تتقلب الأيام بين أفراح وآهات وحروب مآسي ، صفحة تطوى وأخرى تبدأ، ومتربصون بلا ضمائر يقتلون فرحة الناس مع حلول الاعياد، يختلقون مآسي جديدة ويذكرونا بمآسي قد خلت واحزان مرت أو لازالت، غير عابئين بأن النفوس من الحزن لديها ما يكفيها لسنوات، فبعد تلقي الصدمات تتبلد مشاعر ونفقد المتعة في الحياة.
حين نشاهد أغلب من يتظاهروا بالتبلد أو أصبحوا متبلدين نصاب بالدهشة والاستغراب!...
لأنهم كانوا إيجابيين، يسعدوا بأبسط الأشياء، مليئين بالطاقة والنشاط، ويشعرون بالسلام داخلهم، كانوا يمتلكون مجموعة من الأفكار التي كان بإمكانها الإسهام في خدمة ونهوض المجتمع، وللأسف الشديد صدموا كغيرهم ووصلوا إلى مرحلة التبلّد، لأنهم منعوا من التعبير عن مشاعرهم وعرض أفكارهم ممن كانوا في أمس الحاجة لها وبالأخص "السلطات القمعية أينما وجدت" التي فاجأتهم بالقمع واللامبالاة، وهو ما يؤكد انعدام العاطفة لدى تلك السلطات القمعية والتي يمكن من خلالها التعبير عن ما يشعروا به تجاه رعاياهم.
ولأن من يتظاهرون بالتبلد فقدوا الشغف والرغبة في كافة أمور الحياة، اصيبوا بالصمت وفقدوا التركيز وشعروا ببطء في التفكير، لذا كان لزاما عليهم بأن يتصالحوا مع التبلّد باعتباره مترس الفقراء الأخير، وفي هذه الحالة يعتبر التبلّد إيجابي، خلاف بعض المواقف العابرة التي يكون فيها التبلّد مطلوب.
المصابون بالتبلد يبتسمون وكأنه لم يحدث شيء رغم وضوح علامات الاكتئاب في محياهم وشعورهم بالحزن وانعدام جدوى الحياة، هم سعيدون من الخارج، والألم يعصرهم من الداخل، ومن الصعب اكتشافهم لكن إذا طال الأمر قد يؤدي الاحتقان بداخلهم إلى حدوث مشاكل.
في الختام الناس بحاجة إلى العيد لبث الأمل في قلوب أحبطها اليأس وأحاط بها القنوط، فالأعياد فرصة للراحة والتقاط الأنفاس لمواصلة الحياة بحلوها ومرها، وعونا لاستمرار رفع راية النضال، فالمحن في طياتها منح، فانثروا الفرحة في النفوس فعمر الأمة أطول من أعمار كل المحن والطغاة .