هل سمعت عن المثل الذي يقول (حال يصعب على الكافر)
هو حال عدن الذي أبكى أنجلينا جولي، كطفل تاه في المدينة بين حشود المقهورين والمنكوبين في مدينتهم، إنسانيتها لم تستطيع ان تحتمل ما يحدث لعدن، وعجزت عن كبت دموعها أمام معاناة المدينة .
المدينة التي تحت حكم وتسلط من لا يملكون ذرة من المشاعر والاحاسيس الإنسانية والوطنية، وضمائرهم ماتت ولا حياة لمن تنادي .
الوجع والألم والقهر صورة من صور واقع عدن، نتاج لصورة قبيحة لسلطة وتسلط وسيطرة، كلها إفساد وتنمر، افساد ونهب وقتل كل شيء جميل في عدن، وبسط على الأرض، وانتهاك كرامة الإنسان، واختطاف المؤسسات ومنظمات المجتمع المدني، وتكميم صوت عدن، واهمالها بأقصاء واحتقار وازدراء منهم .
عندما تساءل لماذا عدن؟
يأتيك الجواب من هي عدن؟
ومن أهم أبنائها؟
جواب حقير بحقارة جهل وتعصب وتخلف أصحابه، لأنهم لا يعرفون عدن، ويعتقدون انهم تمكنوا من تغيير ديمغرافية عدن واستلابها من روح عشاقها ومحبيها، ممن عاشوا وتربوا وترعرعوا في كنفها، وصاروا عدانيه، وعدن عشقهم وايقونتهم .
ويعيشون مع مدينتهم صراع وجود وحياة , مع من تنكر لعدن , حينما كانت منبره الثقافي والسياسي والاقتصادي , عرفتهم بالعالم , وعرفت العالم بهم , منها حصلوا على كل جديد في هذا العالم , وهبً أبنائها للتدريس ونشر العلم والمعرفة , ونقل الحضارة والثقافة المدنية , وانتشلت عدن العديد من المناطق من قاع الجهل والتخلف و وضعتها في سكة الحضارة والتقدم , واليوم اردوا نكران هذه الحقيقة , ويتعاملون مع عدن كغنيمة , وأدوات بيد اعدائها من الإقليم والدول الاستعمارية , التي وقفت عدن ضد مشاريعها في السابق , واليوم ينتقمون منها شر انتقام , و بأدوات رخيصة , تنكروا لعدن .
ستظل عدن عصية، كسرت جبروت الاستعمار والاستبداد، وستحطم بقاياهم، وأدواتهم الرخيصة، ولن تستسلم ستبقى بموقها وحضارتها وثقافة أبنائها نبراس، وأصعب أنواع الجهاد هو المقدرة على البقاء لصالح الادمية، بكل نقاء الوجود، بعد الظلم المرير، وتخطي الاوجاع بكل صبر، ستعود ملامح عدن وايقونتها، وستنفض من على كاهلها كل تلك الشوائب والطفيليات التي علقت في جسدها بسبب الحرب والعنف والتعصب والتخندق، وستعود عدن رائدة .