نلتقط أفكار مقالاتنا من هموم الناس من نبض الشارع العام من الشكاوى التي يضعها البعض، من الواقع المعاش.
منذ فترة ويطالبني البعض أن أكتب عن همومهم مع الأحوال المدنية، المرفق الأكثر أهمية في حياة الناس وتعاملاتهم، في أوراق إثبات شخصياتهم، وجميعهم يقيم أداء الحكومة والشرعية، بأداء الموظفين في تلك المرافق التي يتعاملون معها، كشخصية اعتبارية للحكومة وبالتالي الشرعية.
والعمل الناجح هو شراكة بين الجميع، المواطن والسلطة والسياسي المعارض، كلا شريك من موقعه، ومساهمته في إنجاح العمل، حيث أن البعض يسعى لإفشال العمل ليكون هو البديل الناجح، والحقيقة هذا أسلوب الفاشلين، ولن يؤدي سوى لمزيد من الفشل العام والخاص، ويقدم صورة مسيئة لصاحبه.
صمت غريب للشرعية عن كثير من الإخفاقات، عن بعض مواقع الخلل، عن الفساد المستشري، عن المؤامرات التي تحاك ضدها، عن تحركات تستهدفها، شيء معيب في ما يحدث للمواطن في الأحوال المدنية، البيروقراطية الإدارية التي أثقلت كاهل المواطن، عندما لا تتوزع المهام وفق الاختصاصات وتتركز في فرد، وهذا الفرد يتواجد بالمزاج مخل بالدوام الرسمي، وعلى المواطن أن ينتظر لسعادة الأخ المحتكر للمهام ليوقع له ورقة.
عجز الدولة بشخصيتها الاعتبارية عن صرف البطاقة الشخصية لمواطن يمني منتظر لأشهر بل لسنوات للحصول على بطاقة هوية، ومن الغريب والعجيب سهولة الحصول على جواز، بورقة فيها الرقم الوطني تستخرج(500) ريال دون سند استلام رسمي، وما أكثر الإيرادات التي بغير سند رسمي، من حقنا أن نسأل أين تذهب هذه المبالغ، أذا كانت إيراد دولة لماذا لا يصرف سند قبض ؟
ويستحسن أن تضع قائمة بالرسوم الرسمية المطلوبة وتعمم على الجميع، وأي إيرادات خارج هذه القائمة تعتبر غير قانونية تعرض صاحبها للمحاسبة.
تلك مضامين شكاوى الناس، نوصلها للمعنيين، وخاصة التعيينات الأخيرة للوزارة من وكلاء ومدراء عشم المواطن فيهم خير بما عرف عنهم من نزاهة وحزم، وخبرة في التعامل مع المواطن لتسهيل المهمة.
هذا مجرد مثال لكثير من المرافق كالضرائب والجمارك ومصادر إيرادات الدخل القومي للدولة التي يتقاسمها بعض الفاسدين والمبتزين مع الدولة، وللأسف ممن يرفعون شعارات وطنية للابتزاز ولي الذراع، وهم يلهطون ما يمكنهم لهطه من أموال الدولة، باسم الجياع والفقراء والمرضى والمحتاجين .
المواطن يشكو ويئن، ونحن نسمع أنينهم وشكواهم وما علينا غير البلاغ، حرصاً على المواطن وعلى الدولة لتحسين الأداء والإشارة لمواقع الخلل وبؤر الفساد عسى أن يكون خير في الإصلاح.