عدن استيقظت مجدداً على عملية اغتيال بشعة أخرى، الضحية كان مدير فرع الأمن السياسي بمحافظة الحديدة، الدكتور ابراهيم حرد، منضماً إلى قائمة طويلة من الشهداء الذين استهدفتهم الإمارات، مستفيدة من البيانات التي هرب بها عمار محمد عبد الله صالح من صنعاء لتكون شاهدة على عدوانية رجال صالح وبشاعتهم.
ذهب العميد حرد ضحية عملية إرهابية غادرة كما وصفها الرئيس عبد ربه منصور هادي، وهذا يعني أن عدن سوف تظل مسرحاً لهذا النوع من الاغتيالات التي تستهدف رجال الدولة خصوصاً أولئك الذين تثبت أية صلة لهم بالتجمع اليمني للإصلاح الشريك في الحكومة.
لا تدع العملية الإرهابية الأخيرة مجالاً للشك في أن وزراء الإصلاح هم أهداف على قائمة الألوية بالنسبة للتشكيلات المسلحة التي تتحكم بها الإمارات وهذه المرة، لن تحتاج أبوظبي إلى بيانات عمار صالح عفاش، لأن الوزراء يمثلون الإصلاح.
لكن لن يكون عمار بريئاً من أية عملية مقبلة سواء استهدفت الوزراء أو غيرهم من رجال الشرعية، فهو اليوم، ووفقاً لمعلومات دقيقة، من يدير الملف الأمني تحت إشراف مخابرات أبوظبي، حيث استعت نطاق ولاياته لتشمل بالإضافة إلى الساحل الغربي والمحافظات الشمالية، المحافظات الجنوبية.
ويا لسخرية الأقدار فها هي الميلشيات الانفصالية تضع نفسها وخدماتها القذرة كجماعات قتل سياسي، رهن تصرف ضابط المخابرات السيء الصيت الذي ترك الحوثيين يقتلون عمه ولم يكن قادراً على تأمين السياج الأمني الذي بقي صالح يبنيه طيلة فترة حكمه ليحميه في اللحظة الحاسمة التي انتهى فيها مقتولاً بلا أمن وقائي ولا حراسة ولا فدائيين.
لم ينتج عهد صالح رجال دولة بل مقاولين سيئين، وفاسدين من النوع الذي تفرزه في الغالب الدول الأمنية والعقائد السياسية الشمولية التي تستبطن كراهية الشعوب وتعتبرهم أهدافاً أمنية حتى يظهرون ولاءً لا يخالطه خلق أو رجولة أو شرف.
ما من دليل أوضح من عمليات القتل هذه لنتأكد أن عدن غير مهيأة لممارسة دور العاصمة السياسية، ولن يكون بوسعها استضافة جلسة عامة لمجلس النواب، حيث تحتاج هذه الحكومة ثقة البرلمان ليصبح وجودها ودورها مشروعين من الناحية الدستورية.
القتل السياسي نهج إماراتي يمارس على الأرض اليمنية المستباحة، حيث تسكت الحكومة عن الإشارة إلى الجذر الإقليمي للجرائم الإرهابية، والتي توفر دلائل لا حصر لها بأن الذي يمارس الإرهاب في اليمن هي الامارات ومن يرتبط بها من مليشيات ومقاولين أمنيين على شاكلة عمار صالح عفاش.
باسم مكافحة الإرهاب يسيل دم اليمنيين ورجال الشرعية في مقدمتهم وتفقد عدن ميزتها كمدينة عشقها اليمنيون قبل أن تتحول إلى سجن كبير للتغييب والتعذيب.
