كم هو مهم أن نعيد التفكير في طريقة نظرتنا إلى المكانة الكبيرة للدولة الأموية في تاريخ أمتنا، لدورها الأساسي والاستثنائي في حماية بيضة الإسلام ونشره وتأسيس دولته العتيدة التي فاقت في اتساعها مساحة كل الإمبراطوريات السابقة.
ويكفي أن نعرف أن دولة الإسلام قامت على أنقاض إمبراطوريات كبيرة في الشرق والغرب، والذين حققوا ذلك هم خلفاء رسول الله الثلاثة الأوائل ومعهم صحابته الكرام وأكملها بنو أمية وأولهم معاوية ابن أبي سفيان رضي الله عنهما.
هذه الأيام أتابع مقاطع في اليوتيوب لمعممين شيعة، وتقريباً يلتقون مع أئمة الزيدية وزعماء جماعة الحوثي الحاليين في قضايا منها الموقف الوقح من أمهات المؤمنين والصحابة والخلفاء الراشدين.
ومما تابعته أن هؤلاء المعممين متفقون جميعاً على عدم أهمية الحرم المكي والحرم النبوي، قياسا بكربلاء والنجف وقم، ومراقد الأئمة.
أما المسجد الأقصى المبارك فلا يعتقد أتباع الدين الشيعي بوجوده ناهيك عن قدسيته ومكانته كأول قبلة للمسلمين وثالث الحرمين الشريفين.
والأخطر أنهم يحطون من شأن النبوة والأنبياء قياساً بالأئمة الـ12 الذين منحوا مقام التشريع وتلقي الوحي في تقويض كامل للدين الإسلامي وكفر بواح بخاتم النبيين.
وعليه فليس هناك ما يجمع المسلمين مع أتباع الدين الشيعي، بل هناك تناقض جعل من أتباع هذا الدين المصطنع أخطر أعداء الأمة الإسلامية، لأنهم يظهرون أمام الآخرين كمخالط سيء وعدواني، يحسن الأعداء استغلاله بهدف ضرب الأمة ودينها وحضارتها.
واليوم يطرحون الخليفة الراشد الرابع علي ابن أبي طالب رضي الله عنه قضيةً متنازع عليها، فهم لا يتطرفون بالاعتقاد في أحقيته بالخلافة فقط بل يعتقدون فضله على النبي، ويرفعونه إلى مقام الألوهية.
لذلك لا يجب أن تكون هذه القضية مدخلا للتنازل عن ثوابت الأمة لصالح متطرفي الدين الشيعي الذين يستبيحون دماء المسلمين، بذريعة محبة علي.
هو صحابي جليل وشهيد ورابع الخلفاء الراشدين.
ليس إلهاً ولا إمام عقيدة وليس لنسله فضل القيادة إلا لمن صلح منهم واتفقت كفاءته مع إرادة المسلمين وقبولهم.
لقد تأسس دين مشوه يتبنى عداوة مطلقة مع المسلمين ودينهم وعقيدتهم، ويقوم على اللعن والشتم واستباحة عرض النبي والسيرة العطرة المباركة لصحابته الكرام، وآن لهذا الهراء أن يفضح وهذه الميوعة في الموقف أن تتماسك وتخشن في تجاه هؤلاء.