القاضي علي أحمد أبو الرجال، سياسي وإداري، ووثائقي، ومثقف وفنان.. شخصية يمانية بارزة، تحتفظ بنكهة صنعاء في الهيئة والنكتة وعراقة التقاليد، وتفيض بحب اليمن والعالم والحياة.. يعيش بروح شابة في العقد الثامن من العمر، ويرى في سلامة اليمن ونهضته وتقدمه عمره الباقي، الذي يتمنى أن يعيشه الوطن إلى أبعد زمني يصلنا بنهاية العالم.. تعرفت عليه في تسعينيات القرن الماضي، عندما كُلِّفتُ بتغطيةِ أحد أنشطة المركز الوطني للوثائق، وكانت مهمة (بدل فاقد) في الحقيقة، لأنه لم يكن يُنتدب من وكالة الأنباء اليمنية(سبأ)، إلى مكتب الرئاسة للتغطية الصحفية، آنذاك إلا الخُلّص والموثوقين من الصحفيين، وأنا كنت من المغضوب عليهم وفقاً لمعايير المنظومة الأمنية حينها.. كانت صدفةً رائعةً أن قادتني لأتعرف على واحد من أكثر اليمنيين جمالاً روحياً وصفاء ذهنياً وحباً للناس.
أرتاح القاضي- وهذا لقبٌ طبقيٌ أكثر من كونه مهني، فهو ينحدر من عائلة امتهنت القضاء والإدارة الرسمية- للتغطية الصحفية التي أنجزتها لأحدى الفعاليات التدريبية التي كان المركز الوطني للوثائق قد نظمها بالتعاون مع الأرشيف التونسي، وكان ذلك كافياً لتتوثق علاقة الصداقة الممزوجة بالعمل أحياناً مع القاضي الأستاذ أبو الرجال وتستمر حتى اليوم.
حسناً صنعتْ مؤسسة اليمن للثقافة والتنمية السياسية، بالتفاتتها إلى أحد مؤسسيها البارزين، القاضي علي أبو الرجال، وإقامة حفلة تكريمية لأجله، إذ أنه ما من شخصية قيادية في الدولة اليمنية الحديثة أسهمت في خدمة الثقافة اليمنية، وصانت أصولها، ويسرت سبل الحصول عليها أكثر من القاضي أبو الرجال، أطال الله بعمره وأمده بالصحة والعافية.. وإنني أتطلع إلى أن تفطن الحكومة ورئاسة الدولة إلى هذه الفرصة وتكرمه فهو أحق بأن يكرم من الدولة في حياته، والله إنه ليستحق وسام الجمهورية، ووسام 22 مايو.. هناك العديد ممن حملوا هذا الوسام ولم ينجزوا ربع ما أنجز أبو الرجال.