رحيل الفنان ابن الحدا المغترب طاهر حسين عن ثمانين عاما .
كنت سأشعر بالندم وتأنيب الضمير بل تأنيب البلاد لو لم أكتب عن فنان كبير غادرنا اليوم ولا يعرف معظم اليمنيين عنه شيئا!
وللأسف، حتى أنا لم أكن قد سمعت عنه قبل شهرين من اليوم والفضل في اكتشافي له وسماع أغانيه يعود لصديقي الشاعر يحيى الحمادي.
يا ترى... ما الذي يحفزني للكتابة عن فنان بالكاد سمعت له أغنية أو أغنيتين !؟
سأخبركم بكل صدق!
لقد انبهرت بعزفه للعود خصوصا حين يغني الغناء الصنعاني!
هذا فنان كبير في عزفه للعود ولعلي أضعه في طبقة كبار عازفي العود اليمنيين في جيله على الأقل. تأمل نظرة طلال مداح وهو يراه ويستمع له...
ولأنه صوت بديع وهو ملحن وشاعر أيضا... لحن لطلال مداح ومحمد عبده وعبدالمجيد عبدالله وثلاثتهم بالمناسبة على التوالي من اليمن... من حضرموت، والحديدة، وحجة... وبالفنان طاهر هلت ذمار وانتشت الحدا!
ولأنه اغترب طفلا وعمره عشر سنوات... يا للكفاح المضيء النادر
لذلك، كان لا بد من أن أكتب! مجرد ريشة من ريش هذا الطائر اليماني المهاجر!
هاجر وعمره عشر سنوات من الحدا محافظة ذمار إلى السعودية أواخر أربعينيات القرن الماضي.
رغم غربته، سأزعم أنه من أفضل من عزف التراث الغنائي الصنعاني.
اسمعوا له: يا مكحل عيوني بالسهر!
ثم ترحموا عليه... اسمعوها ولن تناموا
اسمعوا صوته وكأنه يرثي بلادا... نوح الذرى وأنين الوديان!
ستشعل حنينا في قلوبكم لا ينطفئ.