حربٌ مثخنة بالجرائم الإنسانية، ما جعلها أكثر بشاعة وقذارة في حروب العالم منذ سنوات، أنها حرب الحوثي على كل اليمنيين، استدعت كل شياطين الداخل والخارج، منذ الانقلاب الحوثي على الشرعية ومخرجات الحوار، وصحيفة الانتهاكات تتضخم يوماً بعد يوم، الدماء تخضب الأرض الطاهرة، جرائم تستثمرها أطراف الحرب، وما أقذر المستثمرين لدماء الضحايا . الجريمة البشعة لسوق السمك وبوابة الطوارئ مستشفى الثورة في الحديدة، دليل واضح لقذارة هذه الحرب وانحطاط أدواتها، هو الإرهاب بحد ذاته لفرض واقع سياسي على الناس تقبله، نحن ننتظر التحقيق العادل لكشف المتورطين، رغم أن المؤشرات الأولى تؤكد تورط الحوثي في أجزءا من الجريمة، ولا نبرئ التحالف هو جزءا من هذه الحرب العبثية، ومدان في عدد من جرائمها. الكل يعلم أن الحوثي وإعلامه المضلل مفلسون، من كثرت هزائمهم، ويحتاجون لسيناريو الجرائم للحشد والتضليل، وغير مستبعد أن يكونوا هم المخططون للجريمة، وتوريط التحالف، بمن يقدم الإحداثيات، من يحدد الهدف، وباستخدامهم للساكنين كدروع بشرية، وبالاحتماء بالتجمعات والأحياء السكنية، متورطون في تحويل المرافق والمساكن والمتنفسات لمخازن للسلاح، لثكنات عسكرية، لمواقع مستهدفة، واستهدافها يضر الساكنين حولها والعابرون في طريقها، وهم يعلمون ذلك علم اليقين، بل هي جزءا من سيناريو مخططاتهم العبثية كعصابة لا تهتم لغير السيد وقناديله والبقية قرابين ضحايا يقدمهم لبقائه على الحياة و وهم النصر المؤزر. في هذا الزمن الرديء، صار الموت تكتيك والإرهاب إستراتيجية، ووسيلة إكراه، لفرض أمر واقع، يخدم أجندات أطماع، صار الموت للتخويف والترهيب للركوع والخنوع، والاستسلام، موجهاً لهذا الشعب المنقسم على ذاته، بين قاتلة و قاتلة، بين أطماع وأكثر طمعاً. حرب قذرة تستدعي ما هو قذر، لتتصدر المشهد طفيليات وفيروسات الموت، في صراعها مع المشروع الوطني الذي يجمع ويوفق الناس تحت مظلة الدولة الضامنة للمواطنة والحريات والعدالة. المتهم اليوم هو المعني برفض الآخر، وإغلاق نوافذ الحريات، ورافض القبول بالرأي الآخر والفكر الآخر، رافض التعايش والتسامح كثقافة وسلوك، ويعتمد اعتماداً كلياً على العنف، وسلب حريات الناس وتهديدهم وإخضاعهم لواقعة كفرض أمر، هو المعني اليوم باستمرار الحرب وانتهاكاتها، والدمار والخراب وانهيار وطن وانحطاط قيم وأخلاقيات، وتدهور اقتصاد، وانتشار المرض والفقر والجوع، هو المعني بالموت بالصاروخ الحراري أو قذائف الهاون،أو بصواريخ الطيران والباليستي، هو المعني بشرخ الاجتماعي والوطني والسياسي في البلد، والانتهاكات الإنسانية الجسيمة، هو ذاته صانع الحرب ومدبرها ومستثمر دماء الضحايا وانتهاكات أطرافها، هو وحده القادر على إيقافها أو الحد من انتهاكاتها، هو المستفيد من كل نتائجها، يعتقد أن انتهائها موت له وحسابا عسير ينتظره، وضع الجميع في مأزق لا خيار بغير النصر، ويهزم الحوثي شر هزيمة .
أحمد ناصر حميدان
انتهاكات الحرب 1243