;
أحمد ناصر حميدان
أحمد ناصر حميدان

مأرب قلعة المعركة الوطنية 1107

2021-02-20 08:45:02

 

لا خلاف ان مأرب هي ما تبقى من قلاع المعركة الوطنية، التي لم تشوبها شائبة بعد، مصيبتها هي مصيبة البلد من تداعيات التدخل الخارجي، الذي يسعى لإدارة المعركة لأجندات بما يرعى مخاوفه من يمن التاريخ والحاضرة، كرقعة جغرافيا قابلة للتجديد والتغيير، تتنفس حرية واستقلال، لا تقبل الطاعة العمياء، والخنوع والاستسلام لأنظمة أسرية، وحكم الطاغوت.

معركة يستبسل فيها أبناء الأرض للدفاع عن ارضهم وعرضهم، عن عقيدتهم ومعتقدهم، عن قناعاتهم وافكارهم وتوجهاتهم، حيث لا مساومة فيما يؤمنون ويريدون.

shape3

ردود الأفعال المضطربة حول معركة مأرب، هي انعكاس حقيقي لواقع ثورة تواجه هجمة شرسة من القوى المضادة وداعميها الإقليميين والدوليين، هجمة تدير المعركة نحو صناعة قوى تلبي اجندات الداعمين الدوليين والإقليميين (التحالف) محل قوى تثير مخاوف مستقبل أنظمة الحكم في التحالف والمجتمع الدولي.

لمن يتساءل اين الشرعية، لم يدرك بعد ان الشرعية لم تعد غير هيكل يشرعن تنفيذ سيناريو معركة تخص الأنظمة الاسرية في دول التحالف، وهي تسعى لإعادة تموضع قواها في ذلك الهيكل، لتكن أكثر ضمانا لتنفيذ السيناريو، وأنهاك كل القوى الوطنية، الرافضة للتبعية والارتهان، بل تدمير إرادة تلك القوى على الأرض، وتجريدها من مقومات النضال والكفاح، لتكون النقطة الأضعف، بل الجزء الأكثر إنهاك، ليستسلم لأمر واقع يراد له ان يكون.

لم يكن إغراق الجنوب في مستنقع النعرات والنزعات، خارج نطاق المخطط، دون حقن وحقن مبرمج، يثير الروح السلبية، ويحطم إرادة الروح الإيجابية، بل ينتزع الأفكار الإيجابية من جذورها قبل ان تزهر حتى لا تثمر.

ما رأيناه من ردود أفعال صادمة لقوى وأفراد حول معركة مأرب، لم تكن صادمة للمتابع الجيد للمشهد الجنوبي وهو يتشكل من وقت مبكر، بل هي نتاج لاستقطاب إقليمي ودولي، وترتيب أوراق عفن الماضي، لتبديد مخاوف وقلق الإقليم من حاضر ومستقبل اليمن.

مخاوف وقلق له معاركه واتفاقياته وتحالفاته، في مجتمع منهك شعارات لم يرى لها أي إثر على الواقع، يرفع راية ترفرف فوق رؤوس لا تؤمن بها، ولا تعي قيمها ومبادئها وأخلاقياتها، للتحول لمجرد رؤوس لاعقل يرشدها، تثيرها العواطف والهواجس.

ما نراه ونستطلعه، هو نتاج طبيعي لفقد سترة النجاة من الرداءة والبلادة، وهي القيم والمبادئ والاخلاقيات، التي رماها البعض وسار في وحل من المخاطر دون ستره تنجيه منها، فوقع في هوة ما بين الأفكار والتوجهات والرؤى، الهوة السحيقة التي حالت دون إفراغ الذاكرة من سلبيات الماضي، وصار رقيق تلك السلبية المشحونة بالأفكار المغلوطة وتقديسها، يبني عليها مواقف واختيارات، وجعلته عاجزا على تحفيز ذاكرة إيجابية للتعامل مع الحاضر، للولوج لمستقبل خالي من الصراعات السلبية والإقصاء والتهميش والاجتثاث وأوهام السيطرة والتمكين على حكم الناس بالقوة والجبروت .

هذه السلبية جعلته أداة سهلة الاستخدام في معارك عبثية، لا تبقي ولا تذر، فيها يتمنى السقوط لقلاع تحميه من الأعداء، كمثل ذلك الجنوبي الذي يتمنى لمارب السقوط في يد الحوثي، وهي القلعة التي تحمي الجنوب من التمدد السلالي.

هذا التمني مبني على الشهوات والغرائز الخسيسة، وهواجس الرق الفكري المتعصب، الذي يتمنى ان يرى الاخر ذليل مهان، مستعد ان يتنازل عن المعركة الكبرى، في سبيل رغبات وهواجس صغرى هامشية، فانجر لمتاهات افقدته للرشد والإرشاد للقيم والمبادئ الإنسانية، التي تثير مشاعره الإنسانية والوطنية، من حب وتسامح وتصالح وتوافق واتفاق على رؤى مشتركة، وتعايش وعيش كريم.

لا خير في تحالف يحمل كل تلك المخاوف والهواجس من مستقبل اليمن، بقائه صار عبء على المعركة الوطنية، وسند للمعارك الهامشية الغير وطنية، التي تسعى لتفكيك البلد وتنهك قواه وتفخيخه مخاوفها وهواجسها، ليستسلم اجنداتها.

 معركتنا الوطنية يجب ان تعيد ترتيب أولوياتها، لتبدأ البداية الصحيحة بالتحرر من الارتهان والتبعية للخارج وأولهما التحالف، تحرير القرار السيادي من الوصاية، من اجل تحرير وطن وامة، بداية ترسيخ الروح الإيجابية في الحاضر للولوج لمستقبل وضاء منشود.

الأكثر قراءة

الرأي الرياضي

كتابات

كلمة رئيس التحرير

صحف غربية

المحرر السياسي

سيف محمد الحاضري

2024-10-14 03:09:27

القضاء المسيس ..

وكيل آدم على ذريته

أحلام القبيلي

2016-04-07 13:44:31

باعوك يا وطني

أحلام القبيلي

2016-03-28 12:40:39

والأصدقاء رزق

الاإصدارات المطبوعة

print-img print-img
print-img print-img
حوارات

dailog-img
رئيس الأركان : الجيش الوطني والمقاومة ورجال القبائل جاهزون لحسم المعركة عسكرياً وتحقيق النصر

أكد الفريق ركن صغير حمود بن عزيز رئيس هيئة الأركان ، قائد العمليات المشتركة، أن الجيش الوطني والمقاومة ورجال القبائل جاهزون لحسم المعركة عسكرياً وتحقيق النصر، مبيناً أن تشكيل مجلس القيادة الرئاسي الجديد يمثل تحولاً عملياً وخطوة متقدمة في طريق إنهاء الصراع وإيقاف الحرب واستعادة الدولة مشاهدة المزيد