;
أحمد ناصر حميدان
أحمد ناصر حميدان

المعلم ضحية الفاسدين 1185

2020-02-17 01:54:10

حذرنا ونبهنا من اضراب المعلمين دون وعي نقابي وحقوقي ينظم ذلك الاضراب , ويضع البدائل والمخارج , لان الاضراب بحد ذاته مجرد وسيلة لا غاية , وسيلة ضغط تنبه الجهات المعنية بحقوق الناس , مع مراعاة ان تلك الحقوق مرتبطة بواجبات , ومن يفرط في واجباته يخسر قانونية حقوقه .

مهمة الاضراب محدودة , لا تتعدى كم يوم , هي مجرد وسيلة ضغط في اتجاه التفاوض مع الجهات المسؤولة , وهنا يأتي حنكت ومهارة المفاوض في انتزاع نسب من الحقوق و وضع مخارج , وسيلة ضغط قانونية , تسقط مجرد ما تفقد قانونيتها , وتفقد قانونيتها عندما تتحول لضرر عام , وتبدأ تشكل مصدر قلق على الواقع والمستقبل .

مشكلتنا في هذا البلد لا نهتم بالكفاءة والاختصاص , مجرد ما ان يشعر طرف بقدرة على اخضاع الناس , يخضعهم بل يقهرهم , ويفرض بالعنف عليهم قوى عدمية الكفاءة والاختصاص , ينشئ كيانات نقابية ومنظمات مدنية وحقوقية تفتقد للكفاءة والاختصاص والخبرة , تتميز بالحماس والتهور والتعصب له ولقناعاته , ومنفذ جيد لأجنداته , مش مهم قانونية وشرعية تلك النقابات , المهم انها تمثله وتنفذ مخططه , وبدلا من ان تكون حلا ومخرجا , تتحول لمشكلة ومعضلة , تزيد من حجم المعاناة وتأزم وتعقد المشكلات , في تسييس للواقع والمعاناة والازمات .  

يمكن ان يتقبل الناس نقابة حتى وان فرضت عليهم , كما فرضت نقابات حزبية من السابق , المشكلة تكمن في من لا يقبل تداول الآراء مع الاخرين , ويجعل من قراراته محل اجماع ويراعي قانونيتها واخلاقيتها بحيث لا تضر المصالح العامة والحق العام والاخرين , تتحول كل قراراته وحماسه لعبء ثقيل على كاهله وكاهل المجتمع , يضعه في موضع لا يحسد عليه , بين الوعود والنتائج , واذا بالمتصلب بالراي واللامبالي بالتبعات والغير مهتم بالصالح العام لا يشعر بهذا العبء, فيستمر في غيه و اللامبالاة بالنتائج , فيزيد من حجم التراكمات وتعقيد المشكلات , ويفقد القضية عدالتها واخلاقياتها ,لتعطي الناس شعورا انههم مستهدفين و تستهدف حياتها ومستقبل اولادهم , بينما نحتاج لوعي وعقلانية تستشعر الخطر بالصالح العام , وتتنبه للغضب الشعبي الذي سيلعنها , والبدء بالتفكير بمخارج من المأزق , لأهمية بقاء القضية حية واخلاقية وعادلة .

لاشك ان المطالب عادلة واخلاقية , ولا خلاف ان في التعليم سحر نهضة الامم , وان المعلم هو باني تلك النهضة , جوهر المشكلة فكري واخلاقي اكثر مما هو مادي , المادة عامل مساعد , والفكر هو الاساس , والدولة التي ترعى هذا الفكر النهضوي , أي ان الخلل في القمع الفكري الذي لا يريد للتعليم ان يتعافى ولا للمعلم ان يلعب دور محوري في النهضة , لخوفه من تحرير العقل , وهذا القمع لا يمكن ان يرعى دولة ضامنة للفكر النير , قمع الثقافة القائمة اليوم , ثقافة الفكر الواحد وكراهية الاخر , ثقافة الاتهام والتخوين والتصنيف والفرز المناطقي والطائفي , ثقافة استغلال واستثمار المعاناة لأجندات سياسية وصراعات سلبية مدمرة .

المحامي الفاشل , قد يسبب خسارة موكله , ما حدث في مناطق سيطرة الحوثين من تصلب للراي وتعصب للمواقف , يدفع اليوم الموظف نتائجه , في فقدان الراتب , والمعلمين في تلك المناطق , يستلمون نصف راتب كل ستة اشهر , والشماعة الحكومة ,بينما النافذين كروشهم تتورم تخمة , والخوف ان تصل بنا تلك العقلية التي تصنع الازمات وتثير النزعات في عدن والمناطق المجاورة , لنفقد الراتب الحالي ,ومصدر التموين وحينها لن ينفع الندم .

انا لم استوعب اضراب في حالة غياب واضح للدولة حقيقية على الارض , في حالة بلد يبحث عن مخرج وتحول منشود , في ظل حكومة تسيير اعمال موقته , دون مراعاة لإمكانية البلد واولويات المسائل , اذا تحول سحر النهضة بيد مشعوذ , فلن يكون غير وصفة من الخزعبلات والطلاسم التي تسحر الناس , وهي تثير فيهم الفتن وتمزق اوصارهم , لهدف السيطرة عليهم موقتا لتنفيذ اجندات لا علاقة لها بأخلاقيات وعدالة القضية , وتعطل مسار التحول والدولة التي ننشد .

ومن ثم من المسؤول اليوم عن تعافي البلد ؟, واين تذهب ايرادات هذا البلد ؟ ولماذا تعجز الحكومة منذ خمس سنوات واكثر في اعداد موازنة تستوعب كل تلك الاستحقاقات؟ منذ حكومة بن دغر , نحتاج لشفافية في الطرح والتحليل العقلاني لنصل لجوهر الخلل ونبني حلول منطقية , فالبلد صار وحل من الفساد الكل غارق فيه وبدعم التحالف نفسه .

نريد ان نرى النزاهة والبراءة , بحكم السيطرة على الارض , والقوة التي ترفع اليوم ويهدد بها , نريد برهان واقعي عن المسئولية , بدلا من الضغط على حكومة فاسدة , اضغطوا باتجاه ضبط ايرادات الدولة وتفعيل مواردها , لتصب في موازنة عامة تستوعب تلك الاستحقاقات , بتفعيل مؤسسات دولة كانت رقابية ومحاسبية وتنفيذية , دون اي تفريخ لمؤسسات خاصة تراقب الاخر وتغظ الطرف عن فساد ومساوئ المسيطر , ليعرف الناس من هو الفاسد الحقيقي , وهم يشاهدون استثمارات ومباني تعمر وكروش تثخن وخدود تتورم ونعمة تبرز بليلة وضحاها .

استعباط عقول الناس مثير لغضبهم ومستفز لحريتهم , فهم على علم بشرفاء مكة من سعيد اليهودي , في واقع يعيشونه .

الأكثر قراءة

الرأي الرياضي

كتابات

أحمد عبدالملك المقرمي

2024-11-10 01:36:58

تكتل وطني منشود

كلمة رئيس التحرير

صحف غربية

المحرر السياسي

سيف محمد الحاضري

2024-10-14 03:09:27

القضاء المسيس ..

وكيل آدم على ذريته

أحلام القبيلي

2016-04-07 13:44:31

باعوك يا وطني

أحلام القبيلي

2016-03-28 12:40:39

والأصدقاء رزق

الاإصدارات المطبوعة

print-img print-img
print-img print-img
حوارات

dailog-img
رئيس الأركان : الجيش الوطني والمقاومة ورجال القبائل جاهزون لحسم المعركة عسكرياً وتحقيق النصر

أكد الفريق ركن صغير حمود بن عزيز رئيس هيئة الأركان ، قائد العمليات المشتركة، أن الجيش الوطني والمقاومة ورجال القبائل جاهزون لحسم المعركة عسكرياً وتحقيق النصر، مبيناً أن تشكيل مجلس القيادة الرئاسي الجديد يمثل تحولاً عملياً وخطوة متقدمة في طريق إنهاء الصراع وإيقاف الحرب واستعادة الدولة مشاهدة المزيد