أهم ما في تصريحات السفير السعودي باليمن محمد آل جابر وفي اللقاء التلفزيوني , انه يعي جيدا ان لا حل في اليمن دون إرادة اليمنيين ,ولكن بلده ينفذ سياسة لا تقبل هذه الإرادة ولا تحترمها .
فالمواطن اليمني الحر، كان في الشمال او في الجنوب , صار يدرك حقيقة تدخل التحالف بشقيه السعودي الاماراتي , و سياسة اللعب على التناقضات , وإعادة تموضع أدوات الارتهان والتبعية , المنتقاة بعناية , من أدوات النظام ( القاهر لليمنيين ) الذي رفضته إرادة الناس في ثورة , ومن أدوات مصابه ( قهرا ) من ذلك النظام , وصنعوا منها مزيج من القاهر والمقهور , وهي سياسة التحكم بأدوات القهر وتوجيهها في ما يحكم عملية التحول لخدمة أجندات واطماعه .
ولا يخفى على كل يمني صغيرا وكبيرا , الاجندات التي تتبناها السعودية وحلفائها من الإقليم , الرافضة للثورة الشعبية في اليمن , ليس من اليوم ولكن منذ ان قرر اليمنيين التحرر من النظام الإمامي الكهنوتي في الشمال , والنظام الاستعماري في الجنوب , رفض يحمي كيانهم كأسر حاكمة ومتحكمة بإرادة شعوبها , وترفض ابسط حقوق الناس في التعبير , والحرية والمواطنة , وإرساء نظام محترم يحترم إرادة الجماهير , ومن الغباء ان يتقبل العقل , ويراهن على مثل هولا في دعم توافق حقيقي لليمنيين , يصنع تحولا يلبي تطلعاتهم وآمالهم .
تصريحات برايمر اليمن , آل جابر , هي السم الزعاف , الذي يقتل حلم وتطلعات الناس , والتحول المنشود للدولة الضامنة للمواطنة والحريات , دولة مستقلة ذات سيادة وإرادة حرة .
يغتال الحلم بدعم أدوات الصراع السلبي الحقير , ونكي جراح الماضي , والعمل على تناقضاته , وما يقدمه من رسائل تبقي على حالة الصراع قائما , كلما ضعف طرف منهما , وضعفت شعبيته , يعطيه جرعة من الإنعاش , ليحافظ على مركز قوى نفوذ الصراع حية , تبقى الصراع محتدما , يستطيع من خلاله التحكم بالأدوات .
عن أي إرادة يتحدث السفير المحترم , وكل صوت يرفض سياسة العصا والجزرة , كل صوت حر يرفض الارتهان والتبعية , ومتمسك بسيادة الوطن , وإرادة الناس , تم ازحته , اغتيالا او اقصاء وتهميش , او حشد وتحريض ضده بوسائل قذرة , رسخت ثقافة الكراهية والعنصرية , التي لا تعرفها اليمن منذ عقود , إلا عندما تدخل التحالف بشكل مباشر , وزرعها في الوسط الاجتماعي , ويتم تغذيتها بقوة المال والجاه , ولازال الى اليوم يتحدث بازدراء مناطقي , ويشجع على صراع مناطقي طائفي, ويدعم ادواته بقوة , صراع يؤتي أكله اليوم ينهش جسد وطن , ويدمر إرادة امة .
كل ما يصنعه التحالف , هو إعداد مفخخات , على شكل توافقات هشة , يراد لها ان تتفجر بزمن قياسي , لتعيد تموضع أدوات الارتهان والتبعية , توافقات لم ولن تلبي تطلعات الجماهير , لا في انفصال يقدم دولتان شطريه , تحفظ إرادة الناس وحقوقهم وكرامتهم , ولا في دولة واحدة تقوم على الشراكة والاحترام المتبادل , وتحقق الإرادة والسيادة , فالهدف أسوأ مما يتصوره البعض , هو المزيد من التشظي والتمزق , لكيانات هشة , ضعيفة فاقدة للإرادة والسيادة يمكن التحكم بها , او التهامها بكل سهولة .
ستظل تلك سياسة الوهم الإقليمي , الذي يستهين بعظمة اليمن , وصلابة أبنائه , لمجرد انه وجد أدوات يستخدمها , ومطمئن لما تنفذه على الأرض من وساخات وقذارات , لا يرى الحقيقة المطموسة بغبار الواقع , ان هناك قوى صامته , وقوى حية ترفض الحرب والتدخل الخارجي , ولن تسمح في تمرير هذا الهزل السمج , وتسليم وطن بتلك السهولة واليسر , لا للخارج ولا لأدواته في الداخل , لا في الشمال ولا في الجنوب , وسيبقى من حقها النضال حتى تتحرر الإرادة والسيادة , تحرير الأرض والانسان والهوية .
.
وسيبقى اليمن حرا ابيا، شامخا بشموخ احراره، أينما وجدو، والله على ما أقول شهيد.