عدن لازالت تدفع ضريبة مواقفها الوطنية والقومية , مواقف رفضها للكيان الاستعماري ( الجنوب العربي ) , رفضها منذ قرن على ان تكون بؤرة استعمارية صهيونية , تنفذ اجندات أعداء العروبة و ما تقوم به اليوم بعض دول الجوار , والترويج للتطبيع , وسياسة محاربة الإرهاب المشبوهة .
عدن تدفع ضريبة مواقف رجالا صدقوا ما عاهدوا الله والأمة العربية والإسلامية والحركة الوطنية اليمنية , مواقف لقمان وخليفة باهارون والمكاوي وقحطان الشعبي وسالمين ورفاقهم الأحرار في دعم الثورات التحررية والجمهورية , في الوطن والجزيرة , تدفع مواقفها كمنبر ثوري سياسي وثقافي وفكري , حينما احتضنت ورعت اول نواة عمالية تحررية , نضجت لتشكل روح الحركة الوطنية اليمنية كجزء أصيل من الحركة الوطنية العربية , تدفع ضريبة احتضانها ورعايتها النعمان والزبيري ودماج , وتبني صوت أحرار ثورة 48 م والمشاركة والتفاعل مع ثورة 26 سبتمبر وتفجير ثورة 14 أكتوبر , تدفع ضريبة التنوير والصحافة وفتاة الجزيرة وصوت الشعب والجماهير الغفيرة التي رفضت الاستعمار وأعوانه من الاقطاع والسلاطين الكمبرادور والكهنوت , والجهل والعصبية القبلية والعشائرية , والكراهية المناطقية والطائفية , وصراع المذاهب , والإرهاب الفكري والروحي , ورهاب محاربة الإرهاب السياسة الاستعمارية البديلة لسياسة فرق تسد .
عدن اليوم تتعرض لعقاب شديد من أعداء الامة , والمشروع الوطني والعربي والإسلامي , احيط بها مبكرا بطوق من الرجعية العربية , والكيانات المشبوهة الانتماء , التي تحمي مصالح الاستعمار والصهيونية .
احيكت حولها المؤامرات , واعدت المخططات , واجتياح عدن , هو اجتياح مبرمج بخبث , لجر عدن خارج عمقها الوطني ومشروعها القومي والعربي , هي أدوات مداره بخبث المستعمر , و واجهه حقيقة له , وما الحقن البغيض للكراهية لكل ما هو وطني يمني وإسلامي , الا تداعيات يراد لها ان تكون في مضمون المخطط .
عدن المارد الثقافي والفكري والسياسي والاقتصادي , يجب ان يكبل , ويعاق دوره الريادي في المنطقة , واليوم مكبل بعدد من الكيانات التي اسست , و رضعت من ثدي الحقد على عدن , وتاريخها العظيم , بعظمة المواقف وارث عدن , الذي من الصعب عليهم طمسه , سيظل يؤرق هواجسهم , واليم تثمر عنفا وتتوالد من رحم الكراهية والثارات والعنصرية .
ما يحدث في عدن من معارك عبثية , سيناريو الكوميديا السوداء , لإرهاب ورعب عدن , وتعكير السكينة العامة , وايصال رسائل ان عدن لم تعد تصلح لأي شيء , غير ثكنات عسكرية وعنف , وقتال شوارع , ونهب وبسط , واستحواذ وإقصاء وتهميش , وعشوائية وغوغائية وفشل , لقتل روح عدن و قدراتها وملكاتها , كمنطقة حرة وميناء عالمي , ونقطة وصل تربط العالم , أرادوا ان يغلقوا كل منافذ الخير لعدن , وتدمير ارث وتاريخ , وموقع استراتيجي , ومواصفات ربانية موهبة من ارحم الراحمين , باستخدام أدوات مريضة , قبلت التوظيف في برنامج اغتيال عدن وروحها الأخذ , ومكانتها العالمية .
البعض يتحمس بذاكرة الذبابة , على مستوى الزمن القريب لم يحاسب أي مجرم ارتكب جرم مشهود في عدن , لم يحاسب المتسبب في احداث الشيخ عثمان , ولا قاتل جندي على قارعة الطريق , ولا قتلت الشيخ الراوي , ولا ابن عدن البار ومحافظها جعفر محمد سعد , وكثير حكايات الانتهاكات والجرائم التي لا تحصى , وجريمة اشتباكات كريتر احداها , فالمجرم ابن اخ وابن عم , والصلح بينهم خير , والبضاعة ستعود لأصحابها بسلام , ويتولى الله برحمته الضحايا , والعوض على الله بالخسائر , انه زمن الرويبضة , حيث لا عدالة , ولا رحمة , ولا حرية , ولا مساوة , العصبية تطغي على كل ذلك وتفرغ الروح من قيمها واخلاقيات الحياة , وتعبث بالواقع , والضحية عدن الحضن الدافئ لكل المساكين والمسالمين , والصوت القوي للمظلومين والمقهورين , ويجب ان يعاقب هذا الصوت على تماديه بالتطاول على اسيادهم ( ارحل يا تحالف الشر ) , فحركو بيدق شطرنج , وكم بيادق لم تتحرك بعد , وعلى عدن ان تحذر وتستيقظ بمستوى حجم المؤامرة , لتتصدى لها بقوة , عدن عصية , يعرفها الاستعمار واعوانه جيدا , وستنتصر بأخيارها ورجالها الاحرار , واعوانهم من القوى الوطنية الحرة في الشارع اليمني والعربي , والله معها سينصرها على من عداءها .