خطاب المهندس/ أحمد الميسري، شفاء غليل كل المهمومين والغيورين على الوطن, وبالذات عدن والجنوب وهما يتعرضان لمزايدة سياسية, ترفع شعارات وتمارس قذارات.. اللقاء التشاوري- الذي حضره الميسري وقدّم خطابه الصريح الواضح في تحديد مكامن الخلل والاعوجاج، وأعلن من منصته تصحيح العلاقة بين التحالف والشرعية, في المعركة المصيرية، وإدارة المناطق المحررة، واللعب على التناقضات، واستخدام أطراف سياسية ضعيفة أمام المال ومغريات السلطة- رسائل قوية وجهها للداخل والخارج، فيها همّ وغيرة وطن، وتطلعات وآمال أمة، حدد فيها أن لليمن رجالاً أوفياء وصادقين، ولا مكان فيها للأيادي المرتجفة، والمشاريع الأنانية والصغيرة التي لا ترى غير مصالحها، والعلاقات التي تخدم تلك المصالح على حساب وطن ومستقبل أمة.. ركز على أن الديمقراطية خيار لا رجعة عنه، والشعب هو صاحب القرار ومصدر السلطات. اللقاء التشاوري لم يكن حدث الساعة، بل هو تتويج لجهود الغيورين على هذه المدينة في (الحركة المدنية الديمقراطية), التي شكلها عدد من أبناء هذه الأرض الطيبة وبدعم وتوجيه وإشراف الشيخ/ هاني اليزيدي- مدير مديرية البريقة- كانت ضرورة لتجمع الناس على كلمة سوى لمناقشة قضايا وهموم ومعاناة مدينتهم عدن، وإيجاد مخارج عملية.. استمرت اللقاءات كل يوم سبت من كل أسبوع، نوقش فيها قضايا الأمن، والاغتيالات، والسجون والاعتقالات والمخفيين قسرا، والأراضي والبسط والسطو، والقضاء والنيابة، وخدمات الكهرباء والماء والمجاري والصحة وحركة السير ومخاطر عدم الانضباط والمركبات الغير مرقمة وسياكل النار (المُتر)، تخلل هذه اللقاءات حوار بين المعنيين والمواطن وجهاً لوجه، بحث الأسباب والدواعي، مكامن الخلل والعلل، ووضع الحلول والمخارج، وشكلت لجان للمتابعة والنزول الميداني، توجت هذه الجهود باللقاء التشاوري، الذي قدّم جملة من التوصيات والمخارج لتستعيد عدن مدنيتها ورونقها ومكانتها في الوطن اليمني والإقليمي.. بمعنى أوضح تكسير كل القيود والوصايا على عدن، تحرير موارها ومؤسساتها الإرادية، ومحاصرة العابثين بالحياة فيها تحت مسميات عدة وطنية وفي باطنها مؤامرة خبيثة، كانت كلمة الميسري معبرة عن تطلع الحركة المدنية الديمقراطية، بالعبارة الشهيرة التي أطلقها (عدن لن تستظل بمظلة القرية)، كما أكدنا- سابقا- أن عدن من يدخلها عليه أن يخلع قريته في ضواحيها ويتمدن ويندمج مع نسيجها، مشكلتنا في عدن من يريد أن يجعل عدن قريته. هذا ما تحتاجه اليمن اليوم، مواطن لا يصمت ويعبّر عن مكنوناته عن معاناته وأوجاعه، ومسئول يحس بهذا الوجع ويسند هذا الموطن، ومن موقعه يرفع صوته عالياً، معبراً عن تطلعات الناس وآمالهم، البلد تريد رجالا غيورين وأحرارا، مسؤولين أقوياء رجال دولة ونظام وقانون، رجال الديمقراطية ثقافتهم، والحرية أفكارهم، والوطن غيرتهم، والصالح العام فوق كل مصالحهم . البلد لا تريد إمعة، مرتهنين تابعين، يعملون موظفون مع من يدفع لهم، ضد مصالح وطنهم وأمتهم، لا تحتاج لمتعصبين مناطقيين ولا طائفيين، ولا راديكاليين متطرفين للحزب والايدلوجيا، ولا حاقدين ومنتقمين، يبحثون في قمامات الماضي عن مبرراتهم في عبث الحاضر، لا تحتاج البلد لمعتوه يصرخ معلنا أنه عنصري ابن عنصري، دون خجل لا من المجتمع الدولي والا الإقليمي ولا شركائه في الوطن، الوطن يحتاج للأخيار الذين يسعون لردم الهوة و رأب الصدع، وترميم جسور الثقة وحسن النوايا، والتقارب والتصالح والتسامح لوطن يستوعبنا جميعا .
أحمد ناصر حميدان
عدن لن تستظل بمظلة القرية 1218