;
سيف محمد الحاضري
سيف محمد الحاضري

جمال عامر: من بوابة السفارة الأمريكية إلى وزير خارجية حكومة الاحتلال الإيراني 258

2025-04-27 10:53:14

قراءة في تحولات بعض النخب وأدوارها التخريبية في خيانة اليمن

لم تعد معركة اليمن مع مليشيات الحوثي مجرد صراع سياسي أو عسكري، بل باتت معركة وعي بامتياز، معركة فضح النخب المتلونة التي لعبت أدوارًا خطيرة في تمزيق الوطن وتسليم قراره الوطني لأجندات خارجية معادية.

shape3

وفي مقدمة هؤلاء يبرز اسم جمال عامر، الذي يقدم اليوم نفسه وزيرًا لخارجية حكومة الاحتلال الإيراني الحوثي، بعد مسيرة طويلة من خدمة المشاريع الأجنبية تحت شعارات الوطنية الزائفة.

خلفية تاريخية: من أبواب السفارات إلى صالات المؤامرة

خلال نهاية التسعينيات، برزت ظاهرة "النخب المرتبطة" بالسفارات الأجنبية، خاصة السفارة الأمريكية.

كان جمال عامر واحدًا من أبرز هؤلاء، حيث ارتبط بعلاقات مميزة مع الدبلوماسيين الأمريكيين، حتى أصبحت أبواب السفارة مفتوحة له بلا مواعيد مسبقة.

في تلك المرحلة، كان عامر متهمًا بتسريب معلومات أمنية وعسكرية حساسة، وهو ما زرع الشكوك مبكرًا حول ارتباطه بمشاريع أجنبية تهدف لضرب بنية الدولة اليمنية من الداخل واستهداف مباشر للقوى الاسلامية

•• حروب صعدة: الانحياز المشبوه وتزييف الحقائق

مع اندلاع حروب صعدة بين الدولة والتمرد الحوثي، لعب جمال عامر وصحيفته دورًا خطيرًا عبر تصوير المعركة على أنها "حرب طائفية" بين الجيش و"أقلية مذهبية مضطهدة"، وفقًا لموجهات السفارة الأمريكية حينها.

هذا التوصيف الخبيث كان جزءًا من مخطط دولي لإعادة صياغة الصراع اليمني، ليس كتمرد مسلح ضد الدولة، بل كـ"قضية حقوق طائفية"، بهدف شل إرادة الدولة اليمنية وإضعاف جيشها الوطني.

لقد أدّى جمال عامر مهمته تلك بامتياز، ومهد الطريق إلى جوار العشرات من امثاله لخطاب دولي منحاز إلى الحوثيين، وهي نتائج لا يمكن فصلها عن رعاية أمريكية مباشرة لتلك السرديات المشبوهة.

•• شهادة نائب السفير الألماني: كشف المستور

في لقاء جمعني بنائب السفير الألماني عام 2012، وخلال نقاش حاد حول المعايير المزدوجة، قال بوضوح:

"نقيم علاقة مع جماعة الحوثي باعتبارنا حلقة وصل مع الأمريكان."

كان هذا التصريح بمثابة اعتراف صريح بالدور القذر الذي لعبته بعض السفارات في تمكين المشروع الحوثي، واستخدام أدوات مثل جمال عامر وغيرهم لإعادة صياغة طبيعة الصراع بما يخدم مصالح إقليمية ودولية.

•• من خدمة الأمريكيين إلى خدمة الإيرانيين: الوجه الآخر للعمالة

اليوم، بعد سنوات من العمل تحت المظلة الأمريكية، يظهر جمال عامر وزيرًا لخارجية حكومة الحوثي – الاحتلال الإيراني، في صورة تختزل حجم الانحطاط الأخلاقي والسياسي الذي وصلت إليه بعض النخب اليمنية.

إنه نموذج حي لمن لا يملكون مشروعًا وطنيًا حقيقيًا، بل ينحازون دومًا للمشروع الأقوى ماديًا وسياسيًا، سواء كان أمريكيًا أو إيرانيًا.

أما الوطن، فلم يكن يومًا حاضراً في معادلاتهم.

•• التناقض الاستراتيجي: أين يقف جمال عامر اليوم؟

في ظل المتغيرات الإقليمية والدولية، حيث تتجه المنطقة نحو تقليص النفوذ الإيراني والحد من أذرعه، يقف جمال عامر في مفترق طرق:

هل يواصل خدمته للأجندة الأمريكية التاريخية؟

أم يبقى وفيًا لحلفائه الجدد في طهران؟

أم يحاول أن يكون جسراً بين المشروعين على حساب دماء اليمنيين؟

في جميع الأحوال، الأكيد أن لا علاقة له بالمشروع الوطني اليمني، لا من قريب ولا من بعيد.

•• السقوط قادم والحساب آتٍ

مهما طال الزمن، سيبقى أمثال جمال عامر عارًا موثقًا في سجل الخيانة الوطنية.

وسيبقى الشعب اليمني، برغم كل المؤامرات، قادرًا على فرز الصفوف، وإسقاط الأقنعة، ومحاسبة كل من باع وطنه بثمن بخس.

إنهم اليوم فوق الأرض، لكن غدًا سيكونون تحت أقدام الشعب وإرادته الحرة وتحت مقصلة العدالة

الأكثر قراءة

الرأي الرياضي

كتابات

كلمة رئيس التحرير

صحف غربية

المحرر السياسي

وكيل آدم على ذريته

أحلام القبيلي

2016-04-07 13:44:31

باعوك يا وطني

أحلام القبيلي

2016-03-28 12:40:39

والأصدقاء رزق

الاإصدارات المطبوعة

print-img print-img
print-img print-img
حوارات

dailog-img
رئيس الأركان : الجيش الوطني والمقاومة ورجال القبائل جاهزون لحسم المعركة عسكرياً وتحقيق النصر

أكد الفريق ركن صغير حمود بن عزيز رئيس هيئة الأركان ، قائد العمليات المشتركة، أن الجيش الوطني والمقاومة ورجال القبائل جاهزون لحسم المعركة عسكرياً وتحقيق النصر، مبيناً أن تشكيل مجلس القيادة الرئاسي الجديد يمثل تحولاً عملياً وخطوة متقدمة في طريق إنهاء الصراع وإيقاف الحرب واستعادة الدولة مشاهدة المزيد