قرر الأستاذ خالد الرويشان وزير الثقافة الأسبق، وعضو مجلس الشورى، والقامة الثقافية والسياسية اليمنية البارزة، أن يؤدي دوره في الانتصار لليمن من خندق ملغوم ومسكون بالأفاعي السامة الفتاكة، وألغى بشجاعة نادرة من حساباته الكلفة التي يمكن أن يدفعها ثمناً لهذا الدور.
هذا النوع من الشجاعة، تنتفي معه حسابات الذات ومخاوفها، لأن روح البطل تتحد بأهداف سامية وغايات نبيلة، وتخوض اختبار الالتزام بالقيم المغروسة في الوجدان متصلة بالله والوطن والإنسانية.
بهذه الروح العالية يؤدي الأستاذ خالد الرويشان هذا الدور ويكتب رأيه في الشأن العام متصادماً مع عصبة مسلحة حتى التخمة من "مخزن عفاش الذي يعجبك" ومن خط إمدادات نشط يبدأ من إيران وينتهي بصنعاء.
تمضي هذه العصابة الطائفية في تفجير المجتمع من الداخل وتمزيق أواصره بأفكار وقناعات هي بميزان الدين الحنيف النقي وبميزان العقل البشري المتحضر، أباطيل، وتراهات، وشوفينية مقيتة، تدور حول النسب واستحقاقاته السياسية والسلطوية والمادية.
كأي سلطة غاشمة أطلقت جماعة الحوثي بعضاً من أردأ المتحدثين باسمها والذائدين عنها والمسوقين لها في فضاء التواصل الاجتماعي المنفلت من كل القيود، للنيل من الشخصيات الوطنية، والتركيز اليوم ينصب على الأستاذ خالد الرويشان.
في الماضي كان هؤلاء يوصفون بأنهم سفهاء القوم، وهم اليوم سفهاء يصدرون عن سفهاء ولا يحتكمون لمبدأ أو شرف ولا لدستور أو قانون.
لفت نظري أحدهم ويدعى حسين الأملحي وهو من شيعة الشوارع، وقد ظهر مطلقاً تهديدات خطيرة بحق الأستاذ خالد الرويشان حينما تساءل بوقاحة لماذا يبقى (أي الرويشان) في مناطقنا؟
هذا المنطق المستفز يتصادم مع التاريخ ومع الأعراف والتقاليد، فمن يتحدث باسمهم الأملحي، هم أبناء "الهجر " وهي تجمعات سكانية محددة تعيش في ظل السلام الممنوح لها من الكيانات القبلية المهيمنة.
وريف صنعاء الذي ينتظم ضمن محافظة تحمل ذات الاسم هو مجال نفوذ تتقاسمه قبائل خولان مع قبائل أخرى، وتشكل معظمها تحالف بكيل الذي تعد عائلة الأستاذ خالد الرويشان من أقياله وسراته، لكونهم على رأس قبائل خولان التي يمتد نفوذها من صنعاء إلى مأرب، وإليها ينتمي رموز تاريخيون امتد تأثيرهم إلى أنحاء واسعة من العالم الإسلامي؛ نذكر منهم السمح ابن مالك الخولاني قائد معركة بلاط الشهداء في جبال البرانس الفرنسية الإسبانية، وشيخ الإسلام محمد بن علي الشوكاني.
إن شجاعة الوزير الرويشان، تكمن في أنها وضعت هذه العصابة أمام اختبار صعب للغاية، فهي إن غامرت في استهدافه، فستواجه تبعات خطيرة للغاية، لأنها لن تستطيع تبرير استهداف شخصية وطنية تحظى باحترام واسع، في وقت لا يخوض معها الرجل معركة مسلحة بقدر ما يدلي بآراء في قضايا الوطن والشأن العام وتحدث ما تحدثه من تأثير في اليمنيين.
لهذا سيتعين على هذه الجماعة التفكير. ملياً قبل اختراع مبررات وذرائع لاستخدام القوة ضده، لا يمكن لليمنيين القبول بها، في وقت تدعي هذه الجماعة أن لديها قابلية للتصرف ضمن مبدأ الشراكة الوطنية، وأنها جادة في الانفتاح على اليمنيين المناهضين لها في إطار تسوية تبقي على نفوذها السياسي والعسكري.