رمضان على الأبواب، والناس تعيش وضع معيشي بائس، رواتب لا تفي بمتطلبات أدنى مستوى من الحياة كبشر، وماذا قدم لهم التحالف والحكومة الشرعية، وأذناب التحالف من قوى تزيد من مأساتهم، بنهب إيرادات الدولة ومضاعفة الضرائب والإتاوات على السلع والتجار لتنعكس على المواطن. أنا كمواطن لا أجد أن التحالف ولا المجتمع الدولي يخدمني، بل يزيد من حجم التحديات لدي في صعوبة الحياة والتطلعات للمستقبل، التحالف يتحالف اليوم مع الفساد، وقوى العنف، ومليشيات العبث، ضد الشعب والمواطن وتطلعاتهم للمستقبل. نندهش عندما نسمع تقارير عن الدعم والأموال المهولة التي صرفت وتصرف، ولا نرى لها أي اثر على الارض وعلى الناس، تذهب لجيوب الفاسدين والسياسيين العابثين بوطن، لازالت إلى اليوم اللجنة الخاصة تدعم نفوذ ومشائخ وأعيان وسياسيين ومتسلطين ومليشيات، وكل تلك القوى المدعومة هي أساس إعاقة الدولة الوطنية، بما يؤكد أن التحالف يسعى لفرض دولة مرتهنة له، ضعيفة هشة محقونه بعدد من الأمراض الاجتماعية، كل ذلك ليبقى الوطن تحت السيطرة. تعشمنا خيرا بانعقاد مجلس النواب، قلنا تلتئم مؤسسات الدولة، ويتمكن تحالف القوى الوطنية من تصويب مساره السياسي، لتصويب الشرعية في معركتها مع الانقلاب واستعادة التحول لمستقبل منشود. لكننا صدمنا بأن انعقاد المجلس كلف ميزانية، لو صرفت لصالح الناس لتحسن حالهم ومعنوياتهم ومعركتهم المصيرية، كم تعتقد دفع للرأس الواحد كي يحضر يومين لاجتماع مجلس في مسرحية سدل ستارها فجأة، دون أن يكون لها أي أثر على الناس والأرض والشرعية، غير إحباط وتدهور معنوي للجنود في الجبهات. مبالغ مهولة تنثر لشراء الذمم، وتمكين قوى العنف والتخلف الرافضة للتغيير, على قوى الفكر والتنوير، صاحبة المصلحة الحقيقية بالتغيير والتحول المنشود، وها نحن نرى اليوم من يتصدر المشهد، القوى التي تحمل مشاريع تمزيق وتشتيت وحقن المجتمع بالأمراض, ودعمهم رغم فسادهم الواضح للاعيان، الجيش نصفه وهمي، ومؤسسات منخورة فساد, بينما تحارب قوى التنوير والتعافي والنزاهة والدولة الوطنية، اتحادية كانت أو دولتين أو دولة واحدة، هذا لا يهم لأن الشعب هو صاحب هذا القرار، في وضع صحي يستفتى، الحاصل أن البلد يتمزق لصالح قوى الارتهان والتبعية، يباع قطع أرض للطامعين فيه، تحت مسميات الحرية والاستقلال. ماذا عمل التحالف والمجتمع الدولي للمواطن المغلوب على أمره في بلد منكوب، كل الأرقام المالية التي تذكر بالتقارير والأخبار والمنظمات، البرمجندة الإعلامية المرافقة للإغاثة والدعم والإيواء، وتصب في نفس الاتجاه شراء ذمم ونثر أموال لترويج شيء لا أثر له على الأرض، وإن وجد أثر هو مجرد فتات لا يساوي شيئا أمام ما يصرف للعاملين عليها والمروجين لها. رمضان قادم، والجيش بدون رواتب إلى اليوم، ومطلوب منهم حسم المعركة، والجبهات تنهار, والمدنيون في وضع سيء، رواتبهم لا تساوي شيئا أمام المعيشة وارتفاع الأسعار، والمتقاعدين حدث ولا حرج، قبل كم عام اتخذ قرار زيادة رواتب العسكرين 100%، وتعشم المدنيون والمتقاعدون منهم خيرا، فلا خير من فساد جاثم على صدورنا.. التربويون يصرخون ظلما، والمتقاعدون محرمون من أبسط حقوقهم، كم هائل من الظلم والقهر على موظفين محالين للتقاعد وفق الأجلين لم تتمكن الحكومة من حسم قضاياهم وإنصافهم، ونسمع زيادة لرواتب شرائح رواتبهم عالية، البلد معظم مجتمعه تحت خط الفقر، بينما شريحة بسيطة تزداد ثراء وبذخا وتسلطاً وهيمنة بدعم إقليمي ودولي. مسكين هذا الشعب يبحث عن قشة نجاة من واقعه البائس، وفقره المدقع، لا يطلب شيئا غير تحسين مستواه المعيش ليعيش كبني آدم، في مستوى معقول يحفظ كرامته ويلبّي حاجته في البقاء حياً يرزق ويصونه من الوباء والأمراض الفتاكة، والرزق عند الله الذي لا ينسى عباده، لكن الفساد يلتهم كل شيء، ويبخل على الموطن نسبة معقوله مما يصرف، يحسن حالته المعيشية ويحفظ له آدميته. رمضان على الأبواب، والله سبحانه وتعالى يقيد فيه الشياطين، متى نستطيع تقييد الفاسدين ومستثمري مآسي الناس، وناهبي الإيرادات والثروة والباسطين على الأرض والخيرات، والمتسلطين على رقاب الناس من مليشيات وسلطة يأكلون حقوق الناس ومستحقاتهم، عائشين عيال حرام وسيموتون أولاد حرام.
أحمد ناصر حميدان
رمضان قادم... والبؤس ومعاناة الناس 1271