أنصار الإمارات ينامون ويصحون على أمل أن تقودهم أمريكا حتى إلى الحديدة، لكنهم هذه المرة على قناعة تامة بأنهم سيذهبون إلى الحديدة، على الرغم من أنهم يعلمون علم اليقين بأن أمريكا وبريطانيا منعت سقوطها قبل ذلك بحجة الوضع الإنساني، وقد سبق لطارق صالح نفسه أن صرح بأن معركة الحديدة مرتبطة بقرار دولي..
دعونا نناقش الحرب اليوم من وجهة نظر الإمارات، على اعتبار علمنا المسبق بوجهة النظر الأمريكية، فهل ستدخل الإمارات الحرب تاركة وراءها دبي وأبو ظبي للصواريخ والطيران المسير وهي تقدم نفسها كواجهة " أمن وأمان " للأعمال والترفيه وجسر إلى العالم، داخل منطقة تعصف بها النزاعات والفقر، إضافة إلى أنها تسعى إلى تقوية نفوذها لقيادة المنطقة على حساب المملكة العربية السعودية وقطر؟..
الإمارات انضمت إلى تحالف دعم الشرعية تحت مبرر دعم السعودية والشرعية، لكن سرعان ما انكشف المستور، فقد عكفت على بناء مليشيات وصنعت انقلابا في عدن يساوي انقلاب الحوثيين في صنعاء ومنعت طائرة الرئيس هادي من النزول في مطار عدن وأعلنت ضرب من تسميهم الإخوان المسلمين، كل ذلك كان الهدف منه إحلال الفوضى وإغراق السعودية في الرمال المتحركة في اليمن..
خلال فترة الحرب ظل التواصل بين الإمارات وإيران على المستوى الدبلوماسي وعلى مستوى أجهزة المخابرات، انعكست هذه العلاقات على علاقاتها بالحوثيين، فقبل أن تعلن انسحابها من الحرب نسقت معهم ولم يتم استهدافها على غرار المملكة العربية السعودية التي تعرضت لهجمات مميتة..
بطبيعة الحال إن سباق الإمارات مع السعودية على قيادة المنطقة جعل الإمارات تسابق السعودية في كل المحافل كي تنتزع منها القيادة، فهي تتفوق اقتصاديا على المملكة، لكن المملكة تتفوق في المرجعية الدينية بوصفها حاضنة لمكة والمدينة وهذا سيجعل الإمارات تستعيض عن ذلك باتفاق أبراهام مع إسرائيل ودمج الديانات الثلاث في دين إبراهيم..
وتأسيسا على ما سبق نخلص إلى القول، بأن الإمارات محكومة بسباق القيادة مع السعودية وتريد إزاحة قطر من المشهد وتقدم نفسها لإسرائيل بأنها القادرة على تجميع العرب وتسليمهم لها من خلال التطبيع، لذلك من غير المنطقي أن تجازف في الدخول في مواجهات مع الحوثيين وهي تدرك أن الحوثيين جزء من لعبة الشرق الأوسط الجديد ولا يمكن للولايات المتحدة الأمريكية وإسرائيل إعطاء الضوء الأخضر لإسقاطهم إلا إذا كان الدور قد حان على المملكة العربية السعودية، لأن أي تصريح باستهدافهم، نجدهم يهددون بضرب المملكة حتى لو لم تكن ضالعة في ذلك..
والقارئ النبيه سيلاحظ، كيف يتم إعطاء دور لدول الخليج الأربع السعودية والإمارات وقطر وعمان في الوساطات وتقديم الحلول غير العربية كالوساطة بين أمريكا وإيران وبين روسيا وأوكرانيا وأمريكا وطالبان، بينما تعجز هذه البلدان في خلق وساطات بين اليمنيين بعضهم البعض وبين السودانيين، بل تعجز عن وساطة تحمي سكان غزة من القتل والتهجير بلا رحمة وتجميعهم في مناطق احتواء داخل غزة، لقد قسموا العرب بين إسرائيل وإيران والإثنين يتقاتلان على أرضنا وبدمائنا، فمعركة الحديدة وصنعاء لن يقودها من ينتظر قراره من الخارج، لأن الخارج يعتبر الحوثي دجاجة تبيض له ذهبا..