;
أحمد ناصر حميدان
أحمد ناصر حميدان

حرب تستهدف الدولة الوطنية 1209

2019-04-07 04:08:31

أنا كمواطن يمني، يعيش على أرضه وبين ناسه، وبلدي يتعرض لمؤامرة إقليمية وبدعم دولي، فقدت أكثر من نصف زملائي، وعدداً من جيراني وأقاربي، وكل يوم يموت الكثير.. بلدي تعصف به الحرب منذ خمس سنوات, وفيه الناس تجوع، وتعطش، وعُرِّض لهجوم شرس لوباء الكوليرا والملاريا وحمى الضنك، ولا رحمة وشفقه من الجيران والمنظمات الدولية والأمم المتحدة. صحيح أننا ثرنا نطمح ونتطلع لدولة محترمة، ترفع من شأننا بين الأمم، ثرنا لنستعيد سيادتنا وإرداتنا كشعب من طغمة سلبت مقدرات البلد وعبثت بخيراته وأعاقت نهضته ومستقبله، وقررت توريثه للأسرة والسلالة، ثرنا لنتخلص من منغصات الإرهاب والانفلات والعصابات التي تعكر صفو البلد وتجعل منهم مصدر قلق وعدم استقرار للمنطقة والعالم، بل وكراً للعصابات والإرهاب والتهريب لكل ما هو ممنوع ومحرّم. عندما شعر النظام بنهايته، استدعى الجيران في مبادرة خليجية، لم نرفضها وتعشمنا خيراً بالأخوة في مساعدتنا لتوافق آمن يقينا الحرب الأهلية، ويقي المنطقة والعالم من تداعياتها. وأصارحكم الأمر، أن الكثير- وأنا أحدهم- تشاءمت من هذا التدخل، فاليمن- على مر السنين- تعاني من الأنظمة الأسرية في المنطقة، وتعمل- بكل السبل- لتجعل حكامها أتباعاً ولاؤهم لهذه الدول أكثر من الوطن، وكنا نشك في دعمهم للدولة الوطنية التي ننشد، نشك في دعمهم للديمقراطية، وفعلاً تفاجأنا بالانقلاب على كل مخرجات الحوار الوطني، التي رسمت استراتيجية الوصول للدولة الوطنية التي تستوعب الكل وبأدوات محلية، أجمل ما في الحوار هي الأفكار والرؤى التي تغلبت على العنف ووضعت القيود والضمانات لجعل العنف في سلطة الدولة لمحاربة الخارجين عن القانون والنظام وحماية مكتسبات البلد. وكان الانقلاب بدعم إقليمي وتواطؤ دولي، انقلاباً على التسوية وهي تحت رعاية دولية وإقليمية، انقلاب وممثل الأمم المتحدة بن عمر يتابعه خطوة بخطوة، سفراء العالم والإقليم في صنعاء، وهل يعقل أن تتحدى جماعة طائفية العالم بكذا انقلاب دون دعم، وتم تسليم كل القوات الأمنية والعسكرية لهذا الانقلاب. ولولا تمادي الانقلاب وخروجه عن المخطط المرسوم وتجاوزه الخطوط الحمراء ليصل لعدن، لما تدخل التحالف، تدخلاً لا يعني دعم الدولة الوطنية وترسيخ الديمقراطية، بل تدخل الطامع والعابث، الذي جعل من الحرب وسيلة لتدمير اليمن بكل مقدراتها والإنسان فيها، تدخل ليجعل من اليمن بلداً مريضاً منهكاً ومدمراً يحتاج لقرون من التعافي، واستعادة روحه وسيادته وكرامته. هذا التحالف، لم يدعم مؤسسات الدولة، بل عمل على تشكيل مكونات عسكرية ذات طابع طائفي ومناطقي، وتقسيم الناس لجمعات طائفية ومناطقية متناحرة تقتل بعضاً وتنتهك أعراض وكرامة وآدمية بعض، مسمى الجيش الوطني تعتبره كابوساً، فكلما حقق انتصار استهدفتهم بالضربات تحت أخطاء في الإحداثيات، ويمكن القول إن الاستهداف من هذا النوع، ذو استراتيجية ومخطط متقن، مع استهداف للقوى الوطنية في الداخل كصالة الأعراس وغيرها، استهداف القوى الوطنية الدعمة للدولة الوطنية . اليوم.. الشمال مليشيا متطرفة والجنوب بالمثل، وبدعم إقليمي، والقوى الوطنية لا دعم لها تحارب وتتهم وتطارد، واليوم يستهدف الصحفيون الداعمون للدولة الوطنية والديمقراطية، وباتت المليشيات في الشمال والجنوب أدوات لضرب تلك القوى.. هناك حرب تشن في اطار الحرب القائمة حرب على القوى الوطنية، حرب أنشأت لها مكونات طارئة تدير سجوناً سرية وعملية اغتيالات، وانتهاكات مختلفة لضرب كل وطني غيور على البلد بمسميات عدة . أوقفوا الحرب.. لم تعد حرباً ذات مصلح وطنية، بل حرباً لمزيد من الخراب والدمار، ضحاياها الناس والوطن والمستقبل والدولة الوطنية .

الأكثر قراءة

الرأي الرياضي

كتابات

كلمة رئيس التحرير

صحف غربية

المحرر السياسي

سيف محمد الحاضري

2024-10-14 03:09:27

القضاء المسيس ..

وكيل آدم على ذريته

أحلام القبيلي

2016-04-07 13:44:31

باعوك يا وطني

أحلام القبيلي

2016-03-28 12:40:39

والأصدقاء رزق

الاإصدارات المطبوعة

print-img print-img
print-img print-img
حوارات

dailog-img
رئيس الأركان : الجيش الوطني والمقاومة ورجال القبائل جاهزون لحسم المعركة عسكرياً وتحقيق النصر

أكد الفريق ركن صغير حمود بن عزيز رئيس هيئة الأركان ، قائد العمليات المشتركة، أن الجيش الوطني والمقاومة ورجال القبائل جاهزون لحسم المعركة عسكرياً وتحقيق النصر، مبيناً أن تشكيل مجلس القيادة الرئاسي الجديد يمثل تحولاً عملياً وخطوة متقدمة في طريق إنهاء الصراع وإيقاف الحرب واستعادة الدولة مشاهدة المزيد