يتورط برلمانيون غربيون وبالتحديد بريطانيون في مهمة تتبنى تنفيذها في اليمن منظمة أكسفام البريطانية الدولية في اليمن، ويمكن وصفها بالسيئة والمنحازة والتخريبية.
خرجت منظمة أكسفام للتو من معركة خاسرة في مجلس العموم البريطاني، كان الهدف منها إقناع المجلس على اعتماد قرار يفرض حظراً على صادرات السلاح إلى المملكة العربية السعودية، ولهذا وجدت نفسها مضطرة إلى مراجعة خططها ضمن حملة الضغط التي تقوم بها في أوساط دوائر صنع القرار بالمملكة المتحدة.
وأخفقت مجدداً في كندا بصدور قرار المحكمة الفيدرالية بكندا التي قضت بمشروعية تصدير الأسلحة إلى المملكة العربية السعودية.
إثر هذا الفشل الذريع في المهمة متعددة الأبعاد، قررت المنظمة إجراء مراجعة لدورها انتهت إلى اعتماد خطة جديدة للعام الجري 2017، وأول إجراء اتخذته المنظمة هو الاستغناء عن كامل الطاقم الإعلامي التابع لها. الخطة أعدت من قبل الفرنسي الإسرائيلي بنيامين (Benjamin Wiacek) المكنى بـ: بلال أبو ليلى الذي عُين مسئولاً إعلامياً لأوكسفام العام الماضي 2016.
ومن ضمن ما تتضمنه هذه الخطة تنفيذ حملات مناصرة باستخدام البرلمانيين لتجديد مطالبتهم مجلس العموم فيما بعد بإيقاف تصدير السلاح للسعودية.
المنظمة قامت بالفعل بإيفاد عضو مجلس العموم البريطاني أندري ميتشيل (تحت الضيافة الرسمية للأمم المتحدة) منتصف الشهر الجاري وكانت رسالته الرئيسية الاحتجاج على استمرار إغلاق مطار صنعاء، واللقاء مع نساء تضررن من القصف السعودي واستيعاب قصصهن وروايتها لدى زملائه من البرلمانيين.. وتخطط كذلك لإيفاد برلمانيين اثنين إضافيين خلال الأشهر الأربعة القادمة، بالآلية نفسها أي تحت الضيافة الرسمية للأمم المتحدة.
مرة أخرى يجد المراقب نفسه مضطراً لإبقاء الضوء موجهاً صوب الدور الذي تقوم به أكسفام ومنظمات غربية أخرى بل وكالات تابعة للأمم المتحدة، تدعي أنها إغاثية وإنسانية، ولكنها في الحقيقة محملة بأجندات سياسية وغارقة في ترتيبات ذات طابع متحيز وانتقائي وتفكيكي من الناحية السيسيولوجية.
الأدوار المشبوهة لهذه المنظمات تلحق أفدح الضرر بالقضية اليمنية، وتسهم- إلى حد كبير- في تشويه الصورة وتحقيق حقائق مقلوبة تماماً عما يجري في اليمن.
اختارت هذه المنظمات أن تنحاز إلى القتلة والمجرمين، وأن تبقى بوصلتها متجهة نحو النشاط العسكري للتحالف العربي، الذي جاء إلى اليمن بذرائع الجميع يعلمها، في وقت لا يستطيع أي طرف من أطراف الصراع في اليمن الادعاء بأنها ملتزمة بقواعد الاشتباك، كما هو التحالف العربي.
ثمة ما يفيد بأن منظمة أكسفام تخطط مع منظمة إنقاذ الطفولة للقيام بفعاليات على مستوى أوروبا بمناسبة اليوم العالمي للمرأة 8 مارس، يتضمن إطلاق معارض صور واحتجاجات ميدانية تركز حول أثر القصف السعودي على نساء اليمن وزيادة ضعفهن وترملهن وتدهور وضعهن الاقتصادي. المعارض ستقام في مدن جنيف السويسرية وامستردام الهولندية وبرلين الألمانية.
نشاط المنظمة في هذا السياق من المقرر أن يشمل إنجاز دراسات مهمتها فقط إبراز حجم الضرر الذي لحق بالمرأة اليمنية ليس بفعل الحرب التي أشعلها الانقلابيون بل بفعل ما تسميه المنظمة "الحرب السعودية ضد اليمن".
أي حماس هذا الذي نسف مصداقية هذه المنظمات وحولها إلى أذرعة ناعمة للتنظيمات المسلحة المتورطة في جريمة اختطاف الدولة وهدم مؤسسات وتقويض العيش المشترك لليمنيين.