجها في لبنان على سبيل المثال سيئ للغاية ومستفز، فقد جاء ليتعسف صيغة العيش المشترك التي تحكم هذا البلد، ولا يمكن أن يسكت اللبنانيون أكثر من ذلك، حتى لو بقيت حفنة عملاء إيران من السياسيين تتاجر بمواقفها وتنتصر للنفوذ الإيراني الذي بات على موعد مع اندلاع موجة ثورية جديدة في لبنان يطيح بهذا التسلط المقيت الذي يفرضه الملالي عبر المقاولين الحصريين لها في هذا البلد.
ياسين التميمي
إيران القاتل المنفلت في منطقتنا 1521