في السابع من أبريل يمر عام على نقل السلطة إلى مجلس قيادة رئاسي، وتنفيذ أول هدنة طويلة في تاريخ الحرب اليمنية.
هذه المناسبة لم تمر مرور الكرام في صنعاء فقد أعلن عن تفجير في حافلة ركاب نتج عن قيام عنصرين مزعومين من تنظيم الدولة (داعش) بتفجير نفسيهما بعد ملاحقة أمنية لهما من عناصر تابعة لجماعة الحوثي، وقد سقط مدنيان في التفجير كانا يستقلان الحافلة التي صعد إليها العنصران المطاردان.
إنها حادثة تعيد تموضع الحوثيين في خانة الطرف الذي يحارب الإرهاب، وليس الطرف الذي يمارس هذا الإرهاب ولم يتوقف عن قتل المدنيين برصاص القناصة وبسلاح الألغام الأعمى وبالحصار، وبالزج بالأطفال في محرقة الحرب منذ عقد من الزمان.
واللافت للنظر أن جماعة الحوثي منذ أن دخلت صنعاء وهي تستدعي داعش دون القاعدة كذريعة لإظهار أنها الجماعة المستهدفة من جانب الإرهابيين المزعومين وأنها الطرف اليمني الموثوق بالشراكة الفعالة مع الغرب لمكافحة الإرهاب.
فقد سبق لهذه الجماعة أن تذرعت بأربعة تفجيرات متزامنة استهدفت أربعة مساجد يشرف عليها قيمون مقربون من الجماعة في 2015 لكي تبدأ تحركها العسكري باتجاه الجنوب لمحاربة الإرهاب وليس لإحكام سيطرة الانقلابين على أنحاء البلاد.
والسؤال هو لماذا إذا لم تستهدف الجماعة من تنظيم القاعدة الذي أسس دويلات في جنوب اليمن خلال منذ 2011؟ ولماذا لم ترث هذه الجماعة جيشا من هذا التنظيم عمل تحت إشراف الأمن السياسي والقومي في عهد صالح، وذهبت نحو داعش الذي لم يسجل له نشاط فعال في اليمن؟
والإجابة المنطقية على هذين السؤالين، هي أن الحوثيين ومن ورائهم إيران استدعوا ورقة داعش لأن هذا التنظيم المخابراتي المصطنع هو الذي يقع اليوم في مرمى الحرب العالمية التي تقودها أمريكا لاستئصاله من كل من العراق وسورية، حتى أن الجيش المصري قام بالتغطية على انقلابه باستحداث داعش في شبه جزيرة سيناء.
ليس منطقيا أن يحضر هذا التنظيم في المشهد اليمني وهو الذي لم نره يخوض معركة واحدة مع نقيضه الطائفي المفترض؛ جماعة الحوثي، التي أحدثت ما أحدثت من رعب وقهر وقمع وإرهاب ضد الشعب اليمني.
إن تعميم خبر مصرع عنصرين من تنظيم داعش في صنعاء، هي محاولة مفضوحة من جانب هذه الجماعة الانقلابية الإرهابية لإعادة فرض السردية المكشوفة عن الدور المزعوم لهذه الجماعة في محاربة ما يسمى الإرهاب، وهو توجه يهدف إلى التأسيس لمشروعيتها كطرف في الحرب اليمنية يتهيأ لحصد ثمار تقويض عملية الانتقال السياسي في في هذا البلد، ودفعه إلى حرب مدمرة، لسوء الحظ أنها تكاد تنتهي لتسوية، تتأسس على مشروعية القوة الميدانية التي أنتجتها هذه الحرب عن قصد، لتقطيع أوصال الدولة اليمنية وتحويلها إلى أشلاء تتقاسمها الجماعات المسلحة المصنوعة بعناية من جانب الفاعلين الإقليميين.