نطمح بالانتقال للمستقبل، ونعجز في استكمال ما نخطه في مراحلنا الانتقالية، فشلنا في إدارة الوحدة بنظام ديمقراطي وشراكة حقيقية، ولازلنا عاجزين في استكمال مرحلة انتقالية لترسيخ دولة ضامنة للمواطنة، فشل في استيعاب دروس وعبر الماضي وتجاوزه، في استخدام أدوات الانتقال، في إيمان الساسة والنخب أدوات الرهان بثقافتهم وقناعاتهم وأفكارهم بمشروع التحول والانتقال.
لا خطى ثابتة للأمام ونحن ننظر للخلف، لا تقدم دون تركيز الاهتمام بالقادم، دون البحث عن أدوات النجاح والمستقبل، في حسن الاختيار، والاهتمام بالبنية كأساس لعملية التحول والانتقال.
أدوات المستقبل هم الجيل الصاعد، هم أطفال اليوم وشبابه، هم البنية التي نصنعها لتكون أساس بناء مستقبلنا، هم من سيحملون راية الأمة ويتولون قيادتها والذود عنها، وبقدر سلامة عقيدتهم وقوة إيمانهم، وسمو أخلاقهم، وصلاح تربيتهم؛ وحرية تفكيرهم، وما يحملون من أفكار وثقافات، تلك البنية المصانة والمحصنة من شوائب وفساد الماضي، من التخلف والجهل والمرض، بنية صحيحة معافاة، عقل وجسد، جيل مدرك للحقيقة مستوعب الواقع واسع التطلعات والآمال، حر الإرادة، قوي وقادر على تحطيم جدران وقيود الماضي العفن، العلم وسيلته والحرية إرادته والعدالة لغته والديمقراطية سلوكه والحق ثقافته، قارئ جيد للأحداث، وباني بارع للمواقف والاختيارات، لا يقبل أن يكون تابع.
إذا أرادت أن تقتل أمة عليك العبث بعقول وأجساد أطفالها وشبابها، واختزال اهتماماتهم بأيدلوجية، وتقيد عقولهم بخرافات وخزعبلات،تركهم ضحية سهلة للفراغ للمخدرات للإرهاب، وحرمانهم من الحرية وممارسات مواهبهم وأهمها الرياضة والفن والإبداع والابتكار والاختراع، وتحجيم تطلعاتهم، فلا تتسع لأكثر ما يرد لها الساسة، والكبار، عبث في الجيل حينما تحمله ثقل الماضي السياسي وأحقاده وضغائنه وصراعاته، عندما يراد له أن يأخذ بثار لا علاقة له به، وينغمس في وحل الماضي المتناحر والعفن.
صعوبة الانتقال للمستقبل، هو عجزنا على تربية وتعليم جيل صحيح البناء معافاة النفس والعقل جدير بالمسئولية والنهضة، غير مثير للشفقة، هو قصور في التربية والصحة والرياضة والفن،وعدم إدراك المسؤولية الملقاة على أكتاف المربين في الأسرة والمجتمع من أباء وأمهات واختصاصين تربية ونفسية ورياضة وفن.
هو حسن إدارة صناديق وميزانيات نهضة الأمة، و وضعها في أيادي أمينة وكفؤا، قادرة أن تنتج، كصندوق النشء والتراث، ليثمر المجتمع، بالمهارات الفردية والجماعية وصقلها، لتنير العقول وتغذي النفوس بكل جميل وحر، لنضخ الحياة في شريان المجتمع بالقدرات والمهارات والمواهب لتجد مكانها في قمة السلم الاجتماعي واهتمام الدولة.
عدن غنية بالمواهب، وهناك جهود حثيثة من قبل الكثير من الشباب، والمنظمات، لكنها تصطدم بواقع معطل، وعقلية الماضي البائس المعيقة للانطلاق، فرق رياضية وثقافية وفنية شعبية، تحاول أن تخلق شيئاً في واقع منهار وبيئة مشوهة، تحاول أن تنتشل الشباب والأطفال من السلبية للايجابية في رعاية وتربية وصقل مواهب الجيل الصاعد رياضياً وثقافياً وفكرياً وفنياً.
كمثال لا الحصر، نادي الاتحاد الرياضي والثقافي في المنصورة ريمي والدرين ونجو مكاوي وعبد العزيز، بقيادة الشاب الرائع والناشط الاجتماعي الكابتن رامي سعيد، يبذل جهودا طيبة في رعاية شباب وأطفال الحي، ينتشلهم من واقعهم المزري، من خبائث الفساد الاجتماعي والثقافي، ليجعل منهم بنية صحيحة للمستقبل المنشود، لكنه يصطدم ببيروقراطية إدارية في مكتب الشباب والرياضة، وصندوق النشء المخصص لكذا نشاط، حيث يفتقد للدعم السخي لنشاط هذا النادي، مما يعيق الكثير من برامج وفعاليات أنشطته.
للأسف عندما يصدم المبدعون بواقع سياسي سلط على مؤسساتهم الإبداعية رجال سياسة لا علاقة لهم بالنشاط والمهارة والرياضة والثقافة والفن، لا يقدرون إبداع ودور الآخرين، ليتحولون لمعطلين، ومبذرين للأموال الخاصة بالنشاط الرياضي والثقافي والاجتماعي في أمور تافهة، سفريات و وفود ونثريات، بينما النشاط الحقيقي يفتقد للدعم، أو تقام فعاليات شكلية موسمية، لا تقدم شيئا ايجابي يذكر على ارض الواقع.